من حق المواطنين أن يسألوا و يعرفوا فيما إذا كان المصرف المركزي فعلا يعارض هبوط الدولار و لماذا ؟؟ و من حقهم أيضا أن يعرفوا ما هي سياسة المركزي تجاه سعر الصرف .
القرارات الأخيرة للمركزي أعطت انطباعا بأن المركزي لا يريد أن ينخفض الدولار فهل هذا صحيح … الجواب من مصادر مطلعة تقول إن المركزي يعارض هبوطا سريعا للدولار لأنه متأكد أنه في هذه الحالة ستكون لعبة مضاربين وخاصة أن سعر الصرف ليست قضية مزاجية بل تعتمد على قدرات الاقتصاد الإنتاجية و هذه القدرات لم تتغير بطريقة تسمح بهبوط كبير للدولار .
المركزي يرسم سياسة واقعية تتعامل مع ترابط بين تحسن الأوضاع الإنتاجية وسعر صرف الليرة .. و يهتم باستقرار سعر الصرف بحيث يكون هناك وضوح أمام كل أطراف العملية الانتاجية و بالتالي يرفض أن يرقص مع دولار السوق السوداء و في الذاكرة القريبة محاولة سابقة لجر الدولار إلى الأسفل و هذا ما سيعني أن محاولات المضاربين تقوم على العودة للعب في الدولار هبوطا
يشجع على بيع الدولار و يقوم المضاربون بالشراء ثم رفع سعر الدولار والتحكم به بعد أن تكون كميات كبيرة أصبحت بيد المضاربين القلة .
مصدر مصرفي يؤكد الفكرة و يقول أن لدى السوريين مدخرات دولارية تصل إلى حوالي 5 مليارت دولار و عندما نسأل المصرفي عن كيفية تقدير الرقم يقول أنه إذا كان هناك فقط 10% من السوريين لديهم مدخرات دولارية أو ذهب بما يعادل 2000 دولار ” لا تنس أن 2000دولار كانت تساوي 100 ألف ليرة ” فإن الرقم يصل إلى 4 مليارت دولار و لدينا فئة من هؤلاء المدخرين لديهم كميات اكبر و خاصة من أصحاب الأمول و عائلاتهم .
هذه الدولارات فيما لو أصبحت بيد المضاربين فسيكون هناك قوة تمكنهم من التحكم بالسوق بطريقة يصعب التأثير عليها .
لكن لماذا لم تلق قرارات المركزي قبولا في الشارع السوري..؟
ويؤكد المصدر أن البعض لم تصله القرارت بشكل صحيح فقد بدأ تشويه هذه القرارات و قراءتها بطريقة ناقصة .. أصحاب الحوالات الشخصية لن يتأثروا سلبا وهؤلاء الذين تصلهم حوالات 500 دولار يعتبر الأغلبية العظمى .
نسأل ماهو السعر العادل لليرة في الفترة الحالية و ما هي اتجاهاته مستقبلا ؟
و يقول مصدر مصرفي حسب صاحبة الجلالة أن العسر العادل يتعلق بالعرض و الطلب لكن في المستقبل و في مرحلة اعادة اإعمار فإن سورية مقبلة على عمليات استيراد كبرى و هذا ما سيشكل ضغطا و طلبا على الدولار وسنتابع آليات إعادة الإعمار حتى نتحدث عن طرق التمويل لكن في كل الحالات السوق متعطشة لاستيراد مواد كثيرة كانت و لا زال كثير منها ممنوع من الاستيراد .
كما أن الإستهلاك سيزيد بششكل طبيعي كلما عادت الحياة الطبيعة و معها أيضا ستزداد القدرات الإنتاجية للاقتصاد السوري لكن في المدى المنظور فإن سعر 500 ليرة للدولار سيكون متناسبا مع حالة العرض و الطلب .
السؤال الأهم لماذا لم يستفد المواطن من نزول الدولار ؟؟
رغم انخفاض الأسعار بشكل طفيف إلا أن السوق لم يستقبل بشكل كاف انخفاض الدولار …
في حين تقوم شائعة بارتفاع سعر الدولار بجعل الأسعار تقفز فورا نحو الأعلى .
المستوردون لا يخفضون الأسعار في الحالتين … و بالنسبة للمصدرين فإن انخفاض الدولار عملية ضارة للتصدير.. لأن المصدرين استفادوا من فارق سعر الدولار و انخفاض التكاليف .
ما يمكن اسخلاصه …. أن المركزي لا يريد هبوطا حادا للدولار و غايته الوصول إلى حالة استقرار طويلة أفضل من حالة انخفاض قصيرة
سيريا ديلي نيوز
2017-11-02 14:00:22