لحى شعثة يملؤوها القمل ،وشعر طويل كشعر النساء يزوره كل شيء ،إلا روح النظافة فقد أعلنت مقاطعته، وفكر متحجر توقف عن العمل في القرن الخامس الميلادي أي منذ حوالي 1400عام ،سواطير وسكاكين، سواد كالح يلف كل شيء، ودماء هنا وهناك لا تلفاز لا للرفاهية لا للجمال وقد استبدلت ريشة الفنان بسكين ترسم على الأعناق لوحة جاهلية ،و تحولت أصوات المقطوعات الموسيقية إلى أصوات القنابل والصواريخ ،وأمست علب الهدايا في المناسبات عبارة عن عبوات اغتيالية تسلب الأرواح ليس من الفرح بل من الإجرام. هذا هو المشهد الذي أريد أن يكون لسورية بعدما كانت مركز إشعاع حضاري ،وإنساني وثقافي منذ اكثر من مليون عام ،وهي من أرست ثقافة التسامح ، شهدت حضارات وأديان ،أريد لها أن تغوص في وحول التخلف ،والجهل انتقاما من دورها الأساسي والمركزي في قلب العالم. أن تفرح في ظل الحرب والموت ليس عيبا فللحرب أسلحتها وليس بالنار فقط تحسم المعارك ،فكم من ابتسامة تطلقها شفاه بائسة تصرع صنديدا أرعن، وسورية التي تقاتل بشرف ،وتقدم الشهداء صونا للكرامة ،ترسم باليد الأخرى الصورة الحقيقية لهذا البلد فلكل مؤسسة في الدولة دور تتكامل مع بعضها في رسم الوجه الأمثل لسورية حتى تستعيد ألقها، ووهجها بين الأمم. يريدون قتل الذاكرة الحية لشعبنا ،وطمس تاريخنا باستهداف أوابدنا الأثرية حتى لا يبقى لنا أثر على هذه الأرض فمن لا ينتمي لشيء عريق يشعر بالحقد على الأصيل الذي تضرب جذوره في عمق التاريخ ،لذلك تستهدف كل مكنوناته التاريخية وأوابده التراثية ،فاليوم أن نسلط الضوء على تاريخنا وعلى جمالية بلدنا هو المطلوب في ظل هذه الهجمة الشرسة ولعل وزارة السياحة هي المعنية برسم هذه الصورة ونقلها للخارج وحيث أخذت دورها بأمانه لا تلبث أن تعطي المشهد الجميل لسورية فالرقة مثلا سبية داعش وهو من منحها السواد ليست هكذا وإنما هي رقة دمشق وأخواتها وإدلب التي اجتاحتها قطعآن الإرهابيين ليست إلا إدلب الخضراء وستعود هي ،وكل مناطق بلدنا فهذه مرحلة ومؤقته بهمة رجال الله والحلفاء ستزول مهما طال الزمن وللسياحة دور كبير في جذب الإستثمارات ويشهد هذا العام إقبالا شبه نوعي في توافد السياح وانتشار السياحة الدينية وتأمين الألاف من فرص العمل لكثير من الشباب العاطل عن العمل وتقديم الدعم الكبير من قبل الوزارة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة مما شكل نهضة في قطاع السياحة ففي دمشق مثلا أقيم مؤخرا فعالية أحبك سورية بالألوان نعم هي دمشق هكذا التي تعبر عن سورية أن بالألوان نحيا ولن يغلب علينا اللون الأسود بل جمالنا في تنوعنا وهذا بحد ذاته انتصار والانتصار الأكبر أن تبقى الدولة موجودة بمؤسساتها تعرف بوجهنا الحضاري والمسالم من خلال التسويق السياحي الذي تقوم به وزارة السياحة في الخارج وتصوير الطبيعه السورية والسكان الطيبين عبر مقاطع تصويرية وبثها في المحطات المحلية والعالمية واستقطاب الوفود من بلدان العالم للتعريف بما يجري ولتبيان الصورة الحقيقية من وجود إرهاب دخيل لم يعرفه السوريون يوما. هي إرادة الحياة التي تنبهت لها السياسة السياحية فكانت رائدة في أغلب المجالات واستطاعت أن تؤمن لذوي الدخل المحدود أماكن تناسب دخلهم ومعيشتهم وبالمقابل أمنت مايليق بمن يأتي من الخارج ليرى سورية ورغم الإمكانات البسيطة والمحدودة وقفت وصمدت وقاومت وأثبتت للعالم أن قمة التحدي تكمن بالابتسامة رغم طوفان الدموع في العينين فكانت بحق رديفة لمؤسسة الجيش في صون الوطن وحماية صورته تلك الصورة التي باركتها كل الأديان الداعية للتسامح وللمحبة هي سورية وستنتصر سورية.

سيرياديلي نيوز - سامر البشلاوي


التعليقات