معاناة في الخدمات والكهرباء والمازوت والطاقة هي من مفرزات الحرب ولكن هناك خططا واستراتيجيات واضحة موضوعة من الحكومة حسب ما أكده رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس، مضيفاً أن الحكومة ” مستمرة في تأدية واجبها وأكثر وبآلية استثنائية ” انطلاقا من بيانها الحكومي وخططها ومتابعة تنفيذها ومواكبتها المتغيرات التي توازت مع هذه الخطط التي وضعتها منذ أيامها الأولى مبينا أن ” الحكومة تواصل أيضا تنفيذ المشاريع النوعية التي من شأنها تعزيز التنمية والاقتصاد ومواكبة تذليل التحديات التي تفرضها الحرب على سورية بشكل دائم “.
وفيما يخص تساؤلات بعض أعضاء مجلس الشعب خلال انقعاد الدورة الأولى للمجلس خلال 2017، أوضح المهندس خميس أن هناك ” ومن يرد من أعضاء المجلس الاطلاع على آلية العمل الحكومي يمكنه زيارة أي وزارة والاطلاع على آلية عملها، مشيرا إلى أن أربعة وزراء سيعرضون خلال الأسبوع الجاري أداء عمل وزاراتهم أمام مجلس الشعب وقال ” أطلب من كل وزير شرح خطة وزارته ومتغيراتها أمام المجلس وعلى سبيل المثال فإننا وضعنا خطة بشأن وزارة النفط منذ الأيام الأولى لعمل الحكومة وآلية مواكبة التحديات والمتغيرات التي قد تحصل واطلب حاليا من وزير النفط عرض خطته أمام المجلس والمتغيرات عليها “.
ولفت المهندس خميس إلى أن المواطن السوري عانى ويعاني البرد ونقص الكهرباء والغلاء الكبير وتحديات الحرب متسائلا ” هل السبب وراء واقع التحديات الذي وصلنا إليه اليوم هو الحكومة والدولة… ولماذا لا تكون هناك مسؤولية مشتركة وخاصة أن البعض من أعضاء المجلس تساءل أين خطط الحكومة بينما تحدث بعضهم عن آلية الحل “.
وبين المهندس خميس أن الحل الأول لتذليل كل التحديات هو القضاء على الإرهاب ومواكبة كل أبناء الوطن صفا واحدا لانتصارات الجيش العربي السوري موضحا أن السبب الذي أدى إلى الواقع الصعب في سورية هو الحرب التي تشن عليها ويكفيها فخرا أنها انتصرت في هذه الحرب وستواصل تحقيق الانتصارات.
وفيما يتعلق بما وصفه بعض أعضاء المجلس بالتراجع في عمل الحكومة بالنسبة للمياه والكهرباء والطاقة أكد رئيس مجلس الوزراء أن هناك تصاعدا في آلية العمل الحكومي وليس تراجعا مضيفا ” عندما تغيب المصادر الأساسية للمياه والطاقة عن مدينتي حلب ودمشق ويتم الاعتداء على أهم مصادر الطاقة في المنطقة الوسطى شرقي حمص وتستمر الدولة السورية بفضل الجيش العربي السوري بتقديم الخدمات فهذا لا يعد تراجعا في عمل الحكومة “.
ولفت المهندس خميس إلى أنه عندما قام الإرهابيون بقطع المياه عن دمشق وانقطعت المياه عنها من ثلاثة مصادر رئيسية تمكنت الحكومة بكل مؤسساتها وبمساندة من الجيش العربي السوري من تنفيذ خطة بديلة لتأمين “40”بالمئة من متطلبات المياه لسكان مدينة دمشق.
وبين المهندس خميس أن الأضرار المادية الناجمة عن الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مؤخرا أهم قطاع للطاقة في المنطقة الوسطى والذي يغذي محطات التوليد الكهربائية تقدر بألف مليار ليرة سورية وتم فقدان “65”بالمئة من كمية الغاز السوري المنتج في حقول المنطقة الوسطى خلال أيام ومع ذلك تمكنت الحكومة من اتخاذ اجراءات وتدابير سريعة تواكب هذا التحدي واستطاعت ذلك.
ولفت المهندس خميس إلى أن الحكومة وضعت خطة مدتها ثمانية أشهر لمعالجة تحدي الطاقة وتمكنت على الرغم من توقف إمدادات المشتقات النفطية من الدول الصديقة والاعتداء الإرهابي على حقول المنطقة الوسطى من مواصلة تقديم المشتقات رغم تأثر تقديم الخدمات بشكل جزئي مبينا أنه لن يكون هناك أزمة في مادة الغاز خلال الأشهر الستة القادمة حيث تم إيجاد الحل.
وحول قطاع الكهرباء بين المهندس خميس أن الآلية الوحيدة لتأمين الكهرباء هي استيراد الفيول ولكن هناك حصارا ظالما مفروضا على سورية حيث تقوم الحكومة بدفع “20” بالمئة زيادة على سعر المشتقات النفطية بسبب الحصار والعقوبات مشيرا الى أن الحكومة السورية ” لم ولن تستدين من أي دولة مبالغ مالية بل ستعتمد على الموارد المحلية والاحتياطية وعلى قوة الدولة “.
وأوضح المهندس خميس أن ” استيراد المشتقات النفطية لا يتم خلال يوم أو يومين وذلك يحتاج إلى مبالغ ضخمة ولا يمكن أن يتم تخصيص ذلك ضمن الأولويات في ظل ظروف الحرب حيث يسمح ذلك بتخزين المشتقات النفطية لأن ذلك يحتاج إلى مليارات الدولارات ” مشيرا إلى أن هناك أولويات ولكن يتم حاليا إدارة الإمكانيات الموجودة ضمن تراتبية معينة حتى تستمر الحكومة بمواصلة تقديم هذه الخدمات للمواطنين.
ولفت المهندس خميس إلى أنه ستكون هناك آلية معينة بفضل الجيش العربي السوري لحماية مياه نبع عين الفيجة أما في حلب فهناك خطة من وزارة الموارد المائية بالاعتماد على الموارد المائية المحلية سيجري تنفيذها لتعزيز تحسين واقع المياه بشكل نسبي.
وفيما يتعلق بمعالجة واقع النفط قال المهندس خميس إن ” الحكومة أبرمت منذ نحو 15 يوما عقودا بما قارب ال”200″ مليار ليرة سورية لتأمين النفط لتعزيز استمرار التزويد بالمازوت والبنزين بشكل كامل والفيول الذي نقص في محطات توليد الكهرباء ” مبينا أن تنفيذ هذه العقود سيخضع لظروف الاجراءات القسرية الاحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري وهو ما يمثل تحديا كبيرا للحكومة.
واعلن رئيس مجلس الوزراء أنه اليوم ” شهد وصول أول ناقلة نفط إلى الموانئ السورية بهدف تعزيز متطلبات النفط بشكل نسبي وإلى جانب الانتصارات التي تحققها القوات المسلحة في شرق حمص وعند عودة حقول الغاز إلى واقع عملها فإن من شأن ذلك تعزيز واقع الكهرباء “.
وحول مكافحة الفساد لفت المهندس خميس إلى أن “هناك ثغرات ولكن الشرفاء في سورية كثر وهذا لا يعفى الحكومة من مسؤوليتها في محاربة كل الفاسدين” داعيا أعضاء المجلس إلى تزويد الحكومة بالملفات حول موضوع الفساد وعندها فان العمل الحكومى فيما يتعلق بمحاربة الفساد سيحقق قفزة نوعية كبيرة.
وأكد المهندس خميس عزم الحكومة على مواصلة عملها على تذليل الصعوبات فيما يتعلق بتقديم الخدمات للمواطنين مضيفا ان وزارة الكهرباء انتهت من انشاء محطة لتوليد الطاقة الكهربائية بطاقة 750 ميغا واط ولكنها متوقفة نظرا للحاجة إلى وقود.
وأشار المهندس خميس إلى أن جميع القضايا التي طرحها أعضاء المجلس ستتم متابعتها مع الوزراء كل حسب القضية المطروحة وإلى أن خطة الحكومة تقتضي تأمين متطلبات صمود المواطنين وتوفير السلع والخدمات الأساسية لهم وتعمل على تخفيض الأسعار ولكن ذلك يتطلب منع الاحتكار وزيادة الانتاج في حين أن أي مادة متاحة للجميع من أجل استيرادها.
وقال المهندس خميس إنه”بتوجيه من السيد الرئيس بشار الأسد للاهتمام بذوي الشهداء قامت اللجنة الحكومية المختصة برئاسة وزير التعليم العالي بتطوير آلية تأمين الخدمات ورعاية مصالح ذوي الشهداء وتم إنجاز خطة سريعة بهذا الشأن أعلنت قبل أسبوعين وأقرت توظيف زوجة الشهيد ومنح كامل الراتب لوالد ووالدة الشهيد الأعزب”.
وأوضح المهندس خميس أن خطة الحكومة فيما يتعلق بمعالجة ملف القروض المتعثرة لن تتعرض لمصالح ذوي الشهداء ولن يطولهم أي معاناة أو تبعات جراء معالجة هذا الملف وستكون لهم الية معينة كما سنتابع تحصيل القروض من كبار المتعثرين.
وبالنسبة للزراعة شدد المهندس خميس على أن آلية العمل الحالية تقتضي الاستفادة من كل المساحات الزراعية وهو ما من شأنه تعزيز عملية الإنتاج ووزارة الزراعة ماضية في خطتها بهذا الشأن مضيفا” أما ما يتعلق بقطاع النقل فسيتم وضع طائرة في الخدمة خلال الايام القليلة القادمة بعد إن تمت صيانتها بالكامل لرفد الأسطول الجوي”.
ولفت المهندس خميس إلى أن الحكومة سمحت للصناعيين باستيراد الغاز والمازوت والفيول كما وضعت برنامج عمل متكامل بشأن مدينة حلب وهي مستمرة بتنفيذ خطتها وما هو مطلوب منها في مختلف القطاعات بالمدينة.
وقال المهندس خميس إن “موضوع البدل الداخلي للخدمة العسكرية غير مطروح للدراسة في الحكومة”مبينا في سياق آخر أن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل شكلت لجنة للوقوف على واقع عمل الجمعيات الخيرية بهدف تطويرها إلى الأفضل.
وبشأن رفع التأمين الإلزامي السنوي للسيارات بين رئيس الوزراء “أنه أهم ملف تم إنجازه في الحكومة هو ملف شركات التأمين حيث ان قطاع التأمين يساعد بشكل كبير في العملية التنموية وهو داعم للاقتصاد” موضحا أن “التأمين الإلزامي للسيارات ضروري وهو حاليا يقدر بمبلغ أربعة آلاف ليرة سورية وهو رقم محدود جدا ولن يكون 32 ألف ليرة سورية ولن يبقى على المبلغ الحالي ونحن بهدف زيادته لأن الواردات تعزز من ممارسة قطاع التأمين عمله بالشكل الصحيح”.
وأكد المهندس خميس أن الحكومة لا تسمح بالانتقائية في تنفيذ المشاريع بمحافظة طرطوس وتعمل على معالجة أي حالة من حالات الفساد الإداري كما أنها لن تسمح لضعاف النفوس باستغلال الأوضاع وحاجة المواطنين عبر المتاجرة بمادة المازوت وهي تواصل العمل على الحد من آثار موجة الصقيع حيث تعمل الجهات المعنية على تقييم الأضرار لمعالجتها.
وفيما يتعلق باستكمال تثبيت العاملين في الدولة بين المهندس خميس أن المؤسسات المعنية بتثبيت ذوي الشهداء وعقود تشغيل الشباب بدأت بخطتها التنفيذية بهذا الشأن مضيفا “سنستمر في استكمال تثبيت باقي العقود السنوية بعد توافر الموارد المادية بشكل كامل”.
ولفت المهندس خميس إلى جهود الدبلوماسية السورية التى تتابع وتواكب كل المتغيرات السياسية بمسؤولية عالية على التوازي مع إنجازات وانتصارات القوات المسلحة وذلك انطلاقا من القوة والثقة الكبيرة التي تتمتع بها الدبلوماسية السورية وايمانا بالثوابت في الدفاع عن سورية مثمنا الدور الذي يلعبه أصدقاء سورية لجهودهم الكبيرة التي يبذلونها في دعم الشعب السوري.
وتوجه المهندس خميس بالتحية للجيش العربي السوري الذي يحقق الانتصارات في كل بقاع سورية ولأرواح شهداء الوطن عسكريين ومدنيين متمنيا الشفاء العاجل للجرحى وكل التقدير لابناء الوطن الصامدين الذى يمثلون الحلقة الأهم في صناعة الانتصارات والرديف الحقيقى للجيش العربى السوري
سيريا ديلي نيوز
2017-02-06 19:46:16