هل فوَّت من قبل رحلتك على متن الطائرة بسبب أن الموظفة أوقفتك لأن السعة القصوى للرحلة اكتملت ولم يعد هناك متسَّعٌ لك على الرغم من أنك دفعت ثمن الحجز؟

على الرغم من أن هذه الحوادث قليلة الحدوث، لكن هذا لا يعني أنها لا تحصل! فرحلات عديدة فوَّتها أصحابها بسبب اكتمال سعة الرحلة على الرغم من الحجز المُسبق لها.

وعلى الرغم من التعويضات التي تتكفَّل شركة الطيران بتعويضها لمن يمر بمثل هذه التجربة المُزعجة مثل نفقات حجز الفندق أو تكاليف النقل الأخرى، وقيام الشركة بالحجز لك على متن الرحلة القادمة، لكن هذه الحوادث المتكررة تعني أن شركات الطيران تبيع تذاكر أكثر من السعة الكلية للطائرة للرحلة الواحدة!


هذا الأمر يدفعنا للتساؤل عن سبب قيام خطوط الطيران بهذه الخطوة التي تُعرف بمُصطلح “bumping”! فما هو السبب؟؟
لماذا تبيع شركات الطيران تذاكر أكثر من سعة الطائرة للرحلة ؟

السبب الرئيسي في ذلك هو تحقيق الأرباح! فعلى الرغم من أن شركات الطيران تتعاطف مع عملائها ولا ترغب بخسارتهم، لكن هذا لا يعني أنها تُحاول جاهدة تحقيق الربح بشتى الطرق. حتى لو كان عبر الحجز المُبالغ فيه على متن رحلاتهم!



وتلجأ شركات الطيران إلى الحجز المُبالغ فيه للتذاكر من أجل تجنب الخسارة في حال تغيَّب مسافر لطارئٍ ما. حيث تبيع الخطوط الجوية غالبًا 220 تذكرة طيران للرحلة الواحدة بدلًا من 200 تذكرة لـ200 راكب على متن الطائرة!

وبعد اكتمال عملية الحجز واقتراب موعد إقلاع الرحلة، فإن هناك 20 مسافرًا من ذوي الحظ السيء لن يتمكنوا من اللحاق برحلتهم بسبب إعلامهم أن السعة القصوى للطائرة اكتملت وما من مجال لركوبهم، وأنهم سيلحقون بالرحلة القادمة!


فمن أجل الحفاظ على الأرباح وتجنب إقلاع الرحلة بمقاعد فارغة، تلجأ الشركات إلى هذه الاستراتيجية المربحة. فعلى افتراض أنه من أصل 200 مقعد لم يحضر سوى 185 راكب للرحلة، هذا يعني أن 15 مقعد سيبقى فارغًا وستتكبد الشركة خسارة كبيرة بسبب ذلك!

وعلى الرغم من محاولة الشركة بيع تذاكر بشكل سريع قبل إقلاع الرحلة، لكن هذه المحاولة نادرة النجاح، لذلك تستعين الشركة بالخيار الثاني وهو المبالغة في الحجز.

حيث تبيع الشركة 200 تذكرة، وبدلًا من 15 مقعد فارغ في الرحلة، يكون على الشركة التعامل مع 5 مسافرين لن يصعدوا إلى الطائرة بسبب اكتمال المقاعد. ويتم تعويض خسارتهم من سعر التذاكر إلى حجوزات الفنادق وتكاليف أخرى. ويبقى ذلك أكثر توفيرًا من الإقلاع بـ 15 مقعد فارغ!


ولعل شركات الطيران جاءت بهذه الحيلة من حقيقة أن 200 ألف شخص لا يلتزمون بمواعيد رحلات الطائرات سنويًا، في حين أن 50 ألف شخص فقط لا يتمكنون من الصعود للطائرة بسبب سياسة الحجز المبالغ فيه سنويًا. ولك أن تقارن بين كلا الرقمين لإدراك الفرق الكبير بالربح والخسارة!
كيف تقرر شركات الطيران عدد التذاكر الإضافية للرحلة ؟

عادةً ما يستعين موظفو شركات الطيران بإحصاءات الرحلات السابقة للتنبؤ بعدد التذاكر الإضافية التي سيتم طرحها للبيع والحجز.

حيث يتم احتساب هامش الربح من عملية حجز تذاكر إضافية بعددٍ معين وعلى أساس ذلك يتم اختيار عدد المقاعد التي سيتم حجزها.


وإن صادفك ذات مرة تفويت رحلتك بسبب أن المقاعد لم تعد متاحة، فأفضل تصرف هو تفقد الرحلة القادمة وهل المقاعد متاحة فعلًا أم لا. وإن كانت الشركة على استعداد لتعويضك عن خسارتك، فحاول الحصول على أكبر قدر ممكن من التعويضات مثل تذاكر مستقبلية مجانية وحجوزات فنادق ومطاعم. فبعض الشركات تقدم ذلك وأكثر لتعويض الراكب بوسائل تفاوضية مختلفة.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات