لم يكن الأمر للبعض إلّا مجرد إشاعة تناولتها ألسن الناس وكتبتها أناملهم على مواقع التواصل الاجتماعي.. لم يصدق الكثيرون بدايةً أن مسلسلاً تلفزيونياً سورياً حصل على الترشيح لنيل أرقى جائزة تُقدّم لعمل درامي.. جائزة الإيمي أوورد العالمية Emmy Award، لكن مسلسل بانتظار الياسمين فعلها بحق وأصبح العمل السوري الأول الذي ينال هذا الترشيح والثاني عربياً حتى أنه حصد الميدالية الذهبية وشهادة الإيمي أوورد من اللجنة المنظمةوالتي تعتبر كجائزة الأوسكار بالنسبة للأعمال التلفزيونية.

أما مسلسل بانتظار الياسمين (2015) فهو عمل سوري مئة بالمئة يروي حكايات لشخصيات نراها كل يوم في واقعنا لكنه دخل وتعمق في تفاصيلها.. أناس نزحوا من بيوتهم وهُجّروا منها عنوةً ولجؤوالحديقة عامة في العاصمة دمشق تحولت إلى حارتهم الجديدة..يعيشون آلامهم وطموحاتهم في ظروف حياتية قاسية إضافةً لبعض الخطوط الدرامية الأخرى لأناسٍ يشاركون هؤلاء المهجرين بؤسهم بطريقة أو بأخرى وشخصيات أخرى تعيش في هذا المجتمع تختلف مشاكلها وهمومها عن مشاكل هؤلاء.. بشكل عام بانتظار الياسمين مسلسل يحكي عن الحرب في سورية وآثارها على أغلب طبقات المجتمع بطريقة إنسانية مؤثرة بعيدة عن السطحية التي شهدناها في أغلب مسلسلات الأزمة.

العمل من تأليف الكاتب أسامة كوكش و إخراج سمير حسين الذي شهدنا له أعمالاً مميزة سابقاً كان أشدها أثراً على نفوسنا وذاكرتنا ( وراء الشمس ).. سمير حسين ابن الـ 47 عاماً الذي درس التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق وتخرج عام 1991 والذي أصرّ لاحقاً على السفر لبريطانيا ليدرس فنون الإخراج والسينما في لندن إيماناً منه أنه لن يكون مؤدياً لإحدى شخصيات العمل وحسب بل يريد أن يكون صانعاً لها ولكل تفاصيل العمل الذي سيوصله للعالمية فكان حسين والدراما السورية ينتظران سوياً عملاً يعيد رونق الياسمين الدمشقي وعطره للفن السوري وكان لهما ذلك في "بانتظار الياسمين".

العمل من تمثيل عدد كبير من نجوم الدراما السورية ومنهم:سلاف فواخرجي، غسان مسعود، صباح الجزائري، أيمن رضا، شكران مرتجى، سامر إسماعيل، محمد حداقي، أحمد الأحمد، وغيرهم الكثير ..وأما الموسيقى التصويرية فكانت للموسيقي وقائد أوركسترا ماري الأستاذ رعد خلف والشارة من كلمات وألحان إيهاب مرادني وأداها النجم حازم شريف.

كادر كبير كان وراء هذا الإنجاز المهم الذي دفع شركةABC  للإنتاج والتوزيع الفني _ وبرعاية وزارة الإعلام في الجمهورية العربية السورية وشركة سيريتل _لإقامة حفل تكريم لأسرة العمل كشكر لهم على ما بذلوه من جهد وتعب وعلى ما قدموه من حب وإخلاص للعمل.

أُقيم الحفل مساء الثلاثاءفي صالة المتنبي_فندق الداما روز بحضور وزير الإعلام والمحلل السياسي ورئيس شبكة البوصلة الإعلامية على قناة الإخبارية السورية ..خالد المطرود، إضافة للعديد من الجهات الإعلامية كـ إذاعة نينار FM– ميلودي FM- سورية الغد – المدينة FM–شام FM– وكالة سانا للأنباء – الإخبارية السورية – سورية دراما – حتى أن قناة الـ  MBC كان لها حضورها عبر برنامج ET بالعربي، كما حضر فعالية التكريم العديد من الفنانين السوريين منهم: (سلاف فواخرجي – وائل رمضان – وفاء موصللي – علي القاسم – أيمن رضا- فائق عرقسوسي – نظلي الرواس – سوزان سكاف – علي سكر – محمود نصر – عبير شمس الدين – خالد القيش والكثير .... ) وكان لنا بعض اللقاءات منها ...

السيد ابراهيم برهوم مدير وحدة الشركات وكبار العملاء في سيريتل شرح لنا عن اهتمام الشركة بهذا الحفل وغيره من الإنجازات الفنية:"اعتادت سيريتل الوقوف لجانب أبناء سورية من فنانين ومخرجين الذين يساهمون في إعلاء اسم الوطن في المحافل العالمية وذلك من خلال النجاحات التي يحققونها وهذا ما رأيناه في مسلسل بانتظار الياسمين الحائز على الميدالية الذهبية وشهادة من Emmy Awardوهو ثاني عمل عربي يترشح للجائزة رغم كل ظروف العمل التي مرَّت، اليوم بكل فخر نكرم الفنانين السوريين بهذا النجاح الكبير متمنين لهم المزيد من النجاحات الكبرى ليبقى الاسم السوري مقترناً بالمعجزات والنجاحات كما اقترن بانتصارات أبطال جيشنا".

الفنان السوري محمد قنوع كممثل في العمل وأحد طاقم الإنتاج في شركة ABC للإنتاج والتوزيع الفني صرح قائلاً:

"بالبداية الشكر الكبير للجيش العربي السوري الذي لولا تضحياته لما كنا هنا ولما حصلنا على هذه الجائزة التي تثبت للجميع أننا _ كسوريين أولاً وكفنانين ثانياً_ موجودون وبقوة ولا زلنا نبدع ونعمل بكل شغف علماً أن نية الوصول للجائزة كانت هدفاً لنا من قبل بدء عملية التصوير ووصولنا إلى هنا لم يكن وليد الصدفة حتى أن بعض المشاهد تم تصويرها خصيصاً لتكون من المشاهد المرسلة للجنة المهرجان وطبعاً الشكر للسيد عدنان حمزة منتج العمل الذي يتميز بكونه منتج فنان طموح لا تاجر وهذا نادراً ما نجده في المنتجين السوريين والعرب".

وأما الفنان محمد خير الجراح فكان له التصريح التالي:" الترشح للإيمي أوورد والحصول على الميدالية الذهبية لهو أمر مهم جداً بالنسبة للدراما السورية بشكل عام.. لكن لن يكون لها الأثر الكبير على مستقبل انتشار الدراما السورية كما كان سابقاً إلا إذا تحلت الشركات المنتجة السورية بالشجاعة لإنتاج أعمال تفرض نفسها في كل المحافل وأن يقوم المسؤولون المعنيون بإيجاد أي منفذ أو صيغة ترويجية تسويقية للعمل السوري وطبعاً الشكر الكبير لسيريتل لما تقدمه من دعم معنوي كبير و رعاية لأي نجاح ولأي عمل في كل المجالات الفنية والثقافية والإنسانية".

وقد اتفق كل الحضور على نقطة واحدة وهي أن الجائزة لكل مواطن وفنان سوري وأن الجائزة الأهم هي رضا الجمهور.

بانتظار الياسمين عملٌ أعاد الأمل للفن السوري ليتخطى كل الحواجز والصعوبات والسلبيات التي فُرضت عليه وخُلقت في بعض أعماله في السنوات الأخيرة.. عملٌ أعاد الأمل للسوريين ككل بأنّ الإنسان السوري سيبقى رغم أي شيء إنساناً مبدعاً يُلامس نجوم السماء.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات