طالبت «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير» المعارضة بأن تكون الحكومة المقبلة «قوة سياسية» تعمل من أجل إخراج البلاد من الأزمة التي تمر بها، في حين طالبت المبادرة الوطنية للأكراد السوريين بتشكيل حكومة «وحدة وطنية» من تكنوقراط وسياسيين تهتم بتداعيات الأزمة. وأجرى رئيس الحكومة المكلف رياض حجاب أمس مشاورات لتشكيل الحكومة مع رئيس المبادرة الوطنية للأكراد السوريين عمر أوسي، بعد مشاورات أجراها أول من أمس مع وفد من «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير». وكلف الرئيس بشار الأسد الأربعاء الماضي حجاب بتشكيل حكومة جديدة، وذلك بعد انتخابات تشريعية جرت في أيار الماضي، وأظهرت نتائجها فوز «قائمة الوحدة الوطنية» التي تضم مرشحي حزب البعث الحاكم والأحزاب التسعة المتحالفة معه تحت مظلة «الجبهة الوطنية التقدمية» بأغلبية مقاعد مجلس الشعب إضافة إلى فوز مرشحين لتيارات معارضة ومستقلين. وأوضح عضو مجلس رئاسة الجبهة الشعبية علي حيدر في تصريح لـ«الوطن»، أن مشاورات وفد الجبهة مع رئيس الحكومة المكلف تناولت برنامج الحكومة وكل تفاصيل عملها وصلاحياتها وتركيبتها، وقال: إن «العنوان الأبرز الذي طرحناه هو أن تكون هذه الحكومة قوة سياسية ويكون تشكليها مفصلا من مفاصل العملية السياسية لإخراج سورية من أزمتها. أي أن تكون حكومة حل أزمة وطنية، وأن تتضمن خطاباً متميزاً لحل هذه الأزمة»، موضحاً أن حجاب كان «متفهما ومتوافقاً معنا على ضرورة أن تكون الحكومة حكومة إنقاذ لسورية وأن تمتلك كل الصلاحيات للعمل بهذا الاتجاه». وذكر حيدر، أن وفد الجبهة اقترح أن تكون الحكومة المقبلة «واسعة تضم كل الطيف السوري قدر الإمكان.. لأن ذلك غير متاح بالمطلق اليوم»، لافتاً إلى أن هناك من «لا يريد المشاركة» في هذه الحكومة. وأوضح، أنه لم يجر خلال المشاورات الحديث عن أسماء بشأن الوزارات لأن الحديث بذلك مازال مبكرا. كما لم يجر الحديث عن أعداد تمثيل التيارات السياسية في الحكومة لأن الوقت مازال مبكراً أيضاً». وقال: «نحن كنا نتحدث عن رؤية عامة والبرنامج لأن ذلك أهم من التركيبة». وفي تصريح أدلى به لـ«الوطن» السبت الماضي ربط حيدر مشاركة الجبهة في الحكومة الجديدة ببرنامج عمل وصلاحية وتركيبة الحكومة. وقال حيدر في تصريحه أمس: «لم نتخل عن ثوابتنا»، وأضاف في رد على سؤال: إن كانت المشاورات مع رئيس الحكومة المكلف وما طرحه الأخير تلبي طموحات الجبهة للمشاركة في الحكومة «المشاورات ستستمر لأسبوع.. مبدئيا سنترك الأمر إلى ما بعد انتهاء المشاورات لنرى إلى أين ستتجه الأمور.. مازال لا يوجد أجوبة على كل أسئلتنا». بدوره قال رئيس المبادرة الوطنية للأكراد السوريين الذي فاز في الانتخابات لـ«الوطن» بعد مشاوراته مع رئيس الحكومة المكلف: «تحدثنا بشكل عام ولم ندخل بالتفاصيل، ولقد أبديت وجهة نظري حول التصور العام للحكومة المقبلة وضرورة مشاركة كل مكونات المجتمع السوري فيها بما فيهم الأكراد. وانه لا مانع بأن تكون الحكومة مشكلة من تكنوقراط وسياسيين يهتمون بتداعيات الأزمة الحالية». وقال أوسي: وجهة نظري كانت أنه «لابد أن تكون الحكومة المقبلة حكومة وحدة وطنية يشارك فيها جميع مكونات الشعب السوري وان يمثل الأكراد فيها، على اعتبار أنهم مكون رئيسي من مكونات المجتمع السوري وممكن أن تكون تشكيلة الحكومة من تكنوقراط بالوزارات الخدمية مع وزراء يمثلون كل التيارات السياسية داخل مجلس الشعب من الأحزاب القديمة والجديدة». وأوضح أوسي، أن رئيس الحكومة المكلف تحدث بشكل واضح وكان «متفقاً بهذه النقطة معي بضرورة أن تتمثل كافة الأطياف السياسية ومكونات الشعب السوري من جميع المناطق في هذه الحكومة». وذكر أوسي، أنه ركز على ضرورة أن يكون هناك تمثيل حقيقي للأكراد، وقال: «هذه الفكرة كانت مقبولة لدى رئيس الحكومة المكلف». وأعرب أوسي عن اعتقاده بأن الإعلان عن تشكيل الحكومة سيتم نهاية الأسبوع المقبل. المصدر :الوطن   سيريا ديلي نيوز

التعليقات