يخشى الشاب “علي” من سكان مدينة “القامشلي” أن يكون قد وقع ضحية اتفاق بين مزور الهويات الشخصية وقوات الأشايس الكردية التي قبضت عليه ووضعته في السجن بتهمة التزوير.
“علي” هو واحد من شبان الجزيرة السورية الذين يتسابقون لتزوير بطاقاتهم الشخصية وثبوتياتهم هرباً من “التجنيد الإجباري” الذي تفرضه سلطات الإدارة الذاتية المسيطرة على المنطقة، يقول هذا الشاب «خوفاً من أن أطلب لخدمة الدفاع الذاتي توجهت إلى مكتب مزور محترف معروف لدى الشباب في مدينة “الحسكة”، وغيرت تاريخ ولادتي ليصبح عمري فوق 30 عاماً مقابل مبلغ قدره 125 ألف ليرة سورية لكن تم اعتقالي بعد 24 يوماً واضطررت لدفع مبلغ 50 ألف ليرة سورية كفالة للخروج من السجن»، فالتجنيد الإجباري يستثني من هم فوق سن الثلاثين.
أعمال التزوير تنشط بكثافة وتتعدد شبكاتها التي تتقاضى عن كل عملية تزوير بين 100 و200 ألف ليرة سورية مستغلين حاجة الشباب، وبالتوزاي مع انتشار هذه الشبكات العلنية والمعروفة لدى القاصي والداني تكثر الاعتقالات للشباب الذين يحملون أوراقاً مزورة، الأمر الذي يستدعي القلق والشك من قبل الشباب بوجود تنسيق بين السلطات المحلية والمزورين حسب أحد ضحايا هذا التنسيق الذي يؤكد وجود العشرات من المتهمين بهذه القضية الذين تم اعتقالهم على حواجز القوات المنتشرة في أرجاء المحافظة بعد ساعات قليلة من إتمام عملية التزوير.
ضحية التزوير يقول إن الضحايا يتم احتجازهم من قبل “قوات الأسايش” التابعة للإدارة الذاتية لمدة تتراوح بين ساعة و 3 أيام، مشيراً إلى عدم وجود تهمة ولاجرم بل المطلوب هو دفع غرامة مالية تتفاوت قيمتها حسب كل معتقل وتتراوح بين 25-50 ألف ليرة سورية.
قوانين تجنيد الإدارة الذاتية التي لاتراعي ظروف طلاب الدراسات العليا دفعت “صبري” المعتقل سابقاً والمفرج عنه بسبب تزويره بطاقته الشخصية لتكرير تجربة تزوير ثبوتياته حيث عاد ليزور مصدقته الجامعية عند المزور ذاته لكن الأخير طلب منه أن يتريث أسبوعاً كاملاً بسبب الإقبال الكبير على تزوير المصدقات الجامعية هذه الأيام خاصة مع اقتراب موعد حملة التجنيد الإجباري لدى الإدارة الذاتية مع منتصف الشهر الجاري، مشيراً إلى اعتقال 3 مدرسين الشهر الماضي في فرع جامعة “الفرات” ب”الحسكة” لذات التهمة، مؤكداً أنه يتم تزوير مايقارب 10 -15 مصدقة جامعية يومياً خلال هذه الفترة.
مصدر مقرب من الأسايش قال إنه:« تم خلال الأسابيع الماضية اعتقال حوالي 290 شخصاً بتهمة تزوير المصدقة الجامعية والبطاقة الشخصية، أطلقنا سراح من قدم إخلاء سبيل ودفع الغرامة، لافتاً إلى أنه تم اعتقال شبكة تزوير أوراق ثبوتية قبل فترة وجيزة».
شباب الجزيرة ماعادوا يكترثون لعمر الصبا على الورق أمام مخاطر التحاقهم بالتجنيد الإجباري، لكنهم اليوم حائرون يتساءلون لماذا لايتم اعتقال المزورين واتخاذ عقوبات رادعة بحقهم، ترى هل هم في فخ تجار الأزمات واقعون؟.
سيريا ديلي نيوز
2018-05-15 20:25:17