يواجه سبعمائة ألف طفل الجوع في سوريا بسبب التدهور المستمر للاقتصاد في البلاد، وخاصة في شمال شرق البلاد.
ويوضح التقرير أنه في الأشهر الستة الماضية، "ارتفع العدد الإجمالي للأطفال الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء البلاد إلى أكثر من 4.6 مليون شخص". فبعد أكثر من 10 سنوات من الصراع والنزوح، يعاني الآن عدد غير مسبوق من الأطفال في سوريا من ارتفاع معدلات سوء التغذية.
تواصل منظمة الصحة العالمية وقطاع التغذية توسيع خدمات الكشف وكذلك خدمات التغذية الوقائية والمتخصصة للمرضى الداخليين للأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد وضمان توافر الإمدادات الحيوية.
وظهور سوء التغذية لدى شخص ما يشير إلى أوجه القصور أو التجاوزات أو الاختلالات في تناول هذا الشخص للطاقة أو العناصر الغذائية.
ويغطي مصطلح سوء التغذية مجموعتين عريضتين من الحالات. إحداهما "نقص التغذية" الذي يشمل التقزم (انخفاض الطول بالنسبة للعمر)، والهزال (انخفاض الوزن بالنسبة للطول)، ونقص الوزن (انخفاض الوزن بالنسبة للعمر) ونقص المغذيات الدقيقة (نقص الفيتامينات والمعادن الهامة).
ويؤثر سوء التغذية على الناس في كل بلد. في جميع أنحاء العالم، يعاني حوالي 159 مليون طفل من التقزم و50 مليونا من الهزال. لا تستطيع العديد من العائلات تحمل تكاليف الأطعمة المغذية أو لا تستطيع الحصول عليها مثل الفواكه الطازجة والخضروات والبقوليات واللحوم والحليب.
على مدى السنوات الـ 11 الماضية، عانى شمال شرق سوريا بشكل كبير بسبب الأزمة المستمرة. أدى تدهور الخدمات الصحية، والأزمة الاقتصادية، وانخفاض القوة الشرائية، إلى جانب صعوبة الحصول على مياه الشرب المأمونة، إلى زيادة معدلات سوء التغذية.
كما تظهر الأدلة، في الفترة 2022-2023، سيحتاج حوالي 5.5 مليون شخص، بما في ذلك الأمهات والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 0-59 شهرا في سوريا، إلى مساعدة تغذوية مباشرة. نصفهم يعيشون في شمال شرق سوريا. أظهرت الدراسات الاستقصائية اللاحقة أن معدل الإصابة بسوء التغذية الحاد والمزمن يبلغ ضعف معدل حدوثه في شمال شرق سوريا مقارنة ببقية البلاد.
وتواصل منظمة الصحة العالمية معالجة الوضع الغذائي المتدهور في شمال شرق سوريا من خلال توفير حزمة من برامج الخدمات الغذائية المختلفة.
الهدف الرئيسي هو الكشف عن حالات سوء التغذية والتأكد من حصولها على العلاج المناسب.
وتدعم منظمة الصحة العالمية إدارة سوء التغذية المرتبط بالمضاعفات في مراكز تثبيت الحالة الصحية، بالإضافة إلى تلبية الحاجة إلى الوقاية من سوء التغذية من خلال برامج متعددة، مثل استشارات تغذية الرضع والأطفال الصغار، وكذلك مبادرة المستشفيات الملائمة للأطفال.
تعتبر معالجة سوء التغذية إحدى الأولويات الرئيسية لمنظمة الصحة العالمية في شمال شرق سوريا. يشير المسح الأخير الذي تم إجراؤه في عام 2019 إلى أن "معدلات حالات سوء التغذية الحاد والمزمن في شمال شرق سوريا تجاوزت تلك المسجلة في مناطق أخرى في جميع أنحاء البلاد".
وسّعت منظمة الصحة العالمية خدمات التغذية في شمال شرق سوريا عام 2021 لتصل إلى عدد كبير من المرافق الصحية العاملة في المحافظات الثلاث. على الرغم من التحديات ونقص مقدمي الرعاية الصحية، غطت منظمة الصحة العالمية أجزاء كبيرة من شمال شرق سوريا، بما في ذلك المناطق التي يصعب الوصول إليها.
ومع ذلك، "هناك المزيد الذي يتعين القيام به للوقاية من سوء التغذية الحاد والمزمن أو علاجه في سوريا."

سيريا ديلي نيوز


التعليقات