تستمر الأسعار بكونها الهم والاهتمام و المرتبة الاولى بلا منازع في التداول اللحظي والساعي واليومي لدى المواطن السوري والذي يتكلم عنها وهي بخياله شبح كبير او مارد لا يقاوم أو حريق مستمر كبير لا يمكن إطفائه أو الهروب من آثاره وهي توهمات محقة كيف لا و أصبحت لغز كبير لا يمكن حله بالمؤشرات والمقاييس والنظريات الاقتصادية فهي دائمة السير والجري والطيران باتجاه واحد وهو الارتفاع وقد كانت تحتمي وتتحصن وراء اسعار الصرف الوهمي للدولار و التي غالبا ما كانت تسبقها و تتعرى عندما يهبط السعر الوهمي لتبقى هي في طريق الارتفاع وهنا لتتعرى الغايات والمسببات والتجاوزات ولنترك الخجل و الحرام والقلب الطيب و نعلنها الخيانات وهل هناك أكبر من خيانة الابتزاز و الاستلاب وتجويع المواطنين في بلد منكوبة و صبرت فوق ما يتوقعه الصبر منها هل هناك أكبر من خيانة تييئيس المواطن و تقزيم مناعته وحصانته عبر اللعب بطبيعية وتكوين ونوعية الغذاء والذي فقد كل الانواع والتي كانت تجعله متكامل ليكون قوة وسند ومحصن للجسم ضد الامراض اي اجسام ستتصدى للأمراض في ظل جشع وبطر و سرقة المواطن عبر اسعار تفرض وسط حرية لا نظير لها ووسط تفرج دائم لمن نظن ان واجبهم واختصاصهم مواجهة الفوضى بالأسعار و ضبطها و جعلها عادلة لكل الاطراف .طالما طالبنا بأسعار تأشيريه عادلة للجميع للمواطن و للمنتج و بالتالي لوطن فاجأ الكل بمقدار صبره وتحمله كل اشكال الارهاب العسكري و السياسي والفكري و الاخلاقي وهزمناهم عبر جيش عقائدي وشعب مبدع خلاق وليكون خيارهم الاخطر خيار التجويع ومحاولة التركيع عبر الخنق الاقتصادي المعتمد على خنق الأنسان والإنسانية لدول تتدعي حقوق الانسان ودفاعها عنها ولينجحوا جزئيا عبر منظومة رفع الاسعار والتي يتفاجأ المتابع والمراقب إلى سلاسة فرضها وسوره انسيابها وسط آليات منضبطة منسجمة متناغمة لو كانت في قطاعات العمل والبناء لأعجب وذهل الجميع لجودتها و رتابتها ولكنها للأسف تماهت مع الحصار والخناق و الارهاب الاقتصادي لتخلق فجوة مخيفة بين القدرة الشرائية للمواطنين و كمية المبالغ اللازمة لتأمين الحاجات الضرورية و لتحيط بالأكثرية بخط الفقر والعوز والحاجة و كلنا يتفاجأ من وقاحة الفرض وآخرها ما وجدناه في سعر الزيت والذي وصل للتر منه ل ١٢ الف علما أنه وحسب مختصين مع ربح يصل ل ٣٠ بالمائة حسب النوع يحب أن يكون ١٠٠٠ ..و للنوعية الممتازة ٣٠٠٠ آلاف على حساب المختصين فأي جشع او غاية وقصد من وراء ذلك و من يحابي ويحمي المحتكرين والذين يتفاخرون ولكن عندما تنقدهم يسارعوا للرد والشجب والكذب والنفاق والذي طالما سمعنا منه من المؤكد من قبل الحرب كنا نطالب بدور متكامل للقطاع الخاص الوطني مع الغام قبل ان يخسر ويعرقل من الاصلاح وما زلنا ولكن ما عرته السنين الأخيرة للحرب سود سمعة ووجوه الاغلبية والتي لم تراع وطن ولا إنسانية و ترافق مع تبريرات و ردود أكثر إزعاج فكثر منهم زاود و رفع الصوت بالوطنية وخسارتهم لأجل الوطن ووو.
وعندما نلامس الاسعار تتعرى تصريحاتهم و نتساءل من هي الجهة المسؤولة عن ضبطهم وإعادة الأسعار لطبيعتها وفق الاعتماد على فوترة نظامية وهل الفوضى والعشوائية تدخل ضمن ما مررها نهج اقتصادي كان سبب ومدخل لتهشيم صلابتنا المرتكزة على سياسات سابقة متكاملة اوصلتنا لمؤشرات تتفوق على اغلب دول العالم و تضعنا في مصاف الدول المتقدمة طبقة وسطى سائدة تعليم مجاني صحة متوفرة مجانية قطاع عام رائد بأغلب الصناعات أمن غذائي ميزان تجاري رابح احتياطي نقدي تجاوز ٢٥ مليار دولار .وكل هذه المؤشرات تبخرت عبر السير ببرامج ونهج تستر بما هو صائب وقتها اقتصاد سوق اجتماعي ليحابي تجار ومحتكرين و ليضعف الانتاج بأنواعه و لنتحول لريعين وقلة منهم تمتلك اغلب القرار..
باختصار ما يهمنا لماذا نسكت بعد انفضاح الللغز ينخفض سعر الصرف ولو كان وهميا ولا تتأثر الاسعار المرتفعة ..نواجه المضاربين و مهربي الاموال ونصل لنتيجة ولكن يبقى للاسعار الأثر السلبي والذي يظل مخيف للمواطن مقوض قدرته الشرائية.
ويبقى السؤال ماذا نفعل ومسؤولية من تنزيل الأسعار وما هي الآلية وهل تملك الجهة المسؤولة الصلاحية والأدوات للقيام بذلك وإن كانت تملك فلماذا لا تبادر بشكل حقيقي فاعل وليس ببعض الترقيعات والضربات والتي لا تؤثر على الاسعار.
وكذلك نتساءل إن كانت لا تمتلك فلماذا لا نبحث عن بدائل ومنها لجان مشتركة من الشعب والمؤسسات والمنظمات والمجتمع الاهلي وفق دور وهدف واضح أنزال الاسعار طالما نحن يهمنا النتيجة والغاية والهدف الوطني فلا يعنينا من يقوم بهذا الدور في ظل عدم فاعلية القائمين ..
وبالنهاية معيار التقييم لاي كان وخاصة في ظل التآمر الارهابي علينا هو ما نقدمه ونضحي به وليس التنظير .
فكلنا يجل ويحترم الشهداء لأنهم قدموا روح ودم حمى الوطن
وكذلك الجيش والمؤسسة العسكرية لأنهم بتضحياتهم قدموا ما هو منوط بهم واكثر حموا العرض والارض والشرف ووحدوا الشعب.
و نسأل من ينزعج من نقدنا دعونا نلمس ونرى أعمالكم للوطن والمواطن لتبارككم و نهلل لكم ..وإلا لا تنزعجوا من نقدنا فالموطن والمواطن أهم وأغلى منكم ولولا الوطن
وخير اته لما كنتم فيما انتم به
سيريا ديلي نيوز-الدكتور سنان علي ديب
2021-03-27 15:19:17