أكد الأستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق شفيق عربش أن كل القرارات التي اتخذتها الحكومة بلا استثناء تؤدي إلى رفع الأسعار ولاسيما ارتفاع أسعار حوامل الطاقة الكبير للصناعيين والتجار الذي ساهم بزيادة أسعار التكلفة بدلاً من أن يقابلها بارتفاع حجم الأرباح إضافة إلى غيرها من القرارات كرفع نسبة الضرائب والرسوم التي تشكل عبئاً على المنتج وتنعكس بالمحصلة على المستهلك.
 
عربش أكد في حوار مع صحيفة الوطن المحلية أن كل القرارات هي عبارة عن جباية أموال من الشعب، من كل الفئات سواء من المنتجين أم من المستهلكين. وأوضح أن هذه العملية لن تؤدي إلا إلى تعقيد الدورة الاقتصادية، وتؤدي إلى المزيد من التكاليف التي تنعكس على الأسواق.
 
وتابع مستغرباً حديث الحكومة كل يوم عن دعم المواطن وإطلاق العملية الإنتاجية والزراعية ووعودها بدعم مربي الدواجن والثروة الحيوانية وغيرهم، معتبراً أن كل الوعود عن الدعم ليس إلا عبارة عن «شوية حكي» ومن دون نتائج.
 
ورأى أن ارتفاع أسعار السلع خير دليل، حيث أدى ارتفاع أسعار الفروج إلى تحويل الكثير من أصحاب المحال إلى مهن أخرى.وذلك بسبب معاناة المربين من نقص هائل في المستلزمات من أعلاف وطاقة وأدوية وغيرها.ما يعني أن الحكومة لا تقدم ما يجب عليها تقديمه لدعم العملية الإنتاجية بشكل ينعكس إيجاباً على الأسعار بحيث تتراجع وتنخفض.
 
عربش أوضح  للصحيفة أن المنتج يتوجه مضطراً لتأمين مستلزمات الإنتاج من السوق السوداء ما يؤدي إلى ارتفاع التكاليف وبالتالي الأسعار.
 
ويرى عربش أن الحكومة اليوم ليس لديها أي خطة اقتصادية وتعيش كل يوم بيوم.قائلاً:"صحيح أن هناك صعوبات وحصاراً وكل هذا انعكس سلباً، إلا أن الحكومات المتعاقبة منذ بداية الأزمة لم تجد الحل المناسب لذلك، وليس لديها خطة اقتصادية".
 
وتابع: فالحكومة تقول إنها تدعم الصناعة وبالمقابل تقوم وترفع أسعار الفيول وحوامل الطاقة التي تعتبر الأساس في العمل الصناعي  لذلك على الحكومة أن تتخذ الإجراءات المناسبة التي تسهم في إطلاق العملية الإنتاجية وليس وضع العصي في دواليب العملية الإنتاجية.
 
ويرى أنه على الحكومة أن تخفف من تدخلها في كل شاردة وواردة في العملية الاقتصادية لأنها تفكر بطريقة «سمان الحارة» أي هدفها تأمين الدخل وسد العجز الحاصل في مواردها.
 
وأضاف: نحن كاقتصاديين نتفهم أن هناك نقصاً في الموارد وأن الكثير من ثروات البلد أصبحت خارج سيطرة الحكومة، لكن ما لا يمكن أن نفهمه أن تعوض الحكومة هذا النقص على حساب إرهاق المواطن.
 
مشيراً إلى التكاليف التي تدفع سواء من العمولات أم غيرها، وإلى أن كل الأسعار التي تتعامل بها الحكومة أعلى بـ40 بالمئة من الأسعار العالمية.لافتاً إلى وجود حلقة كبيرة من الفساد تساهم في زيادة التكاليف من خلال جشعها وطمعها.
 
عربش ذكر أن كل أدوات الإنتاج بالقطاع العام متقادمة «المصافي.. المطاحن.. الآلات» وغيرها مردودها أقل بكثير مما يجب أن يكون.موضحاً أن كل ذلك ينعكس على التكلفة والحكومة غير قادرة على تحديث أدوات الإنتاج،كما أنها لا تسمح لغيرها بالدخول على خط الإنتاج.العجز الحكومي في إدارة المرحلة القاسية واضح، فالحكومة في واد والبلد في واد آخر.
 

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات