تتوالى هجمات التنظيمات الإرهابية في البادية السورية تزامنًا مع تقارير واخبار تشير إلى انسحاب قوات روسية تابعة لشركة “فاغنر” العسكرية الخاصة، الأمر الذي سمح للخلايا الإرهابية التي فضلت الاحتماء بالبادية خلال السنتين الماضيتين، بتنفيذ هجمات لإرهاب السكان وخلق فوضى من جديد.
لتجد محافظة دير الزور الملقبة بـ”عروس الفرات”، في مواجهة جديدة وسط مخاوف شعبية من عودة تنظيم داعش الإرهابي إلى المدينة، وانشغال القوى المتصارعة على الأرض في موطئ قدم عند آبار النفط.
يستغل داعش البادية السورية والثغرة التي تشكلت بعد خروج قوات الشركة الروسية مستفيدًا من العامل الجغرافي والتضاريس وامتداد الصحراء، بصفتها تربط بين سبع محافظات وتصلها ببعضها، واتباعه لنهج “حرب العصابات”، وهي الضربات الموزعة والمتفرقة، مستخدمين أسلحة خفيفة ومتوسطة، عدا عن المتفجرات، كما يستغلون في الوقت ذاته عناصر تتبع لهم على دراية بمداخل وطرق البادية ومخارجها، كما يلعب عامل الطقس والرياح الرملية قدرة على التحرك والتخفي، مما يشكل له الملاذ الأمن.
ولعل اشتعال الموقف في البادية السورية قد يدفع موسكو بالتفكير جديًا بالدفع نحو عملية عسكرية جديدة تشبه عملية “الصحراء البيضاء” التي قامت بها خلال العام الماضي لمكافحة ما تبقى من أفراد التنظيم  لذلك يُحتّم العمل على إعادة الوضع إلى ما كان عليه في البادية وتمشيطها والقضاء على ما تبقى من خلايا نائمة في المدن.
ويرى مراقبون أن عودة داعش مرتبطة بانشغال الخصوم بحروب ومعارك في الشمال والشمال الشرقي، بالتزامن مع مغادرة مقاتلي “فاغنر” الروس من دير الزور، الذين حافظوا على الأمن الكامل للمدينة لفترة طويلة، لكن في المقابل يجدون أنه من المبالغ الحديث عن عودة زاخمة للتنظيم لأسباب تتعلق بضعفه.
بالمقابل يبدو من الجهود الدولية المبذولة لإيجاد حل سياسي ينهي الصراع المشتعل منذ أكثر من عقد من الزمن، أن الأطراف جميعها ترغب في إنهاء ما يسمى تنظيم داعش، بعد ظهوره بشكل قوي في عام 2015 مستغلًا حالة الفوضى التي عاشتها البلاد.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات