تمثلُ معركةُ استعادةِ إدلب وريف حلب نقطةَ تحولٍ كبيرةً وحاسمةً في الحرب السورية، ليس لميزان القوة وخرائط السيطرة العسكرية فحسب، وإنما للسياسات والرهانات حول الحدث السوري ككل أيضاً. والمواجهة في إدلب هي مواجهات متوازية ومتداخلة، وتكاد تكثف المشهد السوري كاملاً، وتجمّل ما كان فيه، وما يمكن أن يؤول إليه، إذ إنَّ إدلب هي آخر المراكز المدينية الكبيرة التي لا تزال خارج سيطرة الجيش السوري، وتقوم فيها إمارة جهادية تكفيرية بقيادة جبهة النصرة التابعة لتنظيم "القاعدة"، كما تعمل أنقرة على إقامة كيانية تركية فيها. لم تصل المواجهة بين سورية وتركيا إلى الذروة حتى الآن، وقد حاول الطرفان ألا تندفع الأمور بينهما إلى مواجهة مباشرة. وسبق أن ظهرت تسريبات إعلامية، ثم مواقف وتصريحات علنية من قبل الجانبين السوري والتركي عن لقاءات ومداولات بينهما، وشاعت تقديرات بأنهما ربما بدآ مساراً بطيئاً وغير معلن لوضع أجندة مشتركة من أجل حل القضايا العالقة بينهما، بضمانات روسية وإيرانية. وأما أن الوضع في إدلب مهدد بمواجهة مباشرة بين سورية وتركيا، فمن غير المتوقع أن تتغير خرائط القوة ولا أن يعود الزمن إلى الوراء، لأن إكراهات الحدث السوري تضع حدوداً لتهديدات تركيا بالحرب، وتميل –بتأثير روسيا ووزنها وتفاهماتها الدولية– لأن تعزز قدرة الجيش السوري على العمل في تلك المنطقة، ما يعني توسيع نطاق سيطرته هناك. قد تُبطِئ الاعتراضات التركية بعض الشيء مَسار تفكيك إمارة القاعدة في إدلب، إلا أنها لن تغير كثيراً من اتجاهات الأمور، ومن المحتمل أنَّ يتم التوصّل في وقت قريب إلى تفاهمات جديدة بين روسيا وتركيا حول الوضع في إدلب. تتألف الورقة من مقدمة وثمانية محاور، أولاً- في المقاربة، ثانياً- رهانات وحدود، ثالثاً- في أصل الحدث/المواجهة، رابعاً- سورية، خامساً- روسيا، سادساً- أردوغان: من التمكين إلى التآكل، سابعاً- تركيا: حدود الرهانات، ثامناً- في أفق الحرب ويتضمن: قوة حميميم، مسارات محتملة، ومبادرة روسية، وخاتمة

 

لتحميل المادة

اضغط هنا

د . عقيل سعيد محفوض

مركز دمشق للأبحاث والدراسات (مداد)

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات