تشهد سوريا منذ أكثر من شهرين أكبر أزمة محروقات منذ عقود طويلة، بسبب العقوبات القسرية المفروضة عليها من قبل الولايات المتحدة والدول الغربية والتي تمنعها من استيراد المشتقات النفطية من خلال المنع الصارم لناقلات النفط من الوصول إلى الموانئ السورية، تحت طائلة الاعتداء المباشر، بالإضافة إلى سيطرة قوات الاحتلال الامريكي على آبار النفط في المناطق الشرقية.

ولحل هذه الأزمة، جرى إنشاء غرفة عمليات (روسية إيرانية سورية)، بهدف تأمين تدفق آمن ومستقر لإمدادات النفط والقمح وبعض المواد الأخرى إلى الموانئ السورية على البحر المتوسط، وفقاً لما كشفته مصادر خاصة لوكالة “سبوتنيك” الروسية.

وأفادت المصادر بأن اجتماعات مكثفة عقدت خلال الفترة الماضية، ضمت ممثلين معنيين من روسيا وإيران وسوريا، بهدف كسر الحصار الأمريكي الأوروبي الخانق المفروض على سوريا.

ونقلت الوكالة عن المصادر، أن عمل الغرفة يتلخص بتأمين التنسيق متعدد الجوانب لتأمين وصول الاحتياجات النفطية، بدرجة أولى، إلى الموانئ السورية، وخاصة بعد أزمة محروقات التي تشهدها البلاد، كاشفةً عن أن الآلية المعتمدة تنص على مرافقة سفن حربية روسية لناقلات النفط الإيرانية القادمة إلى سوريا، فور ولوجها البوابة المتوسطية لقناة السويس، وحتى وصولها إلى المياه الإقليمية السورية، بهدف حمايتها من القرصنة أو أي استهداف ذي طبيعة مختلفة.

وفيما يخص آلية عمل البواخر التي تحمل النفط الخام، ذكرت المصادر أن توريد النفط سيستمر خلال الفترة القادمة من خلال تجميع عدد من البواخر الإيرانية وإرسالها باتجاه سوريا دفعة وحدة، على أن يتولى الأسطول البحري الروسي في البحر المتوسط، سلامة وصولها إلى الموانئ السورية بشكل مستمر حتى نهاية العام الجاري على أقل تقدير.

كما أشارت المصادر إلى أن الآلية الجديدة أفضت خلال الأيام القليلة الماضية إلى ضمان الوصول الآمن إلى المصبات السورية، لـ 4 ناقلات إيرانية كانت تحمل نفطا خام بالإضافة إلى غاز طبيعي رافقتها سفن حربية روسية.

وبدأت مصفاة بانياس بتكرير كميات النفط التي وصلت إليها عبر الناقلة الإيرانية منذ 11 من الشهر الحالي، مما سيساهم بانفراج أزمة الاختناق التي تمر بها البلد نتيجة انخفاض مخصصات المحافظات من المشتقات النفطية.

وفي منتصف شهر آذار الفائت، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن الكيان الإسرائيلي استهدف ما لا يقل عن 12 ناقلة نفط إيرانية كانت متجهة إلى سوريا خلال السنة والنصف الفائتة

سيريا ديلي نيوز


التعليقات