على وقع الانتصارات التي يحققها الجيش السوري وتضحياته لإعادة الأمن والاستقرار يطل عيد الشهداء هذا العام وقد امتزجت فيه دماء شهداء اليوم بدماء شهداء الأمس دفاعا عن كل ذرة تراب في سوريا
قوى الاستعمار التي قاومها الشعب السوري طوال تاريخه النضالي هي نفسها قوى الإرهاب العالمي التي يواجهها اليوم ، فالتاريخ يعيد نفسه في سوريا، فالذين تلطخت يداهم بدماء السوريين عبر دعم اللامحدود للإرهاب يكررون جرائم جمال باشا السفاح الذي أعدم في 6 أيار1916 عددا من رجالات سورية ولبنان المحبين للبلد في دمشق وبيروت.
اليوم لا يحارب السوريون العثمانيين أو الاحتلال الفرنسي أو سواهما بل يواجهون حرباً إرهابية أكبر لتبقى مسيرة الدم تروي تراب سوريا ليحيا شعبها بالأمان .
يعد هذا اليوم يوماً وطني إذ يحتفل به كل من الشعبيين في سوريا ولبنان به وقد أصبح ذكرى خالدة للشهداء تكريماً لهم .. بعد ستة سنوات من الحرب على سوريا نجد ألاف العائلات في المقابر يزورون أبنائهم الشهداء علهم يخمدون القليل من الحزن الذي بات في القلب عميقاً ..
تروى والدة الشهداء الثلاثة أم حسين تفاصيل استشهاد أولادها بكلمات قليلة فتقول.. ابني عبد الرحمن استشهد في الغوطة الشرقية وهو يواجه الارهابيين وسليمان متزوج ولديه طفل لم تره عينه حيث استشهد في ريف حلب دفاعا عن أرضنا أما الشهيد علي فقد ارتقى شهيدا في جبل الزاوية بإدلب.
وتتابع الأم المفجوعة: ” لم يتأخر أي أحد منهم عن زملائه، فسليمان قطع إجازته والتحق بمهمته وخلال عشرة أيام اتصل بزوجته وقال لها.. أظن أنني لن أعود إلى المنزل وأعرف أنك قادرة على الاهتمام بأولادنا وبأهلي فكان له ماأراد ونال شرف الشهادة”.
وبينما تتذكر علياء أخت الشهيدين فؤاد وعمر آخر اتصال لها مع فؤاد الذي استشهد في حلب تقول حاول أن يطمئنا ويخفي حقيقة وضعه وبرر غيابه المحتمل بعدم وجود تغطية للاتصالات” وكان يقول لنا دائماً "نحن أبناؤها ويجب علينا أن نضحي في سبيل عزتها وكرامتها وأي تضحية هي قليلة في سبيل طهارة هذا البلد".
في حين يتكلم أبو هيثم بفخر ويقول :دفعت بأولادي الاربعة إلى الالتحاق بصفوف الجيش السوري دفاعا عن الأرض والعرض فاستشهد هيثم في نهاية عام2013 ونضال في العاشر من شباط عام 2015.
ويكمل أبو هيثم، كان هيثم كان معفى من خدمة العلم ولكان يردد دائما “لا أستطيع الاستمرار بعيدا عن رفاقي وهم على الجبهات يواجهون الإرهاب اخي استشهد وسأذهب إلى جواره”.
وتستعيد هبة صافي أخت الشهيدين حسن ويحيى مشاعر اللحظة التي سمعت بها نبأ استشهاد يحيى الذي قضت معه أجمل أيام حياتها قائلة.. “كان يكلمنا باستمرار ويطمئنا عن أحواله وأنه بمكان آمن وصحته جيدة وفي إحدى المرات أخبرناه أن صديقه استشهد ما زاد من اندفاعه وإصراره على تنفيذ المهمات بجدارة وبسالة رغم مرضه”.
وتشير صافي إلى أن استشهاد أخيها حسن جاء بعد اسبوعين من ذكرى اربعين يحيى عندما “تقدم مع رفاقه لصد هجوم للتنظيمات الإرهابية في دوما بريف دمشق فأصيب برصاصة في كتفه وتابع القتال حتى اخر قطرة من دمه؟
يودع أبو مصطفى ومعه آباء كثر أولادهم شهداء في السادس من آيار على أمل أن يكونوا طريق سورية نحو الأمن والاستقرار وقد تختلف التفاصيل ولكن يتشابه العطاء وتنحني الهامات أمام كبرياء أسرهم فتحية لأرواحكم الطاهرة.
سيريا ديلي نيوز- خاص
2017-05-06 16:59:40