تقوم وزارة التربية بمحاولة فعلية لزيادة أجور المدرسين وهناك نقاش في اللجنة الاقتصادية حول مقدار الزيادة والتي قد تصل إلى الضعف.

لم يكن مستغرباً طرح عضو مجلس محافظة القنيطرة بالجلسة الأخيرة من قيام بعض المدرسين في إحدى تجمعات النازحين بريف دمشق بقضاء معظم الحصة الدرسية بالدردشة على (الواتس)، ورغم رفض هذا التصرف وعدم احترام بعض المدرسين للأمانة الملقاة على عاتقه، إلا أن هناك عوامل كثيرة تدفع الإدارات المدرسية للتغاضي عن اتخاذ إجراءات عقابية بحق المدرس الذي يتصرف بمثل هذا التصرف.

وأول تلك الأسباب برأينا نقص الكادر التدريسي في المدارس ولذلك يتم تغطية النقص عن طريق التكليف لمدرسين من خارج الملاك لإعطاء ساعات تدريسية وإذا كنا واقعيين ومنطقيين فإن ما يتقاضاه المدرسون من خارج الملاك لا يغني ولا يسمن من جوع وحتى كما يقول أحد المدرسين إن المبلغ لا يكفي ثمن «سندويشة» فلافل يومياً.

ولو فرضنا جدلاً أن النصاب كان كاملا لمدرس من خارج الملاك والمبلغ الذي يتقاضاه المدرس المجاز عن الحصة الدرسية 150 ليرة سورية فإن المجموع في نهاية الشهر نحو 13 ألف ليرة عن كامل الشهر، وما ينفقه على أجور النقل وسندويشة فلافل يخرجه خاسرا 100 بالمئة،

ولا يخفى على أحد الواقع المعيشي الصعب للعوائل السورية وخاصة أصحاب الدخل المقطوع وارتفاع وغلاء الأسعار الذي وصل إلى حد الجنون وحسب تقديرات بعض مراكز الدراسات والمحللين الاقتصاديين فإن إنفاق الفرد بالأسرة نحو ألف ليرة يوميا، وهذا المدرس الذي يتقاضى على الساعة الدرسية 150 ليرة فإنه يحتاج إلى نحو 18 ألف ليرة ليعيل نفسه فقط، ولكن السؤال يبقى عن الحال فيما لو كان لديه عائلة وأسرة يعولها.

المطلوب من التربية الكثير وعليها وعلى الأسرة تقع مسؤولية تنشئة الجيل الذي نراه يخرج عن الهدف المنشود للجهات المعنية ولكن علينا تهيئة الظروف والمناخ الملائم والمناسب للهيئة التعليمية والتدريسية في القطاع التعليمي لكي يتمكن من القيام بواجبه الموكل إليه على أكمل وجه.

وعلى سبيل المثال وليس الحصر في محافظة القنيطرة والتي تعد من أصغر المحافظات السورية نجد أن حاجة التربية نحو 370 مدرسا في الحلقة الأولى ونحو 250 في الثانية ومرحلة التعليم الثانوي ويستعاض عن هؤلاء بمدرسين من خارج الملاك لتكليفهم بالوكالة أو بالساعات.

نقيب معلمي القنيطرة خالد العبد الله أكد أن موضوع تعديل أجرة ساعـــات المـــدرسين من خارج الملاك من أولى اهتمــامات وزارة التربيــة في الوقــت الحـــالي وقريبا جداً هناك إجراءات ستتخــذها الــوزارة من أجل تحسين الوضع المعيشي لتلك الشريحة والتي من شأنها أن تنعكس إيجاباً على استقرار العملية التعليمية والمدرسين من خارج الملاك.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات