نظراً لما تسببه الأمراض الوراثية من مشكلات صحية خطيرة في إحداث الإعاقة المرضية التي قد تكون مستمرة ومزمنة، ناقش المشاركون في مؤتمر الوقاية والتدابير حول الأمراض الوراثية والإعاقة الذي تقيمه كل من جمعية طب الأطفال وجمعية المولدين والنسائيين برعاية وزارة الصحة وبالتعاون مع بعض المنظمات العديد من الموضوعات العلمية والطبية في مجال أمراض الأطفال الوراثية ومشكلات زواج الأقارب وما تسببه من حالات الإعاقة، والأمراض الوراثية المنتشرة في سورية، والأمراض العصبية ونقص السمع الوراثي.
في كلمته أكد وزير الصحة الدكتور حسن محمد الغباش على متابعة الوزارة ورعايتها لجميع المؤتمرات العلمية تشجيعاً لمواكبة كل جديد، ولتطوير الأداء، حيث يعتبر هذا المؤتمر، أحد وسائط البحث العلمي التي يعول عليها، لتعزيز المعرفة المهنية، والجهود المبذولة فيه ما هي إلّا خطوة أولية هامة جداً، من أجل وضع حجر الأساس حول الكشف المبَّكر والوقاية من الأمراض الوراثية والإعاقة، وذلك من خلال تذليل العقبات وتقديم الحلول المناسبة والتوصيات. مبينا أن السياسة الوطنية تؤكد على تمكين ذوي الإعاقة من خلال إتاحة خدماتٍ تُحقق لهم التمتع بحياة لائقة، والوصول إلى الدمج المجتمعي وتحقيقِ المشاركة الفاعلة وتعزيز الفرص المتكافئة.
وأشار السيد الوزير إلى ما شهدته السنوات الأخيرة من وعي وتوجهً عالمي نحو الاهتمام ببرامج الكشف والتدخل المبَّكر للوقاية من الأمراض. حيث تشير الأبحاث والتقديرات أن 6 % من مجموع الولادات عالمياً التي تحدث سنوياً وتعاني من وجود خلل وراثي المنشأ. وهنا تظهر ضرورة النهوض بالجهود الرامية إلى الوقاية من الأمراض الوراثية عموماً وما تتسبب به من إعاقات، وهذا جزء من جهود وزارة الصحة المبذولة، من خلال إتاحة خدمات وقائية ورعاية صحية ومجتمعية متكاملة كخدمات التلقيح المقدمة للأطفال ضد أمراض الطفولة الخطرة وتحسين رعاية الأم والوليد وغيرها. مع أهمية التركيز على توعية المجتمع حول أخطار زواج الأقارب لما له من أثر على صحة الفرد والمجتمع.
وبين الدكتور الغباش أن الفحص الطبي قبل الزواج، يعتبر خط الدفاع الأول والذي يخضع له المقبلون على الزواج للتأكد من عدم وجود أي مخاطر صحية قد تؤثر على أحدهما أو كليهما أو على أطفالهم في المستقبل، بهدف تعزيز صحة الأسرة من خلال ضمان سلامة وصحة المقبلين على الزواج وأطفالهم، وإلى خفض معدلات الوفيات والمراضة لدى الأطفال الناجمة عن الأمراض الوراثية. لافتا إلى سعي الدولة السورية إلى توفير أفضل الخدمات الصحية للمواطنين، رغم التحديات التي تواجهها البلاد نتيجة الحصار اللإنساني والإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري.
بدوره أكد الدكتور غسان فندي نقيب أطباء سورية أن المؤتمر محطة هامة في تحقيق التنمية المستدامة وصولا إلى جيل معافى وخال من الأمراض الوراثية. موضحا كيف تتضافر العوامل البيئية مع الجينية وتسبب أمراض وراثية عدة. الأمر الذي يتطلب الاطلاع على مستجدات العلوم لكشف الاضطرابات الوراثية فهناك إجراءات علمية حديثة ساهمت في الحد من هذه الاضطرابات.
ولفت الدكتور فندي إلى ان الهدف من المؤتمر هو تعزيز صحة الأسرة من خلال نشر التوعية حول صحة المقبلين على الزواج، مشيراً إلى النتائج الكبيرة التي حققها مخبر الزواج في اللاذقية والذي افتتح عام ٢٠٠٧، قد وضحت إنجازاته خلال الأعوام الأخيرة من خلال الحد من إنجاب أطفال معاقين أو لديهم أمراض وراثية. مبينا أن اختبارات الكبد ساهمت في الحد من انتشار الأمراض الوراثية والإعاقة ، وكذلك الأمر بالنسبة لتقرير الولادة واختبار الزواج الذي ساهم في الحد من انتشار الأمراض والولادات التي تحمل التشوهات.
الدكتور مروان الحلبي رئيس جمعية المولدين والنسائيين تحدث حول ما يحمله المؤتمر من دراسات وأبحاث جديدة تعكس سوية الأطباء السوريين والخدمات الصحية والعلاجية المتوفرة.
لافتا أن الإعاقات تبدأ من الأسرة وتنتهي بالمجتمع. وعليه فان المعلومات والدراسات المقدمة تساهم في وضع خطط صحية أكثر شمولية. وخاصة إذا كانت وفقا لهذا المؤتمر الذي يقدم أحدث المستجدات في مجال الصحة الإنجابية والرعاية الطبية.
يتناول المؤتمر الذي يستمر على مدى يومين أكثر من 26 بحثا ودراسة علمية طبية في مجال الطفولة والأمراض الوراثية وأسبابها وآليات الوقاية والحد منها.
سيريا ديلي نيوز
2022-12-10 12:37:40