عدم الاهتمام بوضع ميزانية حقيقية للأسرة في شهر رمضان يؤدي إلى تدهور الحالة الاقتصادية طوال الشهر الكريم، وبالتالي يزيد الإنفاق بسبب المجاملات والعزومات وأصناف الطعام المختلفة التي توضع على مائدة الإفطار، كما يحتاج شهر رمضان دائماً إلى ميزانية خاصة لأن المشتريات فيه تزيد بصورة ملحوظة سواء في الكمية والنوع.

75% نسبة الإنفاق

ربما إن تجربة السيد عدنان مع قدوم شهر رمضان خير دليل على كون نسبة الإنفاق تزيد على 70%، حيث يقول: إن لشهر رمضان المبارك طقوساً خاصة ومصروفات تثقل كاهل الأسرة ما يضطرني إلى الاستدانة من الأصدقاء، في الوقت الذي يستغل التجار زيادة الطلب على أي سلعة فيقومون برفع الأسعار على معظم السلع الضرورية والكمالية للحصول على أكبر قدر من الربح باعتباره يعد موسماً للربح.

تعادل تكلفة الوجبات الثلاث

تقول عائدة وهي ربة منزل: بالرغم من تقلص عدد الوجبات اليومية من ثلاث وجبات إلى وجبتي الإفطار والسحور إلا أنها تعادل الوجبات الثلاث بل وتزيد عليهم كثيراً، نظراً لتعدد الأصناف على المائدة، لذلك وبحسب السيدة عائدة من الأفضل وضع خطة محكمة ومدروسة مسبقاً من أجل رصد ميزانية لهذا الشهر من دون استدانة، مبينة أن كل أسرة من المفروض أن تأكل بقدر (ميزانيتها) فلا إسراف ولا تبذير. فمن وجهة نظرها إن كثرة الإنفاق من دون وجود خطة واضحة المعالم تجعل ميزانية الأسرة تتوه خلال شهر رمضان فربة المنزل في إمكانها أن تعد وجبات يمكن أن يفطر منها الصائمون يومين، وغيرها من الحيل التي تنم عن ذكاء وإدارة صحيحة تجنباً لعجز في الميزانية ومنعاً للاقتراض والاستدانة. د. عابد فضلية (كلية الاقتصاد) جامعة دمشق قال: من الواضح في شهر رمضان أنه يزيد الإنفاق على الاستهلاك الغذائي ويقل على حساب احتياجات أخرى، فإذا لم تكن هناك مخصصات إضافية لهذا الشهر فإن هناك نسبة أكبر من الدخل والإنفاق يتوجه إلى الإنفاق الغذائي، وهناك عامل نفسي وهو أن الشخص الصائم يكافئ نفسه فيستهلك سلعاً أكثر وأغلى ثمناً وأحياناً يشتري سلعاً لم يكن يشتريها خارج رمضان أي هناك 65%من الأشخاص ينفقون ما يدخرون على الاستهلاك الغذائي في شهر رمضان الكريم.

آلية ضبط الإنفاق

هي الموازنة المخصصة أي إذا كانت هناك أسر ميزانيتها كبيرة فإن إنفاقها كبير وعلى العكس الأسر الأقل دخلاً ميزانيتها أقل، ولكن بشكل عام القوة الشرائية للدخل باعتبارها منخفضة في السنوات الأخيرة أي حجم الإنفاق بالتأكيد هو أقل في كل الأحوال مما قبل رمضان بالنسبة للناس محدودي الدخل أو ذوي الدخل الضعيف.

أما المستفيدون من الظروف فلم يتغير عليهم شيء.