«عم دردش مع رفيقي ونحكي عن أزماتنا اللي ما كانت تخلص، وعن معاناتنا اللي صارت مشرشة بالتفاصيل اليومية لحياتنا، وكيف ما حدا سائل فينا.

هو بيحكي عن المازوت وأنا بحكي عن المي والكهربا، هو بيحكي عن المواصلات وأنا بحكي عن الأدوية، هو بيحكي عن المعاشات وأنا بحكي عن الفقر والجوع، هو بيحكي عن الإجارات وأنا بحكي عن الحرامية والسوق السودا، وهيك كل حديثنا كان عبارة عن هموم بهموم، ورغم هيك عم نضحك ع همومنا ومنسلي حالنا أحسن ما نطق ونموت قهر».

«حكي كبير»!!

بقلب الحديث فاجأني صديقي، وقال ع سبيل المألسة: أنو الحكومة «الحمد لله» وافقت ع مشروع البرنامج الوطني لسورية ما بعد الحرب، وضحك من قلبو!!.

بالبداية ما فهمت عليه شو عم يحكي، رغم هيك لقيتها فرصة لأضحك معو، بعدين استفسرت منو شو القصة.. أنو شو اللي عم يحكي عنو؟.

قام قلي: والله علمي علمك، هي الشغلات، وهاد الحكي الكبير ما حدا بيعرف فيه أو بيحكيه إلا الحكومة!.

كلمة من هون وكلمة من هون، فتحت النت ع موقع رئاسة مجلس الوزرا لشوف شو القصة!.

فعلاً لقيت أنو الحكومة عاملة جلسة بتاريخ 7/2/2017 والعنوان الرئيسي كان: «مجلس الوزراء يوافق على مشروع «البرنامج الوطني لسورية ما بعد الحرب» ويقر تنظيم معرض دمشق الدولي الصيف القادم»!.

يا عيني ع الحكومة!

«وقت قرأت العنوان بعيني، انفلجت، وضحكت من كل قلبي أنا التاني..

وقلت بيني وبين حالي: معقول هالحكي! يعني الحكومة حلت كل مشاكل الحرب والأزمة وخلصت منها!.

التفتت ع رفيقي قلتلو: يعني كل هالحكي اللي التعى قلبنا فيه أنا وياك (عن المي والكهربا والمواصلات والأدوية والسوق السودا وغيرو)، طلع بلا طعمة وما لو أساس ع هوا حكي الحكومة!.

رد عليي رفيقي: يعني كل هالنكد والمأساة اللي عايشينها الناس طلعت مالها طعمة كمان، والحكومة متجاوزتها وحاللتها، بس نحنا اللي مو حاسين يمكن، وانتقلت لتحل المشاكل تبع بعد الحرب، لك مو بس هيك أقرت برنامجها كمان، يا عيني ع هالحكومة، ههههههه، وكمل حديثو: والأنكى من هيك آل قررت تساوي معرض دمشف الدولي بالصيف! ههههههههه».

تركني صديقي مع الصدمة، وراح وهو عم يضحك.

حبكة مسبوكة

«رغم هيك، ومن كل عقلي، قلت لحالي لكمل قراءة، لشوف مين الغلطان فينا، نحنا ولا الحكومة، بركي في شي نحنا ما منعرفو وحكومتنا شايفتو أحسن منا!.

قمت تفاجأت بعبارة محبوكة بالخبر تبع الجلسة العصماء، آل شو: «أقر مجلس الوزراء مشروع «البرنامج الوطني لسورية ما بعد الحرب» والبرنامج الزمني لذلك الذي يهدف إلى وضع آليات وخطط لرسم ملامح للمشهد السوري في المرحلة المقبلة من النواحي الاقتصادية والاجتماعية لتعزيز مقومات الصمود والعيش».

لهون ما عدت قدرت كمل!، لك منين بيجيبو هالحكي الحلو المسبوك هاد ما عم أعرف!.

واللي ضيعني أنو عم يحكو عن تعزيز مقومات الصمود من كل عقلهم..!!».

«خُرج الحكومة الكبير»!

وصرت عم قول لحالي: لك عمي ليش خليتو فيها مقومات! حتى يبقى شي ليتعزز بعدين، البيضة والتقشيرة بلعتوها أنتو واللي حواليكم اللي صارو ياكلو لوز ع حساب مأسينا..العمى ع الضحك ع اللحى..!!.

فجأةً بتدخل عليي زوجتي وبتقلي ليش عم تعيط وتحكي مع حالك! مين هدول اللي بلعو البيضة والتقشيرة، وشو جاب الصمود لـ اللوز؟! ح تلم الجيران علينا، وأنت عم تحكي بصوت عالي لوحدك.. شو مو منتبه ع حالك.. الله لا يبلينا.. ناقصنا هموم ونكد نحنا!.

انتبهت ع حالي وقلتلها: «حطيها بخرج حكومة العسل.. بيسع كتير»!!.. وصرت أضحك أنا وياها». 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات