بعد اسكات قناة المنار ومحاولة السعودية السيطرة على الاعلام المرئي ومواقع التواصل هل اسرائيل مهتمة بمواقع التواصل الاجتماعي و الفيس بوك تحت الرقابة الصهيونية ايضا؟

بات واضحا للجميع الارتباط الوثيق والتحالف الصهيوني السعودي فلا شك انهم في خندق واحد وانهم يسلكون نفس النهج في تحسين صورتهم امام الرأي العام عبر الفضائيات والعمل على صناعة صورة حسنة ل ال سعود وتقديمهم على انهم مرجعيات ثقافية وانهم يريدون الخير لشعوب المنطقة وانهم داعمون لارادة الشعوب ضد حكامهم عبر اعلامهم هم وحلفائهم وشيطنة خصومهم

واسكات اي صوت يقول غير ذلك ويقوم بفضحهم وتعريتهم وهذا ما جرى مع تلفزيون المنار وبعض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي فبات ايضا الفيس بوك وغيره تحت الرقابة السعودية

ففي نيسان الماضي اعتقلت السلطات السعودية الشيخ عبد العزيز الطريفي بسبب تغريدة على التويتر منتقدا فيها الحكام الخليجيين على صفحته على تويتر قال فيها "يظن بعض الحكام أن تنازله عن بعض دينه إرضاء للكفار سيوقف ضغوطهم، وكلما نزل درجة دفعوه أُخرى "

وتزامنت التغريدة مع زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للسعودية وعقده قمة مع زعماء ست دول خليجية لبحث قضايا الأمن الإقليمي في الخليج، وقتال تنظيم الدولة الإسلامية

واعتقلت الصيف الماضي الناشط والداعية ابراهيم السكران اثر

تغريدة كتبها على حسابه في تويتر ايضا في أيار الماضي، والتي قال فيها: "ثبت بالتجارب المتواطئة أن عنف السلطة قد يحول الحقوقي إلى انتحاري, وفي صحيح مسلم: إن الله يعطي على الرفق, ما لا يعطي على العنف"

والأمثلة على ذلك كثيرة...

وفي نفس السياق تقوم اسرائيل بلسير في نفس الطريق ونفس الخطة فهم يستشعرون بان المستقبل بات للاعلام الالكتروني وانهم يجب ان يسيطروا على مواقع التواصل فباتت مواقع التواصل "ادوات العصر "وهم يسوقون لأنفسهم من خلالها على انهم دعاة سلام ومحبة وانهم يعانون من التطرف كما جيرانهم على حد تعبيرهم .

لكنها في الواقع

تهدف حقيقة للتطبيع من جميع الجوانب.

ورصدت سيريا ديلي نيوز بعض هذه الصفحات ومنها

صفحة "إسرائيل تتكلم العربية"

هيّ صفحة داعية للتطبيع، ويبلغ عدد متابعيها860.2642 متابعًا، وغير معروف من يديرها، لكنها تركز بصورة أساسية على العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، في محاولة لإثبات أن الكيان الصهيوني جزء من المنطقة، وأن الدول العربية لا مشكلة لديها في التعاون مع دولة الاحتلال الإسرائيلي

صفحة الناطق باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي

هيّ صفحة المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي للإعلام العربي ويبلغ عدد متابعيه 996421 وتظهر من منشوراته على الصفحة، محاولات لتحسين صورة جيش الاحتلال الإسرائيلي، مقنعًا متابعيه أنه فقط جيش للدفاع عن الكيان الصهيوني، متجنبًا الحديث عن الحروب التي تشنها على غزة، وإسقاط آلاف الشهداء، والانتهاكات التي يمارسها جنوده ضد الفلسطينيين يوميًا. وانهم اهم الداعمين للارهاب والتطرف في المنطقة ومتجنبين الحديث عن علاقتهم بالارهابيين في سوريا ومداواة جراح مقاتلي النصرة في مشافي الجولان المحتل

صفحة "إسرائيل في مصر"

هيّ صفحة تديرها السفارة الإسرائيلية في مصر ويبلغ عدد متابعيها 117564، وتهتم بالعديد من الجوانب، أهمها الجديد في العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، حيث كانت أول من نشر صور إعادة افتتاح السفارة بعد سنوات من إغلاقها،نظرًا المصالح المصرية والإسرائيلية بشأن آبار الغاز الموجودة في المتوسط، زاعمة التطبيع بين البلدين في مجال الغاز، وذلك رغم نفي وزارة البترول المصرية، استيراد الغاز الإسرائيلي، إلا أنها تنشر تقارير تزعم بالتعاون المصري لإسرائيلي في هذا المجال.

وتهتم الصفحة، بإبراز الجانب الاجتماعي لدى الاحتلال الإسرائيلي وعاداته في لمناسبات المختلفة

وليس من الغريب ان تعبر الوزيرة المتطرّفة إياليت شكيد عن رضاها التام بعدما قبل موقع التواصل الاجتماعي ا "فيسبوك" وموقع "يوتيوب" منح إلكيان مكان الرقيب على المواد التي ينشرها الفلسطينيون عليهما

فحسب شاكيد، وافق "فيسبوك" على حذف 95% من الصفحات والمواد الفلسطينية التي طالبت إسرائيل بحذفها بدعوى أنها "تحرّض" على العنف ضد إسرائيل، في حين استجاب "يوتيوب" لـ 80% من الطلبات الإسرائيلية وبالفعل، حذف "فيسبوك"، خلال شهر آب الماضي العديد من الصفحات الفلسطينية المتضامنة مع المقاومة بحجة احتوائها على مضامون "تحريضي ضد الكيان" وكان من الجلي ان كبار موظفي "فيسبوك" اتفقوا مع وزيرة القضاء شاكيد ومع وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان، على القيام بخطواتٍ تهدف إلى تفعيل الدور الرقابي الإسرائيلي على مضامين ما ينشر بالعربية في هذا الموقع عبر تشكيل طواقم عمل مشتركة

مهد"فيسبوك" الذي يعد أهم موقع تواصل عالمي لهذا التحول في سياساته، بتعيينه الصهيونية اليمينية، جوردونا كوتلر، وهي مستشارة سابقة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو

اللافت أن "فيسبوك" أقدم على هذه الخطوات، على الرغم من أن كبار المسؤولين الصهاينة يوظفونه بشكل وقح في التحريض على قتل الفلسطينيين، . ففي نيسان الماضي، نشر نتنياهو على صفحته على "فيسبوك" منشوراً بمناسبة مرور 85 عاما على تأسيس المنظمة الإرهابية "إتسل" حيث عبر عن فخره بـ "الأعمال البطولية" التي نفذتها المنظمة في ثلاثينيات القرن الماضي . ولا حاجة للتذكير بأن في مقدمة هذه "البطولات" مجزرة دير ياسين، التي نفذها إرهابيو التنظيم في 9-4-1948، وراح ضحيتها 245 من النساء والأطفال والشيوخ في القرية.

ومن أهم المعطيات التي يرصدها المتابعون أن صفحات الساسة الإسرائيليين على "فيسبوك" هي الأكثر تحريضاً على العنف من بين الصفحات العبرية الأخرى. وأن اكثر الصفحات تحريضاً على العنف ضد الفلسطينيين هي صفحة الناشط اليميني، يوآف إلياسي، الملقب بـ "الظل"، والذي انضم، أخيراً، إلى حزب الليكود الذي يترأسه نتنياهو.

وليس من الحكمة السماح بمنح إسرائيل مكانة "الرقيب" على ما ينشر في مواقع التواصل

من هنا، هناك حاجة، على الأقل، لاتباع الخطوات نفسها التي أقدمت عليها إسرائيل والسعودية، ونجحت في اخضاع "فيسبوك" .

سيرياديلي نيوز- مجد عبود


التعليقات