تمر مهنة التمريض اليوم بأسوأ حالاتها فلا يقتصر الأمر على نظرة المجتمع لها وإنما يتعداه لما هو أصعب من ذلك وهو إهمالها من قبل وزارة الصحة ، فواقع المهنة في مستشفياتنا واقع يرثى له , واقع المغلوب على أمره , لا حول ولاقوه له , يشكون إلى الله ضعفهم وقلة حيلتهم .
عمال التمريض الذين يعتبرون العمود الفقري للمشفى يقدمون كل وقتهم لرعاية المرضى ويسهرون ويتعبون لينام غيرهم ،هم احوج ما يكون للتنظيم النقابي الفاعل القادر على الاستجابة لمطالبهم والبعيد عن المكاسب الشخصية، فهموم هذه الشريحة وحاجاتها المعيشية لا تكتفي برفع الشعارات وانما السعي لإنصافهم وتعديل القوانين إن اقتضى الأمر ذلك.
اشتكى مجموعة من العاملين في مهنة التمريض لهمومهم ومعاناتهم مع هذه المهنة وخاصة موضوع النقابة التي لم تبصر النور حتى الآن والتي من المفترض أن تضم قرابة 10000 ألف شخص هم قوام العاملين في هذا القطاع ، فالممرض يرى في هذه النقابة فرصة لتطوير المهنة وتحسين أجوره وطبيعة عمله وحوافزه وتوصيفه الوظيفي ومراعاة القدم والخبرة والدورات المتبعة والشهادات التخصصية وبالتالي الحصول على حقوقه المهدورة والدفاع عنها .
سعد الدين الكردي مسؤول النقابات بالفرقة الحزبية وممثل السلامة المهنية بمشفى الباسل وهو تقني تصوير طبي بقسم الطب النووي يتساءل عن سبب عدم تفعيل نقابة التمريض على الرغم من أن السيد الرئيس أصدر المرسوم /38/ لعام 2012 القاضي بإحداث نقابة التمريض وإلى الآن لم يتم إقرار النظامين المالي والداخلي !!!! فهل هي حالة من الترهل الإداري وعدم الحس بالمسؤولية في تنفيذ القرارات والمراسيم التي ساوت بين الجميع إلا أن التطبيق أدى إلى التمييز ، هذا الأمر الذي أوصل الكادر التمريضي إلى فقدان الأمل بالوصول إلى حقوقهم المشروعة ..
ويضيف الكردي إلى الآن نجد لوحة نقابة القابلات بالرغم من أنها حلت آخرعام 2017 وحلت محلها نقابة المهن الطبية والصحية المساعدة التي لم تر النور بعد فهناك من يخون هذه النقابة لمنع هذه القوة الاقتصادية من النهوض لمصلحة الوطن .
وتقول الممرضة عبير ماجستير تمريض يجب أن يكون هناك تصنيف للممرضين كل حسب شهادته وخبرته مثل ممرض أول وممرض متخصص وممرض جامعي وممرض دبلوم وكل له نقاط حيث لا يوجد توصيف لهذه المهنة ، كما أن موضوع الأجور والتعويضات والحوافز غير عادل .ونحن ننتظر النقابة حتى تنصفنا .
بينما منى ممرضة في احدى المشافي ترى أن هناك ظلما بسبب التمييز بينهم وبين أقرانهم من المخدرين والمعالجين الفيزيائيين ، فمهنة التمريض يجب أن تقابلها امتيازات خاصة تتفق وحجم هذه الخصوصية ، فموضوع الحوافز وطبيعة العمل وتفعيل نقابة التمريض وتطبيق مرسوم الأعمال المجهدة والتوصيف الوظيفي يتصدر قائمة الهواجس النفسية والسيكولوجية للممرضين والممرضات منذ سنوات خاصة وانهم يتعاملون مع مختلف الأمراض ، كما أن الممرض يبقى على حاله فهو يتعين ممرضاً ويتقاعد ممرضاً فليس هناك سلم وظيفي لتشجيع طموحه و تعزيز مكانته فإننا نطلب من وزارة الصحة أن تسارع باتخاذ الخطوات المناسبة لتحسين أوضاعنا وتفعيل النقابة والرقي بها للأفضل .
وهكذا فإن فنيي المهن الطبية والتمريض والمخبروالأشعة والصيدلة والقبالة ومنظومة الإسعاف ينتظرون الفرج بتفعيل مرسوم السيد الرئيس بشار الأسد لعام 2012 وإقرار أنظمة الحوافز وطبيعة العمل وتفعيل مرسوم الأعمال المجهدة .
سيريا ديلي نيوز
2020-02-25 18:26:20