الأخبار المتداولة عن تدمر والتدمريين تقول: إن المدينة شبه خالية، وكأنها مدينة أشباح، حيث لا حركة ولا حياة تدب بأوصالها.
فبعد أن أحكم التنظيم الإرهابي «داعش» سيطرته عليها مرةً أخرى، قام بتفتيش البيوت والمنازل، وأوقف المتبقين داخل المدينة جميعهم، في مقرات اعتقاله.
اعتقال و«استتابة»!
الغالبية من المتبقين، كانوا من النساء وكبار السن، ممن لم يستطيعوا المغادرة نظراً لسنهم أو لمرضهم وعجزهم، وقد عمل التنظيم الإرهابي على إخضاع هؤلاء النساء، وكبار السن لـ «دورات شرعية» باسم ما يسمى «الاستتابة» في مقراته الكائنة في مدينة تدمر، أو في المناطق الأخرى، التابعة لسيطرته، بما في ذلك مدينة الرقة، حيث تم الإفراجُ عن البعض من هؤلاء لاحقاً، ولا معلومات عن الآخرين تم تداولها أكثر من ذلك.
أما البقية المتبقية، ممن هم بسن أصغر فقد تم اعتقالهم، كما تم تصفية البعض منهم، بالوسائل والأساليب الإجراميّة والبشعة التي عرف بها هذا التنظيم، بحجج وذرائع «شرعية» مختلفة، عبر حفلات قتلٍ جماعي، أقام بعضها على مسرح المدينة الأثري، وأطلق سراح البعض، بعد دورات «الاستتابة»، فيما ما زالت البقية قيد الاعتقال.
انعدام الخدمات!
المدينة لا تتوفّر فيها خدمات المياه والكهرباء والاتصالات وغيرها، كما يمنع التنظيم من استخدام أجهزة الاتصال الخليوي، وحتى من حمله، على الرغم من أن التنظيم الإرهابي فسح المجال أمام البعض من دخول المدينة، ممن أتوا من مناطق سيطرته، مع الكثير من التشدد على الحواجز التي أقامها على مداخل المدينة، بحثاً عمن يصفهم بـ«المرتدين» و«أعوان النظام».
إجرام متعدد الأشكال
التنظيم الإرهابيّ، لم تقف ممارساته الإرهابية على مستوى الأهالي، اعتقالاً وقتلاً وتشريداً، بل زادها عبر تفجير شركة حيّان للغاز، بالإضافة إلى تدميره العديد من الأوابد الأثرية والتاريخية في المدينة، في حملة اقتصاص وإجرام بأوجه عديدة، يراد منها السعي لإعادة الروح إليه، بعد هزائمه المتتالية، سواء بالداخل السوري، أو في العراق، طبعاً مع شكل البهرجة الإعلامية المصاحبة لذلك، والتي لا تخلو من الاستعراض بالوسائل الإجرامية، التي يتفنن بها في كل مرة.
بانتظار دحر التنظيم النهائي
المتبقون في المدينة من الأهالي يعانون من نقص الإمداد بالمواد الغذائية كما بنقص الخدمات، بالإضافة لانعكاسات الواقع العسكري الميداني.
وهُمْ بانتظار دَحْرِ هذا التنظيم، بشكل نهائيّ وكلّي، كي يعودوا لحياتهم، وكي يتمكن بقية الأهالي من العودة لمدينتهم.
سيريا ديلي نيوز
2017-02-08 19:06:50