اكتسحت محافظة السويداء ، اليوم، موجة استياء عامة احتجاجا على قرار الحكومة الأخير بسحب الدعم عن فئات محددة من السكان، جرف معه شريحة واسعة من ذوي الدخل المحدود، تفننوا بدورهم بلفظ الاحتقان، فاشعلوا إطارات وقطعوا الشوارع وألقوا قنابل!
ماذا حدث اليوم في السويداء؟
تواصل موقع سيريا ديلي نيوز مع مصادر محلية ذكرت أن الحراك الشعبي في شوارع المحافظة انطلق ببيان وزعه ناشطون يحمل "حلا جذريا" لسياسة السلطة الاقتصادية و سلسلة مطالب لا تقتصر على إعادة الدعم فقط موضحين أن التراجع عن القرار "إن حصل" لا يحل مشاكل كثيرة موجودة قبله.

علماً أن عودة الدعم لكافة فئات المجتمع دون تمييز ولكافة السلع تصدرت مطالب البيان، وطرح المطلب الثاني رفع الرواتب والأجور للعاملين بالدولة وفرض زيادة مماثلة لعمال القطاع الخاص بمقدار لا يقل عن ٢٠٠بالمئة، وإيجاد خطط شفافة لتأمين المشتقات النفطية للمواطن

وعن "الحل الجذري" اقترح البيان وضع خطة طوارئ اقتصادية، تعيد لميزانية الدولة الأموال التي حصلت عليها شركات الاتصالات بطريقة غير شرعية وتمديد عقود بطريقة غير قانونية منذ عام ٢٠١٤، ووضع اليد على أموال تجار الحرب والأزمة أمثال "قاطرجي، الفوز، شاليش وغيرهم) ودعم ميزانية الدولة والخطة الاقتصادية بهذه الأموال.

عقب البيان اعتصم الأهالي بما فيهم غير المستبعدين صباح اليوم، أمام فرن بلدة الغارية جنوب السويداء رافضين شراء الخبز بالسعر غير المدعوم والذي تجاوز (١٧٠٠ل.س)، ما دفع إدارة الفرن إلى التجاوب مع مطالبهم بعد إبلاغ الجهات المعنية.
 و استجاب شبان بلدة القريا جنوب السويداء للدعوة  بإغلاقهم صباح اليوم، منافذ البيع في فرن القريا الاحتياطي وإرسال أجهزة القطع(التكامل) إلى مقر الشركة في السويداء، وبيع الخبز دون بطاقة الكترونية حسب مصدر محلي.
وقطع عشرات المواطنين طريق نمرة_ شهبا ، وطريق إم ضبيب_ نمرة مانعين مرور الطلبة والموظفين و غيرهم العبور من وإلى السويداء.
وذكر مصدر محلي أن مجموعة مسلحة تلقب "قوات الفهد" قطعوا أوتوستراد دمشق السويداء قرب جسر مردك، بالتعاون مع المدنيين بوساطة الإطارات المشتعلة ما أثار حفيظة الطلبة المتوجهون إلى دمشق لتقديم الإمتحانات.
وشهد محيط الفرن الآلي الأول بالسويداء فجر اليوم، رمي قنبلة صوتية بمحيطه أدت إلى أضرار مادية بالأبنية المجاورة والمحال المجاورة.
في حين تسببت قنبلة يدوية ألقاها مجهول اليوم، أضرارا مادية في مركز خدمة المواطن في مدينة شهبا.

عادت حركة النقل على أوتوستراد دمشق السويداء، بعد اجتماع محافظ السويداء نمير مخلوف مع ممثلين عن مجموعة "قوات الفهد" في مبنى المحافظة، بحضور مدير الأفران طالبا منه التعميم على جميع الأفران بيع الخبز بالسعر المدعوم لجميع المواطنين ريثما يصدر قرار حكومي بشأن الخبز.
أما في بلدة نمرة شمال شرق السويداء، لا يزال المحتجون عازمون في استمرار قطع الطريق حتى إشعار آخر مطالبين بالتراجع عن القرار كاملا وتأمين حياة كريمة للسكان.

وفي سياق متصل وجهت رئيسة فرع الاتحاد الوطني لطلبة سوريا في السويداء، رسالة إلى الطلاب مفادها: "جميع الشكاوى الواردة اليوم بشأن عدم وصولكم لامتحاناتكم الجامعية متابعة، وسيتم التواصل مع وزارة التعليم العالي ورئاسة جامعة دمشق لحلها قريبا".

فهل ستلقي الحكومة النظر إلى مطالب الطلبة والمواطنين في ظل الصخب الحاصل؟

سيريا ديلي نيوز _ رؤى ناصر


التعليقات