من الواضح ان المتابع لمباراة منتخبنا الكروي الأول مع المنتخب العراقي الشقيق والتي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لهدف يجد أن منتخبنا لم يخرج بعد من قوقعته التي وضع نفسه بها خلال التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال روسيا 2018 وهذا ماعاب منتخبنا الذي أقل ما يقال عنه إنه لعب سلبي لمنتخب يملك نجوماً كباراً على مستوى القارة الآسيوية ومعظم لاعبيه محترفون في أندية آسيوية وعربية لها سمعتها الكروية.
قيل عن هذه المباراة الكثير وفند أصحاب الخبرة الأداء المتواضع للاعبين الذين يلعبون بشكل عشوائي  وبدون اي تكتيك ومن دون هدف وهذا بعكس المنتخب العراقي الذي ملك زمام الشوط الثاني من المباراة لعباً وأداءً وسيطر على الخطوط الثلاثة وفق خطة لعب عالية الدقة نفذها اللاعبون بكل احترافية.
بالطبع نحن لسنا بصدد سرد تحليلي عن المباراة لأن أصحاب الخبرة حللوها بكل تفاصيلها ولو كانت هناك إحصائية للمباراة لوجدنا أن المنتخب العراقي الذي كان يلعب بفئاته العمرية الشابة أكثر خبرة من نجوم منتخبنا والذين شاهدناهم في التصفيات الآسيوية من دون أن يجري المدرب أي تعديل على اللاعبين وهذا ماعاب مدربنا الحكيم الذي لم يشرك لاعبين من الفئات العمرية الأصغر أي الشباب علماً أن منتخبنا الشاب الذي فشل في التأهل إلى النهائيات الآسيوية يوجد في صفوفه أكثر من لاعب موهوب كان حرياً بمدربنا أن يشركهم ولو من باب التجريب.
ولكن ليس من المعقول، ونحن على أعتاب كأس آسيا أن نلعب بمثل هذا اللعب السلبي الذي كان مفاجأة للجميع في مباراته الودية مع المنتخب العراقي الشقيق، فغياب اللعب الجماعي كان سمة سيئة للاعبينا الذي بدا واضحاً عدم انسجامهم مع بعضهم بين خطوطه الثلاثة وكأن كل لاعب يغني على ليلاه ومن دون أن يدخل أجواء المباراة وكأن السومة والخطيب والمردكيان وغيرهم ليسوا محترفين في أندية عريقة.
والسؤال الأهم  الذي يطرح نفسه الآن وبقوة: لماذا يلعب هؤلاء بتميز في أنديتهم ويسجلون ويصلون إلى حد الإبداع مع اعتراف خبراء كرويين آسيويين بهم والدليل ترشيح لاعبنا عمر خريبين لجائزة أفضل لاعب آسيوي بينما يهبط مستواهم مع المنتخب..؟
سؤال يجب ان يطرح على   مدربنا الحكيم الذي يواجه حملة شعواء بشأن أدائه الذي يحملونه مسؤولية ذلك مطالبين بمدرب أجنبي كما حصل مع منتخب سلتنا، وعلة ما يبدو أن هؤلاء لديهم حق فالحكيم مدرب جيد ولاشك في أنه استطاع أن يصل بالمنتخب إلى نقطة لم يعد بها قادراً على تحقيق أكثر من ذلك، ولابد من أن يكون لاتحاد الكرة ومن خلفه القيادة الرياضية رأيها في ذلك واحترام رغبة الشارع الكروي الذي أحزنه خروج منتخبات قواعده الناشئين والشباب من التصفيات الآسيوية ولكيلا يقترب من فاجعة كروية تتمثل بخيبة الوصول بحلم الجماهير بتحقيق رغبتهم بالفوز بكأس آسيا أن يبادر إلى اتخاذ قرار جريء بإعادة النظر في منتخب الرجال قبل أن يفوت الأوان ونخسر حلماً آخر كان في متناول اليد بعد أن خسرنا حلم التأهل إلى نهائيات كأس العالم التي ستقام في روسيا صيف العام القادم، لأن المشكلة لا تكمن في اللاعبين بل بالمشرفين على إعداد الفريق بجهازيه الفني والإداري، وهذه هي الحقيقة  المريرة التي أصبح يعرفها الجميع إلا اتحاد الكرة والقيادة الرياضية التي تتمسك برأيها الذي أصبح عزفاً منفرداً نشازاً عن آراء الكثيرين من أصحاب الخبرة ومن الشارع الرياضي الكروي الذي أصبح شريكاً أساسياً في صنع رأي كروي على الجهات الرياضية احترامه والاقتراب أكثر من الأسلوب الاحترافي الذي أصبح أكثر واقعية مع الابتعاد عن الأسلوب الساذج في بناء منتخباتنا الوطنية بكل فئاتها.