في الوقت الذي يغرس فيه التنمر عميقاً في نفوس البالغين ليؤثر على نفسيتهم وسلوكياتهم، كيف لطفل أن يقوى على مجابهة التنمر، خاصة إذا تعرض له من معلمته في المدرسة وأمام زملائه.
في مدرسة الشهيد “اكسم سميا” في برمانة المشايخ بريف طرطوس، تعرض التلميذ (علي. س) في الصف الخامس لتنمر واضح منذ أيام عدة من قبل معلمته بحسب والد الطفل (لؤي. س) الذي روى تفاصيل القصة بأنها بدأت قبل أيام عدة، عندما فقدت إحدى التلميذات علبتها الهندسية، فاشتكت لمعلمتها ليكون المتهم الوحيد بعملية السرقة هو ابنه باعتباره يجلس بالقرب منها، من دون أي دليل.
وأضاف والد التلميذ: “طلبت المعلمة فوراً من ابني أن يقوم بإرجاع العلبة الهندسية لزميلته، وعندما قال لها ابني إنه لم يأخذها، لم تصدقه، وعندما عاد ابني إلى المنزل وهو يبكي أخبر والدته التي اتصلت بالمعلمة وأوضحت اللبث القائم وأن ولدنا ليس بحاجة إلى علبة هندسية إذ لا ينقصه شيئاً، كما أن المعلمة لم تقم بتفتيش حقيبة ابني وحقائب بقية التلاميذ لمعرفة من أخذ العلبة الهندسية، فما كان من المعلمة الا أن أصرت على رأيها وطلبت من زوجتي أن ترسل ثمن علبة هندسية”.
وتابع والد التلميذ: بحكم غيابي عن المحافظة، أخبرتني زوجتي بالقصة عبر الهاتف، فرفضت أن يتم إرسال ثمن العلبة لأن ذلك يثبت أن ابني قد قام بأخذها فعلاً من زميلته، مشيراً إلى أن زوجته قامت في اليوم الأول للحادثة بتفتيش حقيبة التلميذ المتهم، ولم تجد شيء.
ويردف والد التلميذ: في اليوم التالي قامت المعلمة بتوبيخ ابني بكلمات نابية داخل الصف أمام زملائه، ما جعله يعود للمنزل وهو يبكي ويطلب من والدته عدم إرساله للمدرسة في اليوم التالي لأنه بات يشعر بالخجل أمام زملائه، وعليه اتصلت زوجتي بمديرة المدرسة وأعلمتها بالأمر، حيث أبدت المديرة تعاطفاً كبيراً وتعاوناً فتعهدت بالتحدث مع المعلمة وإنهاء القصة، لكن المعلمة زاد إصرارها على إهانة التلميذ فقامت بإخراجه وأخته (صف رابع) في المدرسة ذاتها، أمام الطلاب ووصفهما بالكاذبين وبالألقاب غير اللائقة، ما جعل الطفلين يعودان للبيت باكيان ويطلبان بعدم إرسالهما للمدرسة.
واستطرد والد التلميذ: تصرف المعلمة خارج عن نطاق التربية وخروج عن النهج التربوي، إذ جنحت باتجاه الضغينة والكيد الشخصي بما لا يتناسب مع السلوك التربوي والتعليمي، داعياً إدارة المدرسة التوجه للمعلمة بتصحيح الخطأ وإعادة اعتبار التلميذ أمام زملائه وعدم الاستمرار بأسلوب التنمر وكسر معنويات التلميذ وهدم مستقبله، مبيناً أن ابنه لم يعد كما سابق عهده سواء في الدراسة أو في المنزل وحتى في الأكل والشرب.
بدوره، تواصل مع مدير تربية طرطوس علي شحود واطلعه على الشكوى، حيث بيّن لنا في اليوم التالي أنه أرسل لجنة إلى المدرسة مؤلفة من مشرف المجمع التربوي وموجهين تربويين للاطلاع، وحسب اللجنة، وتبين أن لدى الطالب سلوك خاطئ، وأن إدارة المدرسة قد أرسلت أكثر من مرة بطلب ولي أمر الطالب علي إلا أنه بدون جدوى حيث لم يراجع والد الطالب أو أمه المدرسة لاطلاعهما على سلوك الطالب علي، وفق ما ذكرت مديرة المدرسة والمعلمة.
ولفت شحود، بحسب اللجنة، إلى أن المعلمة أنكرت أنها قامت بتعنيف الطالب أمام زملائه، كما أكدت أن والدة الطالب قامت بالتحدث معا عبر الهاتف بطريقة غير لائقة، فيما بينت مديرة المدرسة أنها أحضرت الطالب إلى مكتبها وتحدثت إليه بمفردهما، ومن ثم طلبت ولي أمره إلا أنه لم يحضر إلى المدرسة.
وأكد شحود أنه وجّه اللجنة التي زارت المدرسة لمعالجة الأمر ضمن المدرسة وضرورة استيعاب الطالب وذويه، مشيراً في الوقت ذاته أنه إلى أنه بإمكان والد الطالب أو أمه، إذا أرادا، التوجه الى مديرية التربية وتقديم شكوى.
اللافت أن اللجنة التي زارت المدرسة بناء على توجيه مدير التربية الذي أبدى تجاوباً سريعاً مع الشكوى، استمعت للمعلمة ومديرة المدرسة، في حين لم تسأل الطالب علي الذي لا يزال أهله يطالبون بإعادة اعتباره أمام زملائه الذين باتوا ينبذونه.
سيريا ديلي نيوز
2021-02-28 09:37:29