ضمن استراتيجية هيئة التميز والإبداع في تنمية وتطوير المواهب في مختلف العلوم الأساسية كرمت إدارة الأولمبياد العلمي اليوم الفائزين بالاختبار النهائي للبرنامج البديل عن منافسات الأولمبياد الدولي في اختصاص علم الأحياء الطبيعية والذي وضعته اللجنة العلمية المركزية في الهيئة للطلاب السوريين الأوائل في اختصاص علم الأحياء لكون “المملكة المتحدة”بريطانيا”المستضيفة للأولمبياد الدولي لم تمنحهم “الفيزا” للدخول والمشاركة.

وجاء في بيان للهيئة وجهته اليوم للجنة المنظمة للأولمبياد الدولي في بريطانيا ولرئيس الأولمبياد الدولي لعلم الأحياء ورئيس اللجنة العلمية للتحكيم الدولي أن “هذا الرفض يؤكد ما يدور في أذهان الشباب السوري وخاصة الفريق السوري لعلم الأحياء حول مفهوم الديمقراطية الذي تنادي به تلك الدول “مبينة أن هذه هي المرة الثانية بعد العام 2015 التي يحدث فيها مثل ذلك مع وفد الجمهورية العربية السورية.

وأكدت الهيئة أنها وبالتعاون مع اللجنة المنظمة تبذل جهودا حثيثة لتثبيت التسجيل في الأولمبياد الدولي لعلم الأحياء بوقت مبكر وقد بذلت هذه الجهود في ظل الظروف الصعبة والخطيرة بسبب الإرهاب الذي يستهدف سورية وشعبها.

ونوهت الهيئة إلى أن الهدف الرئيسي من بذل هذه الجهود هو إعطاء الفرصة للفريق الأولمبي العلمي السوري لعلم الأحياء لعام “2017” بشكل متكافىء مع الفرق الوطنية الأخرى لمختلف دول العالم للمشاركة في هذا الحدث العلمي المهم.

ولفتت الهيئة إلى أنه وبدلا من تقدير البلد المضيف لهذه الجهود فقد تمت مواجهتها برفض منح تأشيرات الدخول “الفيزا” للطلاب السوريين دون الأخذ بعين الاعتبار انعكاس ذلك على حالتهم النفسية وتصورهم لكيفية التعامل على أساس مفهوم المعايير المزدوجة وفق ما تعرضوا له.

وأوضحت الهيئة أنه على الرغم من الحصار والإرهاب الذي تواجهه سورية فقد استطاع ابناؤها بعزيمتهم أن يثبتوا حضورهم في المحافل الدولية بمعارفهم حيث تمكنت الفرق الوطنية للأولمبياد العلمي السوري من تجاوز كل الظروف القاسية التي فرضتها الحرب ورفع أعضاؤها العلم السوري في منصات التتويج العالمية ليؤكدوا أن الفكر المتطرف والمتخلف لا مكان له في سورية مهد الحضارة وأرض السلام.

وأعربت الهيئة الوطنية للأولمبياد العلمي السوري عن أملها بأن تضمن الدول المضيفة منح تأشيرات الدخول اللازمة لأعضاء الوفود المشاركة في الأولمبياد قبل أن تقدم ترشيحها للاستضافة من أجل تجنب تكرار مثل هذه الحادثة مع سورية أو أي بلد آخر مستقبلا.

وفي تصريحات لـ”سانا” أعرب الطلاب عبدالله بنان ودونابل حمامجي ورامي صقر عن سعادتهم بالتكريم مؤكدين أنه يشكل حافزا ومشجعا لهم لبذل المزيد من الجهود لمتابعة التفوق.

وتحدث الطلاب عن الاستعدادات والتحضيرات التي بذلوها من أجل المشاركة في الأولمبياد الدولي لعلم الأحياء وفرصهم بالحصول على مراتب لو استطاعوا المشاركة وخاصة أنهم اطلعوا على أسئلة السنوات السابقة وتمكنوا من حلها.

وشدد الطلاب على أن هذا الاجراء الذي قامت به بريطانيا لن يحبط من عزيمتهم وسيواصلون التدريب والتحضير بشكل جيد من أجل المشاركة في العام القادم للحصول على المراتب الأولى ورفع علم سورية في المحافل الدولية.

بدوره مدير ادارة الأولمبياد العلمي في هيئة التميز والابداع علي أبو خضر أوضح في تصريح لـ”سانا” أنه وردا على اجراء بريطانيا ارتأت الهيئة بالتنسيق مع أعضاء اللجنة العلمية المركزية إقامة أولمبياد دولي للطلاب السوريين في دمشق مع برنامج علمي مشابه لبرنامج الأولمبياد الدولي في بريطانيا من حيث الاختبارات والمحطات الترفيهية والثقافية مبينا أن تكريم الطلاب اليوم يأتي “بنفس الوقت” الذي يتم فيه تكريم الطلاب الأخرين في بريطانيا .

من جهته اعتبر الدكتور دارم طباع عضو اللجنة المركزية لعلم الأحياء في الأولمبياد السوري المشرف على البرنامج البديل للأولمبياد الدولي أن هذا الحدث “نادر ومميز” لكونه لم تقم أي دولة سابقا لم يتمكن طلابها من المشاركة في الأولمبياد الدولي بتجهيز برنامج بديل عنه.

وتضمن البرنامج بحسب طباع تدريبا عالي المستوى للطلاب بمخابر مشفى الأسد الجامعي وحضور فعاليات ثقافية وفنية كزيارة متحف العلوم المدرسي بدمشق ومجمع دمر الثقافي ومدينة معلولا وصيدنايا بالإضافة إلى اقامة حفل ختام متزامن مع حفل الأولمبياد الدولي المقام في بريطانيا.

وأكد طباع أن اللجنة العلمية المركزية تتابع التحضيرات اللازمة سواء في الجامعات أو مراكز الأبحاث لمشاركة فريق علم الأحياء بالأولمبياد الدولي في العام القادم الذي سيعقد في طهران.