من المؤكد أن كلمة مليونير ليست بحاجة إلى تعريف، لكن ما يجب أن نعرفه أن هذه الكلمة لم تكن متداولة في منتصف القرن الماضي وحتى أول الثمانينيات منه، وكان يقال عن الرجل كثير المال رجل مقرش، أي أنه يملك قروشاً كثيرة، قبل أن يظهر مصطلح (رجل زنغيل) وهو مصطلح متعارف عليه بين أهالي الشام، وهو يعني أن صاحب هذا اللقب يملك ليرات كثيرة، حتى ظهر مصطلح (مليونير)، وتعني الرجل الذي يملك ملايين الليرات.. فما هو حال هذه الكلمة اليوم..
المليونير سابقاً..
كانت هذه الكلمة حلم صعب المنال، ومن يملك بضعة ملايين فهو رجل مليونير.. يملك خاتم سليمان أو مصباح علاء الدين.. فأضخم الشركات في نهاية عام 2000 لم يكن يتجاوز رأس مالها الخمسمائة مليون ليرة، وطبعاً كان يتشارك بتأسيسها رجلين أو أكثر، وبمئة مليون ليرة كان بالإمكان تأسيس شركة سيارات حديثة مثلاً فيها أحدث أنواع السيارات، أو تأسيس شركة بناء وتشييد أبنية سكنية.. إلى غير ما هنالك من المشاريع التي لا يتسع ذكرها الآن..
المليونير اليوم..
أما اليوم فلو فرضنا أنك أصبحت مليونيراً فماذا يمكن أن تفعل؟.. سيارة موديل 1982 ثمنها 35 مليون ليرة سورية، وطريقها اليوم بات معروفاً.. من الميكانيكي إلى الدوزنجي إلى الكهربجي إلى الكراج.. بمئة مليون ليرة لا يمكنك أن تشتري منزلاً متواضعاً حتى في أسوء مناطق السكن العشوائي بدمشق، أما بالنسبة للحياة المعيشية، فحسب ٱخر الدراسات الاقتصادية قال باحثون أن الأسرة المكونة من 5 أشخاص بحاجة إلى مليون ليرة شهرياً لتعيش حياة شبه كريمة، طبعاً في حال كانت تمتلك هذه الأسرة منزلاً.. أما إن كانت مستأجرة عقاراً سكنياً فلم يعد هناك منزلاً في دمشق يؤجر دون 300 ألف ليرة سورية وسطياً، وفي أماكن السكن العشوائي حوالي 150 ألف ليرة وسطياً.. أي أن الأسرة في هذه الحالة بحاجة إلى مليون ومئتي ألف ليرة سورية.شهرياً، فالمليونير السوري اليوم هو رجل فقير  يعيش على خط الفقر وبالكاد يتدبر أمور شهره، أما باقي فئات الشعب فهي تعيش تحت خط الفقر، وتشمل أكثر من 75% من المواطنين..
ملياردير..
طبعاً في غياب مصطلح مليونير لابد من صفة جديدة على مالكين الأموال بغض النظر عم مصادرها، والصفة الجديدة هي الملياردير، أي الذي يملك آلاف الملايين، أما من يملك مليار ليرة فهو من طبقة المليونير الفقير، وخصوصاً إذا ما علمنا أن أسعار العقارات التجارية وحتى السكنية في دمشق تجاوز سعر بعضها المليار ونصف المليار ليرة سورية في بعض المناطق، ومن يملك مليار ليرة فبالكاد يستطيع شراء منزلاً وكسوته وشراء أثاثاً له، (طبعاً من غير عروس)، وإن بقي الحال على ما هو عليه فعن قريب سنتداول مصطلح ترليونير.. بعد أن يكون قد غدا الملياردير فقيراً..

سيريا ديلي نيوز


التعليقات