لماذا على صاحب محل ألبان وأجبان في أفقر حارة شعبية في ضواحي دمشق عليه أن يكتب على اللبنة الموجودة لديه إن كانت مصنوعة من حليب بقري أو من حليب بودرة، ولماذا على محل شهير مثل بكداش إلا يفعل ذلك، وعندما يخالف "تقوم الدنيا ولا تقعد"، وكأن مخالفة هذا المحل لا تؤثر على سلامة الزبائن والمستهلكين؟.
في ردود الفعل على الحادثة التي باتت الشغل الشاغل لشبكات التواصل الاجتماعي يمكن التمييز بين عدة مواقف:
-الموقف الأول الذي ينطلق من الاعتراف بالمخالفة وضرورة احترام القانون وتطبيقه على الجميع، لكن أصحاب هذا الموقف يعترضون على قرار الإغلاق النهائي ويفضلون لو تم استبدال العقوبة بأخرى أقل قسوة مراعاة لتاريخ هذه العلامة التجارية وعلاقتها بدمشق. وللأسف مناصرو هذا الموقف عددهم قليل.
-الموقف الثاني وهو الطاغي وينطلق من الهجوم العشوائي غير الموضوعي على محافظة دمشق ومديريتها الصحية وعلى قرار الإغلاق، وكأن لسان حال مناصري هذا الفريق يقول إن تاريخ هذه العلامة التجارية يعطيها الحق أن تفعل ما تريد، والسؤال لو افترضنا أن شخصاً واحداً من هؤلاء أصيب بوجع في البطن أو بالتهاب إمعاء بعد تناوله بوظة من محل بكداش.. ماذا سيكون موقفه؟ هل سيتردد في الشكوى بحكم تاريخ هذه العلامة؟ هل سيسكت حتى لو أظهرت التحاليل سلامة البوظة المقدمة؟.
إذا كانت مخالفة بوظة بكداش موثقة، فهذا يعني أن الجزء الأول من الملف لا يستطيع أحد أن يناقش فيه أو النيل من أهميته، ففي النهاية المخالفة واجبة ضد كل جهة تخالف المواصفات والتعليمات ونأمل أن نصل إلى مرحلة تطبق فيها المخالفة على جميع المنشآت بلا استثناء.
الجزء الثاني من الملف ويتعلق بالعقوبة، وهنا نعتقد أن المحافظة تسرعت وإن كانت تطبق القانون، إنما كان يمكن إيجاد بدائل أخرى تحفظ هيبة القانون وتراعي قدم المنشأة وعلامتها التجارية وشهرتها الشعبية، فكان يمكن إغلاق المحل لبضعة أيام مع إنذار نهائي، أو وضعه تحت الإشراف الصحي في حال كانت المخالفة جسيمة.. طبعا لا نعلم مدى قانونية هذه الإجراءات، إنما بالتأكيد كانت هناك حلول كثيرة تحول دون هذه "الضجة".
هامش : تحدث معلومات أمس عن اتجاه المحافظة لاعادة افتتاح محل بكداش ؟؟
مصدر سيريا ستيبس
سيريا ديلي نيوز
2017-07-26 11:27:43