وصلت نسبة البطالة في العالم العربي هذا العام، وفقًا لإحصائيات حديثة، إلى 29% في البلدان المستقرة، وما يقارب الـ 50% في البلدان التي تشهد نزاعات مسلحة، أو وضع سياسي واقتصادي غير مستقر. هذه المعدلات المرتفعة تجاوزت ضعف متوسط المعدلات العالمية للبطالة، في دول مثل الصين وماليزيا. ووفق تقرير أخير، أصدره صندوق النقد العربي، فإن على الدول والحكومات العربية البدء في بناء إستراتيجيات، وسياسات عامة، لتقليص نسب البطالة، وخاصةً اعتماد الشباب على فرص التوظيف في القطاع العام.

وتتميز بعض دول العالم العربي بنسبة مرتفعة للحاصلين على شهادات جامعية، لكن هذه النسب لا تنعكس بشكل مباشر على سوق العمل، إذ يعاني أغلب الخريجين بشهادات جامعية من إشكاليات الحصول على وظيفة، أو الحصول على وظيفة مرتبطة بشكل مباشر بمجال التخصص الدراسي.

وزاد تردي الأوضاع الاقتصادية، في الكثير من البلدان العربية، بسبب النزاعات المسلحة في بعضها، والأوضاع السياسية المضطربة في أخرى، بعد الربيع العربي، من حدة البطالة، ودفع الشباب للبحث عن فرص للهجرة، أو إيجاد فرص عمل بطرق غير تقليدية، من خلال الإنترنت. وربما لا يكون الوضع الاقتصادي في الكثير من دول العالم المتقدم، مشابهًا للوضع الاقتصادي في العالم العربي، لكن هذا لا يمنع أن هناك تشابهًا في اتجاهات سوق العمل، تشابهًا قد يفتح الباب أمام الشباب العربي لإيجاد فرص عمل، بعيدًا عن الطرق التقليدية التي لم تعد مجدية، بسبب الأحوال السياسية والاقتصادية.
ابحث عن وظيفة بعيدًا عن القطاع الحكومي

أعلنت الحكومة المصرية، في الأيام الأخيرة، عزمها تقليص عدد العاملين في الجهاز الإداري إلى مليون عامل، وهو ما يعني احتمالية تسريح ما يقرب من أربعة ملايين عامل. في المقابل تعاني دول الخليج، التي كانت وظائفها الحكومية تمثل حلمًا لعدد كبير من الشباب العربي، من حالة تقشف بسبب انهيار أسعار النفط، والاتجاه إلى اقتصاديات بديلة، تحتاج الكثير من الوقت قبل أن تدر عوائد مقبولة عليها. كل هذه العوامل وغيرها، تجعل الاعتماد على القطاع الحكومي، كوسيلة لإيجاد وظيفة مناسبة، خيارًا غير مناسب على الإطلاق، سواء للشباب أو حديثي التخرج من الجامعة.
شهادتك الجامعية ليست مفتاحك للحصول على وظيفة

في استطلاع رأي حديث، صرح عدد من مديري الشركات، والمسؤولين عن الموارد البشرية، أن أكثر من 90% من قرارات التوظيف، يتم اتخاذها بعيدًا تمامًا عن الشهادة الجامعية، التي حصل عليها المتقدم. هذا يعني أن 10% فقط من احتمالية حصولك على الوظيفة تعتمد على شهادتك الجامعية. وبجانب الشهادة الجامعية هناك الكثير من المهارات المهمة للغاية، التي يجب عليك إتقانها، لتتمكن من تجاوز المقابلة الشخصية. هذا التوجه يعني أن سنوات الجامعة يجب أن تكون فرصة كبيرة، لتحصيل عدد من المهارات المختلفة، بجانب الشهادة الجامعية، حتى تكون داعمة لك في رحلة البحث عن وظيفة بعد التخرج.
انطلق إلى سوق العمل مبكرًا قدر الإمكان

تتيح الكثير من الشركات، سواء الموجودة في بلادك أو عبر الإنترنت في بعض الأحيان، فرصًا للطلاب للتدرب بها، مقابل الحصول على مبالغ رمزية من المال، أو مقابل الحصول على شهادات خبرة. لا تنتظر حتى التخرج لتحصل على خبرة في مجال تخصصك. وحاول البحث عن فرصة للتدرب في أي شركة، قبل أن تتخرج من الجامعة. وإذا كانت لديك عدة خيارات، ولا تعرف الشركة الأفضل لتنضم لها، فإحدى النصائح المهمة هي أن تعمل لدى شركة صغيرة ناشئة، بدلًا من الشركات الكبرى المستقرة. وتتيح الشركات الصغرى لك فرصة الاطلاع على عدة قطاعات وتفاصيل مختلفة، لكيفية إدارة الأعمال، مقابل الشركات الكبرى التي تكون فرص التدرب فيها أشبه بالعمل، بشكل غير فعال في كيان كبير للغاية.
تعلم إحدى المهارات التقنية

تتميز المهارات التقنية بأنها تفتح الباب أمامك لتعمل كمستقل، من خلال الإنترنت، كوسيلة يمكن الاعتماد عليها بشكل كامل لتحقيق الدخل، أو لزيادة دخلك بشكل جزئي. وتشمل قائمة المهارات التقنية عددًا كبيرًا، مثل التصميم والبرمجة والكتابة التسويقية، بالإضافة إلى مهارات التسويق من خلال الإنترنت. حاول تعلم إحدى هذه المهارات، خاصة إن كان لديك موهبة في إحداها. وهناك الكثير من المصادر الموجودة على الإنترنت، التي تتيح لك تعلم هذه المهارات مجانًا، أو مقابل رسوم بسيطة.
تعلم كيف تسوق نفسك

مع ازدهار فرص العمل من خلال الإنترنت، وتوجه الكثير من الشباب العربي للبحث عن فرص عمل بديلة، خاصةً مع زيادة المنافسة، ظهرت بشكل كبير الحاجة إلى تعلم مهارات التسويق من خلال الإنترنت. وتحولت هوية الأفراد الباحثين عن عمل إلى علامات تجارية، تحتاج إلى تسويق من خلال عدة منصات، مثل لينكد إن وفيسبوك وغيرهما، من المنصات الوسيطة بين الشركات والموظفين. فعليك تعلم كيفية التعامل مع هذه المنصات، وكيفية الوصول إلى أفضل نتائج ممكنة من خلال استخدامها بشكل صحيح.
المصادر

    معدل البطالة - قائمة البلدان
    إتحاد المصارف العربية - إدارة الدراسات والبحوث
    16 Trends Shaping the Global Economy (and How You Hire)
    The onrushing wave

سيريا ديلي نيوز


التعليقات