قهوة الصباح التي تبدأ بها يومك، ومشروب الصودا الذي تفضله مع وجبة العشاء، وكوب الشاي الأخضر الذي يمنحك شعورًا رائعًا صحيًا يساعدك على الهضم وحرق الدهون، ومشروب الطاقة الذي تستعين به في أيام العمل الشاقة؛ كل تلك المشروبات تحتوي على مادة الكافيين والتي تعتبر مادة قوية للغاية، ولها تأثير كبير على جسم الإنسان، سواء سلبًا أو إيجابًا، ولكن في المقابل هي مادة قد تكون خطيرة إن لم تعِ آثارها الجانبية السيئة.
فإذا كنت من محبي تلك المشروبات، وتتناولها بكثرة، فعليك قراءة هذا التقرير لتدرك ما الذي يخبئه لك مشروبك المفضل.
1- مثل المخدرات.. الكافيين يجعلك سعيدًا
بكل ما تحمله المخدرات من مخاطر، يقدم على تعاطيها الكثير من البشر على أية حال لما تمنحه من إحساس مؤقت بالسعادة والنشوة التي يفتقدها متعاطي المخدرات في حياته اليومية العادية، ولذلك دائمًا ما يُنصح بعدم تجريب المخدرات حتى ولو مرة واحدة؛ لأن هذا الإحساس المؤقت بالسعادة قد يتحول إلى إدمان.
ما لا يعرفه البعض أن الكافيين يقترب مفعوله أحيانًا من مفعول المخدرات في الجسم، حتى أن البعض يصف الكافيين بأنه المُخدر القانوني في العالم؛ لأنه يحفز إفراز مادة الدوبامين الكيميائية في الجسم؛ مما يمنح محتسي الكافيين شعورًا فوريًا بالسعادة والنشوة، وأظهرت بعض الأبحاث أن الكافيين يمنح شعورًا مماثلًا للشعور الذي يحدثه تدخين الماريجوانا، وهذا يعتبر من الأعراض الجانبية الإيجابية للكافيين، ولكن له ثمن.
المشروبات التي تحتوي على كافيين مثل القهوة، والصودا، ومشروبات الطاقة، يمكن أن تتحول إلى درجة من درجات الإدمان في حياة الشخص، وتلك الدرجة يطلق عليها الأطباء «الاعتمادية»، حينما يعتمد مسار يومك كله على مشروب الكافيين الذي تتناوله، وهذا ما أكدته الطبيبة ميريث أديكو، الأستاذ المساعد للطب النفسي في جامعة أركنساس، موضحة لجريدة الـ«تايمز» أن الإنسان يمكن أن يدمن الكافيين إذا اعتمد عليه يوميًا.
2- إذا وجد الإدمان.. وجدت أعراض الانسحاب
عندما يتوقف المدمن عن تعاطي المخدرات، مثل الهيروين والكوكايين، يعاني من أعراض انسحاب قوية قد تدفعه للعودة للتعاطي مرة أخرى، وتتمثل أعراض الانسحاب في القلق، وتهيج الجلد، وزيادة الحساسية للألم، والأرق، والاكتئاب، والتعرق، وزيادة ضربات القلب، والهلوسة، والرعشة وتقلصات المعدة وغيرها من الأعراض القاسية.
وأعراض الانسحاب تظهر أيضًا حينما يقلع الشخص عن التدخين، ولكن بدرجات أقل، وما أكده الطب أن نفس الأعراض تظهر عند التوقف عن تناول الكافيين؛ لأن متعاطيه حين يشربه يعزز لديه إفراز الأدرينالين، والذي بدوره يمنح الشخص الطاقة الكافية لتأدية مهام عمله.
ولكن حين يزول مفعوله يشعر الشخص أنه في حاجة ماسة إليه، وقد يشعر بالصداع، والاكتئاب، والإمساك، ولكن على عكس مدمني الكوكاكين، وغيرها من المخدرات القوية، لا يحتاج الكافيين وقتًا طويلًا للخروج من الجسم، وربما تستمر أعراض الانسحاب لأسبوع واحد فقط.
3- ليس الأرق فقط.. للكافيين آثار جانبية قد تكون خطيرة
قهوتك المليئة بالكافيين قد تصيبك بالأرق إذا شربتها في وقت متأخر من اليوم، وربما تصيبك ببعض العصبية والقلق والتوتر، ولكن تلك الأعراض الشهيرة للكافيين ليست الأعراض الجانبية الوحيدة لتلك المادة القوية، فهناك بعض الأعراض التي قد تكون خطيرة على صحتك، إذا تناولت كمية كبيرة من الكافيين على مدار اليوم.
الغثيان، والقيء، وآلام الصدر، وزيادة معدل ضربات القلب من الآثار الجانبية السلبية للكافيين، وهي من الأعراض الجانبية النادرة، ولكنها تحدث لمن يستهلك كميات كبيرة من الكافيين يوميًا، ولذلك ينصحك الأطباء بترشيد استهلاكك لتلك المادة، وليس في القهوة فقط، بل في أي منتج آخر يعد الكافيين أحد مكوناته الأساسية.
4- احذر.. يمكن للكافيين أن يقتلك
كما أن هناك جرعةً زائدةً من الكافيين يمكن لها أن تصيبك بآثار جانبية مزعجة؛ فإن الكافيين قادر أيضًا على القتل تحت ظروف معينة، وفي حالات نادرة، ولذلك يجب التعامل مع هذا المشروب بحذر.
في العام الماضي 2017 توفي مراهق في كارولينا الجنوبية بعد أن تناول كمية كبيرة من الكافيين متمثلة في القهوة، ومشروبات الطاقة في أقل من ساعتين، بعد أن عانى من عدم انتظام في ضربات القلب، ومن بعدها حذرت الرابطة الطبية الأمريكية لطب الأطفال من تناول المراهقين لكميات كبيرة من مشروبات الطاقة؛ لأنها تحتوي على أكبر نسبة من الكافيين المختلطة بالسكر.
5- الكافيين قد يسبب لك الهلاوس
يُعرف عن الكافيين قدرته على منح متعاطيه القدرة على التركيز، والعمل لفترات طويلة، ومده بالطاقة، ولكن أيضًا الكميات الكبيرة منه قد تقلب الأمر رأسًا على عقب، ولا تعمل في صالح متعاطيه؛ فالشخص الذي يتناول الكافيين بكثرة هو أكثر عرضه لرؤية الهلاوس البصرية من الشخص الذي لا يتناول الكافيين على الإطلاق.
وقد أكدت إحدى الدراسات الأمريكية أن الشخص الذي يتناول ثلاثة أكواب من الكافيين يوميًا معرض لرؤية هلوسة بصرية حينما يتعرض لأي محفز يساعد على خلق تلك الهلاوس، في حين أن الشخص الذي لا يتناول الكافيين على الإطلاق لا يرى نفس الهلاوس إذا تعرض لنفس المحفزات.
6- بعض الدول حاولت منعها.. العثمانية منها
كل المخدرات غير قانونية في أنحاء العالم، ما عدا الكحول الذي ينتشر بشكل قانوني في كثير من الدول الغربية والعربية، والكافيين الذي لا يعامل معاملة المخدرات من الأساس، والطفل البالغ من العمر ثماني سنوات يحتسي الكولا أمام والديه ببساطة، على الرغم من كونها مليئة بالكافيين والسكر.
البعض اقتنع أنه يعتبر مخدرًا مثله مثل باقي المخدرات، والإمبراطورية العثمانية لها تاريخ في محاربة الكافيين، والذي تمثل بذاك الوقت في أقداح القهوة التركية، وفي القرن السابع عشر حارب السلطان العثماني مراد الرابع كل شاربي القهوة، وكان يحكم بالإعدام على من يحتسيها، حتى أنه كان يتخفي في ملابس تشبه ملابس العامة، ويسير في الطرقات كاشفًا عن أي عاصٍ لأوامره يحتسي القهوة؛ فيأمر بقطع رأسه فورًا.
وتلك لم تكن الحرب الوحيدة ضده في التاريخ، بل إن للنساء ثورةً على هذا المشروب في إنجلترا عام 1674؛ حينما أطلقوا منشورًا ورقيًا يطالب بمنعه ومشروباته؛ لتأثيره السلبي من وجهة نظرهن على الرجال، وأوضحن قناعتهن بأنه يسبب العجز الجنسي.
سيريا ديلي نيوز
2018-11-19 09:18:39