لايبدو المشهد الاقتصادي والخدمي جيدان لكنهما بكل تأكيد الآن أقوى من تاثيرات ست سنوات حرب , بل إنهما موجدان ومستمران رغم سنوات الحرب القاسية وما حملته من تخريب وتدمير وحصار .
بل ها هي الدولة السورية قادرة بإمكانيات محدودة أن تعيد ترتيب المشهد الداخلي بكثير من الاستقلالية وبإمكانياتها الذاتية .. ووهاهي دول كثيرة بدأت تعترف أنه بالرغم من أنّ الحرب خسّرت سورية كثيراً . لكن الدولة لم تخسر مؤسساتها وكيانها وبنيانها .وهذه الدولة مرشحة للقيام بعملية اعادة الإعمار دون تبعية لأحد وبمواردها وشروطها ..
منذ قدومها وحكومة المهندس عماد خميس تعمل على ترتيب أوضاع المحافظات الآمنة خدميا واقتصاديا ولو بالحد الأدنى بل بدأت تصعد به نحو المستوى الجيد رويدا رويدا .. مطبقة قاعدة أساسية أعلنتها منذ البداية و لم تحد عنها . وهي تحفيز الانتاج والتنمية بكافة أشكالها الى جانب استنهاض الامكانيات الكامنة عبر تنشيط الاستثمارات المتوقفة وخلق فرص استثمارية جديدة تبدأ من استثمار امكانيات وأملاك الوحدات الادارية وصولا الى إعادة تأهيل الخدمات من مياه وصرف صحي وكهرباء , واستكمال مشاريع كان تم البدء بها كمشاريع الطرق والسدود والسدات , هذا عدا عن محاولة تأمين استيعاب النمو الديمغرافي لبعض المدن مثل اللاذقية و طرطوس ودمشق ورفع مستوى امكانياتها الخدمية بما يلبي احتياجات عدد السكان المتزايد فيها ..
عدا عن ذلك بدأت الحكومة بالدخول إلى المناطق التي تم تحريرها وتابعة للمحافظات الآمنة مثل قرى شمال اللاذقية التي نفذ فيها مشروع إعادة إعمار تم الانتهاء منه وظهر كنتيجة لزيارة الوفد الحكومي الى اللاذقية و وأيضا مدن مثل الزبداني وبلودان ومضايا بدأت تستغيد عافيتها ومؤخرا أطلق رئيس الحكومة عملية تأهيل وإعادة الخدمات الى حي الوعر بحمص بعد تخليصه من المسلحين .
إذا تعمل الحكومة على تسوية وضع المحافظات الآمنة وتحريك العملية الانتاجية و الاستثمارية و التنمية الريفية فيها , بشكل تستطيع معه لاحقا من الانتقال بسهولة ودون أعباء الى المناطق التي يحررها الجيش ومن بينها مدن ومحافظات .. بحيث يمكن الاستفادة من المحافظات الآمنة في انجاز عمليات إعادة تأهيل واعادة اعمار وتنمية المحافظات و المدن والمناطق التي يتم تحريرها لاحقا ..
لقد بدأ المشهد الداخلي يُظهر حاليا عملية ترتيب لأوضاع المدن والمحافظات و الأماكن الآمنة والمحررة تباعا بشكل يؤكد ويتأكد معه أن الحكومة تعمل وفق برنامج واضح ومحدد الأهداف , وبما يمكن معه استيعاب عودة اتساع رقعة المناطق التي تسيطر عليها الدولة . وتوفير الامكانيات اللازمة لإعادة سيطرة الدولة خدميا واقتصاديا . وإعادة تخديم مواطنيها بشكل طبيعي وبما يسري على الجميع . ولعل هذا أحد مقومات قوة الدولة وقدرتها على أن تكون هي الراعي لمواطنيها بما يظهر كم هي واهية تلك الدول والكيانات التي حاول اعداء سورية خلقها داخل الدولة السورية , وكيف بدأت هذه الكيانات الدينية والارهابية تزول بكل مكوناتها التي قامت على أساس من ورق ومن مفردات دينية واهية .
سيريا ديلي نيوز
2017-07-27 11:59:51