مايزال الصناعي السوري، “عبد الرحمن خضير”، حديث السوشل ميديا، بعد تداول مقطع فيديو له وهو ينسحب بغضب من لقاء ضم صناعيي المحافظة مع مدير شركة الكهرباء فيها يوم الخميس الفائت.
وظهر الصناعي “خضير” وهو صاحب معمل متخصص في مجال النسيج الآلي في الفئة الثانية بالمدينة الصناعية بالشيخ نجار بـ “حلب” وهو يتحدث خلال الاجتماع مخاطباً مدير الكهرباء قائلاً:«أنا أعاني من الكهرباء بدي كهربا لعيش بدي دم لأعيش»، معتبراً أن كلام مدير الشركة هو مجرد تنظير وأنه لايمكن أن يمر على الصناعيين وأنهم كلهم “فهم”، مشيراً إلى أن معاناة الصناعيين مستمرة منذ مايقارب 8 سنوات وهم يسمعون نفس الكلام والتنظير، وأنهم ينتظرون من الشركة أن توضح لهم قدراتها وهم مستعدون للنحت بالصخر ليتمكنوا من الاستمرار بعملهم.
وكان من اللافت أن الإعلام الرسمي تعاطى مع الحدث، حيث التقت صحيفة الجماهير الصناعي “خضير” وأشارت إلى ما حصل بالاجتماع، في حين قال “خضير” إن وضع التيار الكهربائي سيء جداً خصوصاً في الأربعة أشهر الأخيرة حتى اليوم، فالتقنين كامل في أيام الخميس والجمعة والسبت بشكل أسبوعي إضافة إلى وجود أعطال في أيام الدوام الفعلي، لافتاً إلى أن معمله الخاص ومنذ 5 أشهر يدفع أجور عماله التي تبلغ نحو 8 ملايين ليرة، دون وجود وارد مالي وهو حال غالبية الصناعيين في الشيخ نجار.
وأضاف أن هناك نحو ألف منشأة صناعية تنزف في ظل تراجع تجاري سنوي بدلاً من استثمار العمل وتطويره، حيث أصبح الصناعي يبيع آلاته ليعيش من مبلغها المادي وبالتالي سبب نقصاً في إجمالي عدد الآلات العاملة، لافتاً إلى أنه خلال اجتماعه مع مدير الكهرباء سأله عن الواردات المحصلة من قيمة فواتير الكهرباء بعد ارتفاع الكيلو الواحد إلى 160 ليرة سورية أي ارتفاع 4 أضعاف مما كانت عليه قبل شهر تشرين الثاني من العام المنصرم ويتم دفعها بشكل شهري من قبل الصناعيين.
كما تساءل الصناعي “خضير” حول الرسوم والأسعار التي تتقاضها شركة الكهرباء من مالكي المنشآت الجديدة حيث تتقاضى شركة الكهرباء رسوم أكبال كهربائية وبكلات من كل منشأة صناعية جديدة ما يقارب 25 مليون ليرة سورية، ناهيك عن قيام مالك المنشأة بتجهيز قواطع كهربائية لزوم العمل من قاطع متوسط ومحولة كهربائية قبل البدء بعمليات الانتاج، مؤكداً أن الصناعي بريء الذمة بشكل يومي، وأبدى استغرابا من عدم وجود إجابات صريحة لمطالب الصناعيين بما يتعلق من استمرارية التيار الكهربائي دون انقطاع.
الصناعي “خضير” نقل في حديثه للجماهير عن مدير شركة كهرباء “حلب” وجود قاطع كهربائي تبلغ قيمته الإجمالية 800 ألف يورو لا يمكن تأمينه كذلك في حالة الأعطال دون وجود بديل له وصعوبة تأمينه، حيث كشف الصناعي أن هذا السعر يساوي تجهيز معمل كامل في المدينة الصناعية مبيناً وجود فواتير تسديد استهلاك الكهرباء بقيمة 100 مليون ليرة ووجود 1100 ساعة كهربائية للمدينة الصناعية عاملة، مؤكداً وجود أضرار جسيمة وأعطال في اللوحات الكهربائية وآلات التحكم بسبب “رفة” الكهرباء.
وتفاعل العديد من السوريين مع مقطع الفيديو المتداول للصناعي السوري، وقال بعضهم إن مسؤولي المحافظة لا يملكون فعل شيء، فالأوامر تأتي من العاصمة، ورأوا أن الوضع بالعموم “محتقن جدا”، في حين أشار البعض إلى أن أكثر من “صناعي” قد فهموا الرسالة وذهبوا لافتتاح معاملهم في “حسيا” بحمص، مؤكدين أنه لايمكن للمعامل أن تعمل بدون كهرباء مثل المعامل الغذائية كالبوظة وأنه من غير المعقول أن تتوقف الكهرباء يومين عنها مثلاً.
مواطنون آخرون أكدوا أنهم يسمعون من المدراء نفس الكلام والوعود في كل إجتماع ومع كل الوفود والوزراء والمسؤولين وعلى أرض الواقع لا شيء سوى خيبة الأمل، بينما تضامن آخرون مع الصناعي آملين ألا يتم توقيفه بتهمة وهن عزيمة الصناعة والصناعيين.
الكثيرون أشادوا بجرأة الصناعي الذي أوضح معاناة الصناعيين في مدينة الشيخ نجار الصناعية جميعهم، وطرح مشكلاتهم، في حين تساءل آخرون عن حال المناطق الصناعية الأخرى مقارنة بالشيخ نجار والتي تتغذى بالكهرباء مدة أطول منها.
مواطنون آخرون رأوا أن العجز سببه الإدارات الفاشلة وعدم رغبتها بتحسن الواقع مطالبين بعدم الاستخفاف بعقولهم، وأجمع غالبية المعلقين على الموضوع، على أن “حلب” لو أخذت حقها لتمكنت من النهوض بالاقتصاد السوري.
ويعاني السوريون بكل فئاتهم من التقنين الكهربائي الذي أثر على كافة نواحي الحياة وخاصة مصادر أرزاق الكثيرين من أصحاب الحرف والمعامل والصناعات المفترض أن تكون لها الأولوية لللنهوض بالاقتصاد.
سيريا ديلي نيوز
2022-02-13 21:44:56