ليس الأمر مشابهاً لانقطاع الكهرباء عدة ساعات وعودتها، لكنها عطلة شبه طوعية، يعيشها كثير من السوريين الذي امتثلوا لتعليمات الحكومة والتزموا منازلهم، أملاً بتجنب وصول الوباء “العالمي”، وعدم انتشاره.
ورغم أن الشوارع في مدن عدة لازالت تشهد حركة نشطة، لوحظ خلو أخرى في معظم أوقات النهار، وساهم الطقس الماطر والبارد خاصة في المدن الشمالية والغربية، في التزام الناس منازلهم.
إلى جانب إجراءات حكومية تصاعدية، كان آخرها التوجه نحو إغلاق المحال التجارية ماعدا الغذائية والصيدليات، في محاولة للحد من الحركة والتجمعات قدر الامكان.
والآن، وبين أربع حيطان، ما الذي يفعله السوريون دون خروج أو تبادل زيارات، وكيف يقتلون الوقت العصيب، الذي أضيف إلى روزنامة أوقاتهم السيئة خلال عشر سنوات منصرمة.
مواقع التواصل الاجتماعي
تتربع مواقع التواصل الاجتماعي، التي حلّت بديلاً مرغوباً، هذه المرة، مكان التواصل المباشر بين الناس، على عرش الأشياء التي يفعلها السوريون معظم نهاراتهم، متابعين لكل خبر جديد عن الفيروس وانتشاره، وتعليمات الحكومة واجراءاتها، وفي الوقت نفسه، متبادلين التهاني والتعازي والنكات حول الواقع الجديد المفروض عليهم.
الأفلام والكتب
وبالنسبة للبعض الآخر، ممن لا يستهويهم الانترنت من أجل مواقع التواصل الاجتماعي وحدها، قاموا بوضع قائمة لأسماء كتب وأفلام لمشاهدتها خلال العطلة، ونشطت الصفحات التي تعنى بهذا الجانب، إضافة إلى تشكيل مجموعات لتبادل الاقتراحات في هذا المجال.
الأطفال
تبدو الأمهات الأكثر حيرة في التعامل مع الوقت المفروض عليهن مع أطفالهن في المنازل، فعليهن الآن محاولة ملئه بأنشطة منوعة تلهي الطفل الذي يرغب بالخروج من المنزل بطبيعة الحال،
وتنوعت أساليب الأهل مابين تكثيف الألعاب والكتب والقصص، الأفلام والتلفزيون، وشغلهم بتعليمات النظافة المشددة، والسماح لهم بتعلم كيفية المشاركة بأعمال المنزل المختلفة، حتى الطبخ، أو إجبارهم على الدراسة تحضيراً للامتحانات المرحلة الانتقالية القادم الذي اقترب موعده، حسب ما صرح وزير التربية منذ عدة أيام، إذا لم يطرأ جديد.
السهرات برعاية أوراق الشدة وطاولة الزهر
خاصة في أوقات انقطاع الكهرباء، حيث استمر نظام التقنين على ماهو عليه في معظم الأماكن، واستمرت مشاكله في مناطق أخرى، وعادت أوراق لعب الشدة لتجمع العائلات، وكذلك طاولات الزهر وماشابه، كنشاط مسلٍ خلال الحجر الطوعي.
الرجال في المطبخ
ورغم أنها نكتة تبادلها الكثيرون عبر “فيسبوك” أسرّت آلاء بأن “زوجها بدأ بالفعل وللمرة الأولى في حياته، بمساعدتها في أعمال المطبخ وعمليات التنظيف والتعقيم، مدفوعاً بالملل بالدرجة الأولى”.
وقالت آلاء، وهي تعمل مع زوجها كمدرّسين، ” لا جمعات عائلية ولا زيارات، نحن والأولاد فقط، طبعاً تشاجرنا ونكشنا العديد من الدفاتر القديمة، لكننا مللنا وقررنا أن نعمل بعض الأشياء المفيدة لنا وللأولاد، مثل تخصيص ساعة للرياضة يومياً، داخل المنزل”.
مضى أسبوع واحد من العطلة التي أعلنتها الحكومة السورية للوقاية من الفيروس الذي انتشر في معظم دول العالم، ويوماً بعد يوم يزداد عدد الملتزمين بالبقاء في منازلهم وعدم الخروج إلا للضرورة، بالتوازي مع إجراءات تزداد شدة لتقييد هذه الحركة، وحصرها.
ويأمل السوريين بألا يصل الوباء إلى بلدهم ، فالبقاء في المنزل اليوم ومواجهة الملل، أفضل بكثير من مواجهة الألم والحجر الصحي ومخاطر الفيروس الذي لم يتوصل العلم بعد للقاح أو علاج ناجع له، مع ازياد حالات الاصابة به، وارتفاع أعداد الوفيات في بلدان عدة
سيريا ديلي نيوز
2020-03-23 16:46:38