حُب كرة القدم، هو مثل سياراتنا الصغيرة التي كنا نلعب بها، ينتقل من آبائنا لنا، هو حتى من بين أولى الأشياء التي تصبح مشتركة بين الأب وابنه.

بحسب سيغموند فرويد، الرّجال بحاجة لأن يشعروا بالانتماء إلى أشخاص مثلهم إذاً رجال .. اسألي الرّجل إن كان سيحبّ فريق كرة قدم من النساء .. سيكون جوابه: لا!!، هذا ليس كرة قدم!!!.

فوجود كرة القدم يعطيهم شعوراً بالأمان، وهو بنظرهم، المكان الوحيد الذي لم تطأه النساء بعد استيلائهنّ على كثير من مجالات الحياة!!.

لماذا يتصرف الرّجال كأطفال بعمر السنتين عند مشاهدة مباراة كرة قدم؟

يصرخون، يرتجفون، يغنّون، يصفّقون، يضربون بعضهم، يرقصون .. وغيرها من التصرفات التي لا يسمح لهم بها عملهم أوعمرهم.أما كرة القدم، فهي بالنسبة للرّجال المسرح الوحيد الذي يستطيعون فيه التعبير عن أنفسهم بحرّية وبدون الخوف من رأي الآخرين بهم.

في هذه اللعبة، يعيش الرّجال ضغوطاً كبيرة: أمل قبل بدء اللقاء، خوف كبير خلال اللعبة، وفرح أو خيبة أمل إذا ربح فريقهم أو خسر.

كل الرّجال مقتنعون بأن الحَكَم أعمى .. ما السّبب؟

كرة القدم، نظرياً، هي عالم كامل كلّه عدالة. هو عالم غير محكوم بالطبقات فالأخير قد يصبح الأول فقط لأنه يستحق ذلك.

والرّجال لايكتفون بمشاهدة لعبة كرة القدم، هم يلعبون مع الأحد عشر لاعباً، وقد يسمي كل واحد نفسه في اللاوعي باسم أحد هؤلاء اللاعبين.

أما عند إضافة الرقم 12، الحَكَم، ذلك الذي لا يلعب ولا يركض بسرعة، هنا ينهدم عالم العدالة في عقول الرّجال ويحلّ مكانه عالم من اللامساواة والظلم، عندها تنصبّ الأنظار على هذا الرّجل الذي جاء بحجة تطبيق القواعد والقوانين ولكنه موجود دائماً في المكان الخطأ، في الوقت الخطأ!!. لذلك فمهما فعل هذا الإنسان، سيبقى الرّجال يكرهونه وينتقدونه (من بين الأسباب الأخرى أنه قد يذكرهم بمديرهم !!).

تتعدّد الآراء حول كرة القدم لكن الدّراسات تؤكد أنها، بالإضافة لكونها لعبة مفيدة للصّحة، كذلك فإن متابعتها أيضاً لها فوائد، منها حالة التشجيع والحماسة التي يعيشها الرّجل لمدة تسعين دقيقة، بالإضافة إلى أنها تحسّن اجتماعية الشخص وتقييمه لنفسه.

بالنهاية، تبقى الغاية التي يريدها الرّجل من هذه الكرة: التفاؤل والفرح نتيجة الأمل والتسلية أوالمشاكل العصبية نتيجة الغضب المستمر بسببها!!!.. هو يقرّر!!!.

المصدر: دمشق الآن

سيريا ديلي نيوز


التعليقات