خلّف تفاقم أزمة البنزين والازدحام أمام محطات الوقود وصعوبة الحصول على المادة، سوقاً سوداء على الاسترادات الدولية وبشكل علني، ووصل سعر الـ20 ليتر إلى 30 ألف ليرة سورية.

وبحسب جولة لمراسل “الاقتصادي”، فقد انتشرت ظاهرة بيع البنزين في السوق السوداء على طرقات السفر مثل طريق حمص – طرطوس، بينما انتشرت الظاهرة في المدن ضمن بعض الأكشاك قرب المحطات، وفي أزقة العاصمة دمشق البعيدة عن المراقبة وفي بعض البيوت، مع توفر هذه المادة لمن يريد.

ويباع على طريق حمص – طرطوس بنزين أخضر أوكتان 95 لبناني بحسب الباعة بسعر 30 ألف ليرة سورية للـ20 ليتر، وبنزين سوري أوكتان 90 بسعر 28 ألف ليرة سورية.

ووفقاً للباعة الذين التقى بهم “الاقتصادي”، على طريق حمص – طرطوس، فهم يحصلون على البنزين من لبنان أو من سيارات سورية يقف أصحابها لساعات على طوابير الانتظار ليبيعوا حصتهم من البنزين أخيراً، وأو عبر الاتفاق مع بعض المحطات لبيعهم الليتر بـ1,500 ل.س.

ووصل سعر لتر البنزين بالسوق السوداء في اللاذقية إلى مابين 2,000 – 2,500 ليرة سورية، وفي دمشق سجل سعر الليتر 1,500 – 2,000 ليرة سورية، وفي المنطقة الجنوبية ذات السعر.

وعن هذه الظاهرة أكد مدير “التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حمص” رامي يوسف، أن دوريات التموين بالتعاون مع الشرطة تقوم بجولات متعددة وتقوم بمصادرة هذه المادة وملاحقة المتورطين في بيعها بالسوق السوداء، مؤكداً صعوبة ضبط هذه الظاهرة كونها حالات فردية موزعة على الطرقات.

وأوضح في حديثه لـ”الاقتصادي” أن الشرطة ودوريات التموين يقومون بمصادرة المادة وتنظيم ضبوطاً بحق المخالفين وإحالتهم إما للتحقيق موجوداً من قبل الشرطة في فرع الأمن الجنائي، أو إحالتهم بشكل مباشر للقضاء.

وأشار إلى تسجل أكثر من 4 ضبوط بحق مخالفين أسبوعياً، مؤكداً أن الإتجار بمادة البنزين المهربة من لبنان هي مسؤولة الجمارك وليس التموين.

وقال وزير النفط والثروة المعدنية بسام طعمة أمس الأربعاء، إن أزمة البنزين ستنتهي مع نهاية الشهر الجاري، مؤكداً عدم وجود نية لرفع الأسعار أو إلغاء الدعم، داعياً المواطنين إلى تقديم الاقتراحات التي يرونها مناسبة للوضع الراهن.

وتابع في حديثه مع “قناة الفضائية السورية”، قائلاً إن سبب الأزمة هو تأخر التوريدات بسبب العقوبات الأميركية، مشيراً إلى أن عودة مصفاة بانياس للعمل بعد الصيانة سيرفع طاقتها 30% ما يساعد أيضاً في الحل.

وبدأت أزمة البنزين في محافظات مثل اللاذقية وطرطوس وحلب وحمص وحماة ودرعا والسويداء منذ حوالي الشهر، وكان تبرير “وزارة النفط والثروة المعدنية” حينها أن السبب يعود للموسم السياحي الصيفي وتنقلات المواطنين، لتعلن الوزارة مؤخراً عن مشكلة في التوريدات ونقص بالمادة بسبب عمرة مصفاة بانياس بالتزامن مع بدء الأزمة في دمشق منذ أسبوع تقريباً.

وفي بداية شهر أيلول الجاري، قامت “شركة محروقات” بإعادة تحديد مخصصات الآليات التي تعمل على البنزين المدعوم عند عملية التعبئة دون تغيير قيمة الدعم التي تحصل عليها كل شريحة شهرياً، لتصبح 30 لتراً كل 4 أيام بدلاً من 40 لتراً كل 5 أيام.

وعقب القرار ازدحاماً شديداً على محطات الوقود بالتزامن مع إعلان مصدر في وزارة النفط ” عن وجود نقص في مادة البنزين إضافة إلى عُمرة مصفاة بانياس (الإصلاحات الدورية لها)، الأمر الذي أدى إلى تعديل الكميات المعبأة من المادة للسيارات ذات الشريحة المدعومة وغير المدعومة.

ويصل سعر ليتر البنزين المدعوم حالياً إلى 250 ليرة، وليتر البنزين غير المدعوم (أوكتان 90) إلى 450 ليرة، وليتر (الأوكتان 95) 575 ليرة، بعدما تم رفعها بمقدار 25 ليرة سورية لمختلف الأنواع في آذار 2020.

وقررت “وزارة النفط” مؤخراً، توقيف شريحة البنزين المدعوم للسيارات الخاصة ذات سعة المحرك من /2,000/ سي سي فما فوق، ولكل فرد مسجل على اسمه أكثر من سيارة بما فيها الشركات، وبدأ تطبيق القرار 10 أيار 2020

سيريا ديلي نيوز


التعليقات