أكبر خطأ يقع فيه أغلب الشباب، أنهم يظنون إذا استطاعوا الحصول على رأس مال كبير سيتمكنون من إخراج أفكارهم إلى الواقع والدخول في استثمارات كبيرة ستحقق أرباحا كبيرة. دليلنا على ذلك العدد الكبير من شركات ومشاريع لرواد أعمال شباب حصلوا فيها على تمويلات كبيرة، لكن الفشل كان حليفهم في النهاية.

إن انتظار مستثمر الاحلام (راس المال)، لتستطيع تمويل مشاريعك ليس هو ما يجب ان تسعى اليه وأنت في بداياتك، أمامك أمور كثيرة يجب ان تقوم بها، حتى تصبح في جاهزية تامة لتدخل عالم المال و الأعمال بقوة.

إذا كنت تريد أن تصبح رائد اعمال ومستثمر ناجح، عليك في البداية ان تحسن استثمار 5 أشياء تمتلكها الآن :
1- استثمر في نفسك

“استثمر على الاقل 3% من دخلك فى تطوير نفسك من أجل أن تضمن لنفسك مستقبل” براين تريسى. أفضل استثمار هو ما تنفقه لتطوير ذاتك. هذا الاستثمار الوحيد الذي لن يتمكن أحد من انتزاعه منك. تؤكد دراسات حديثة أن ما تستثمره في ذاتك لا بد أن يغير شيئا من سلوكك.

لا يجب أن تكون خبيرًا في كل شئ ولكن يجب أن تعرف جيدًا ما هي حدود دائرة معرفتك وما هو خارجها وما يقع في دائرة اهتماماتك ويجب أن تتعلمه. يجب أن تعلم جيدًا ما هي نقاط قوتك وما هي نقاط ضعفك وهما من أهم الأشياء التي يجب أن تعرفها “الآن”. عاتب نفسك باستمرار: كيف يمر أسبوع كامل ولم أتعلم شيئا جديدا يطور تفكيري ومهاراتي؟
2- استثمر في وقتك

“لقد لاحظت أن معظم الأشخاص يحرزون تقدما أثناء تضييع الآخرين لوقتهم” هنري فورد / مؤسس شركة فورد لصناعة السيارات.

اسال نفسك كيف تقضي وقتك في عملك، قم بحساب مدة كل عمل صغيرا كان ام كبيرا، وحاول أن تتقفَّى أثر الدقائق والساعات التي كانت تضيع فيما لا يفيد، وستُذهَل من مقدارها، هذه هي الخطوة الأولى للاستغلال الأمثل لوقتك.

استغلال وقتك بفعالية هو الذي يحدث الفارق بين مجرد الإنشغال وإدارة العمل الناجح، استغرق بعض الوقت في التركيز على تطوير عملك ككل، وليس مجرد إدارته يوما بعد يوم.
3- استثمر في مواردك

تعلمنا تجارب الحياة أن أغلب الناجحين هم أولئك الذين انطلقوا من الصفر، فقرا وعاهات ومراتب اجتماعية، فارتقوا أعلى الدرجات بسبب رفع التحدي والانطلاق من الموارد المتاحة، في حين أن بعضا ممن ربحوا في اليانصيب أو ورثوا أموالا لم يشعروا بقيمة ما حصلوا عليه فجأة فأنفقوا العمر في تبديده وعاشوا آخر أيامهم في البؤس.

هناك تجارب ناجحة في مطلع القرن والواحد والعشرين، تبين أن أغلب المتألقين لم يرثوا نجاحهم عن ذويهم، وإنما استثمرا في أحلامهم وشغفهم وإمكاناتهم وطوَّروها. فضلا عن أن صناعة الثروة لم تعد تتطلب عقودا أو سنوات طويلة كما كان في السابق، فقد ساهم قطاع التكنولوجيا، وثورة مواقع التواصل الاجتماعي في صنع عدد من المليارديرات الشباب.

ستحكم على نفسك بالموت البطيء إذا جلست تكتب قائمة بما كنت ترغب أن تولد به ولم تنله، بدل السعي وشق طريق النجاح واستثمار ما تملك من الموارد والإمكانيات، وارتقاء سلم النجاح بثبات.
4- استثمر في طاقاتك

الخمول والعجز والكسل حالة تصيب ضعاف الهمة والطموح، وهي تؤثر على حالتهم النفسية وتخفض مستوى طاقتهم وإنتاجيتهم، لذا فأول شيء أنت مطالب به لتكون شخصا ناجحا هي أن ترفع مستوى طاقتك الإيجابية وتطرد كل المثبطات.

أنت تمتلك من الطاقة الكامنة ما يكفيك لتصنع مجدك، فقط عليك أن تتعلم كيف تشغلها ثم تستغلها. ولا شك في أن استثمار طاقتك ستعود عليك بالنفع العظيم، فهؤلاء الذين تراهم بوافر النشاط والتميّز والنجاح في محيطك، ماهم إلا أناس مثلك، لكنهم عرفوا قيمة طاقاتهم الكامنة وآمنوا بأحلامهم واستثمروها فاستفادوا منها وأفادوا غيرهم.
5- استثمر في علاقاتك

إذا كنت تستقي النصائح من الفاشلين فستصبح واحدا منهم أيضا، أنت نتيجة للبيئة التي تحيط بك. كم مرة حدثتك نفسك ألا ترافق ذوي الأهداف الكبيرة والهمم العالية، بل تجرُّك إلى الجلوس مع من يوفرون لك أكبر قدر من المرح والمتعة اللحظية ؟

أسأل نفسك، هل علاقاتك الاجتماعية الحالية تعلو بك أم تهبط بك. أن تحيط نفسك بالناجحين والعظماء سيمكنك من أن تصبح واحدا منهم عاجلا أم آجلا، أن تكون في بيئة النجاح لهو نصف الطريق نحو الحياة التي ترغب فيها فعلا.

ابحث عن أشخاص حققوا أهدافا كبيرة تتمنى أن تنجح مثلهم، وكوّن علاقات معهم، لا تبدأ من الصفر وتعيد اختراع العجلة بينما تستطيع أن تستفيد وتستثمر في خبرات وتجارب من سبقوك.

إذن.. هذه خمسة أشياء تمتلكها فعلا، بادر باستثمارها واستغلالها، بدل الإصرار على لوم الظروف وتتحول من صناعة النجاح إلى صناعة الفشل، وتذكر مقولة الإعلامي والكاتب الأمريكي إيرل ويلسون “النجاح ليس سوى ضرب من ضروب الحظ، كلُّ الفاشلين يؤكدون ذلك”.

عليك أن تؤمن بأن كل عمل عظيم مهما بلغ من العظمة كان ذات يوم صغيرا أكثر مما تتخيل. لذا ابدأ الاستثمار في احلامك، واجعلها دافعا لك لاحداث التغير في حياتك، وتقدم كل يوم خطوة في اتجاهها، أنت تملك كل ما تحتاجه من المواد الخام للنجاح. ابدأ الآن، فإن التسويف هو سارق الوقت و الحياة و النجاح، فاصدق العزيمة كي تقهره.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات