لن نتحدث عن حرمان أولادنا من الدجاج والبيض، ولن نتحدث عن حرمانهم من الأكلات الشعبية البسيطة كالحمص والفول والفلافل.. ولن نتحدث أن الحرمان وصل حتى الحلاوة والجبنة واللبنة والزيتون واختصر كل ذلك بمادة واحدة على الفطور غالباً ماتكون جبنة أو لبنة أو زعتر فقط لحفظ ماء وجوهنا أمام أطفالنا.. وماذا بعد؟!..
حتى أطعمة الأطفال!
مع أول يوم رسمي لتداول ال5000 ليرة الجديدة قفزت الأسعار في الأسواق بين 25 - 35% وسط صمت مطبق من المعنيين، وإن كنا نحن الكبار بتنا نختصر من اللقيمات التي نأكلها لنطعمها لأطفالنا، إلا أن الغلاء والجشع من التجار وصل إلى أطعمة الأطفال كالشيبس والبسكويت والشوكولا، كالذئب الذي حظي بقطيع من النعاج.. مشهد الأطفال اليوم يدمي القلب وهم يتنازلون عما كانوا يشترونه من مصروفهم يوم أمس ليبحثوا عن أشياء أخرى تناسب ما بحوزتهم من أوراق نقدية بسيطة فيها من عرق أهاليهم ما يكتب روايات عن صمودهم الأسطوري، مشهد يفطر القلوب وتلك القطع من الشيبس والبسكويت وهي تعود إلى الرفوف والبائع يصرخ ( هي هيك صار حقها ).. بات راتب الموظف لا يكفي فعلاً لشراء أطعمة ثلاثة أطفال في الشهر..
إلى أين؟
قطعة من السكر لاتكلف صناعتها 50 ليرة سورية بأحسن الأحوال بالأمس فقط كانت تباع ب300 ليرة في الأسواق، ارتفعت اليوم قرابة 35%، ووصل سعرها إلى 400 ليرة، ما الذي حصل؟.. كيلو السكر الحر ارتفع من 1500 ليرة إلى 1700 ليرة، أي بمقدار 200 ليرة فقط، أي أن نسبة الزيادة حوالي 14%، فلماذا كل هذا الجشع واستغلال التسلية الوحيدة المتبقية لأطفالنا.. قطعة بسكويت كان سعرها أيضاً بالأمس 200 ليرة، ارتفعت اليوم 25%، ليصبح سعرها 250 ليرة..
أين هي الجهات الرقابية؟.. وماذا سيفعل المواطن؟ - وأخص بالذكر هنا وبالأخص أرباب الأسر - أمام هذا الحصار والخناق الذي بتنا نعيش فيه.. إن لم ترحمونا فارحموا أطفالنا فقط، واحفظوا ماء وجوهنا أمامهم.. بعد أن بات الخبز حلماً وفوزاً إذا ما دخلنا به على أطفالنا..
سيريا ديلي نيوز
2021-02-05 12:54:15