ما بين ليلة وضحاها، استفاق سكان العالم على وقع طبول حرب في شرق أوروبا في يوم الرابع و العشرين من شباط الماضي.
وعلى الرغم من العديد من التقارير التي كانت تشير إلى التحرك الروسي نحو أوكرانيا إلا أن أمنيات الشعوب حول السلام ارتطمت بواقع ضربات موسكو على أوكرانيا، فبعد أن بدأ العالم يستفيق تدريجياً من كابوس جائحة كورونا أبت الحرب إلا أن تعاود وتجلب الضبابية حول مستقبل تعافي اقتصادات العالم.
الإجراءات المتخذة وردود الدول على التصعيد العسكري الروسي قد يعتبر الأقسى على واحد من اقتصادات مجموعة العشرين الأمر الذي قد ينعكس على دول العالم ككل.

التأثير من المتوقع أن يطال سكان العالم خاصة مع ارتفاع أسعار النفط والقمح إضافة إلى أسعار الذرة والعديد من السلع التي تعتبر أساسية في حياة البشر.
المواطن العربي بدأ يشعر بسخونة الحرب مع إعلان عدة دول زيادة في أسعار المحروقات من لبنان الى سورية مروراً بتونس ودول خليجية.
لقمة العيش، أو ما يعرف بالقمح للمواطن العربي تحت التهديد خاصة مع الاعتماد الكبير من المنطقة العربية على وارداتها من السلعة على أوكرانيا وروسيا.
منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “الفاو” دقت ناقوس الخطر من خلال تقريرها بأن الأيام القادمة ستكون صعبة على دول العالم خاصة مع تسجيل أسعار الغذاء ارتفاعا قياسيا في شباط بنسبة قاربت 28%.

موجة ارتفاع الأسعار تهدد 52% من واردات مصر على سبيل المثال، الأمر الذي صعد بأسعار الخبز السياحي والذي يعرف بغير المدعوم بنسبة 50% فيما تعاني دول مثل سورية ولبنان من مزيد من الارتفاع على أسعار المواد الغذائية الأولية خاصة المنتجات المتعلقة بالبذور.

تداعيات الحرب لا تتوقف عند الغذاء والطاقة، فالحرب تهدد تراجع سياحة الروس للمنطقة العربية في ظل ارتفاع التكلفة خاصة مع تصاعد العقوبات وتدهور الروبل، لكن بالمقابل تعد روسيا شريكاً قوياً للأسواق العربية مما يفتح الأبواب أمام فرص لجذب استثمارات الأثرياء الروس خلال السنوات القادمة مع غلق أوروبا أبوابها أمامهم.

لكن من بين هذه التداعيات يبدو أن كل شي سيكون معلقاً بارتفاع أسعار النفط ووصولها لمستويات قياسية هي الأعلى في أكثر من عقد من الزمان، وهو الارتفاع الذي سيكون العنوان العريض، وما بين تحسن موازنات دول تعتمد على القطاع كمصدر دخل أساسي ودول أخرى تعد مستهلكة ومستوردة للخامات، تظل الشعوب في هذه المعادلة عالقة في الوسط في ظل مخاوف من تداعيات غياب النفط والغاز الروسيين إذا ما حدث.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات