هما قيل ويقال من تحليلات وكتابات على صفحات الصحف والمواقع الإلكترونية، ومهما عرض على شاشات الفضائيات التي لم ترحم السوريين يوماً، وكانت غايتها التضليل والكذب، فإن سورية سوف تبقى موحدة، ونيران الجيش العربي السوري وجنوده وآلياته تغطي كافة الجبهات،

وما يقال هنا أو هناك عن مشاريع تقسيم ومقايضات، وتغييرات في المواقف، ليس إلا لذر الرماد في العيون وإضعاف الروح المعنوية لدى الشعب السوري.‏

ففي حلب أم الجبهات يسطر الجيش وحلفاؤه ملاحم الانتصارات، تفلت عبرها المناطق التي يتواجد فيها الإرهابيون المنهارون من أيديهم واحدة تلو الأخرى، من الكليات إلى الدباغات والمسلخ لتتبعها الراموسة، في وقت تحتدم فيه المعارك في منطقة الباب وتتناغم مع تلك الانتصارات عدة مناطق في درعا، وغوطة دمشق الشرقية.‏

هذه الانتصارات لا تعجب دعاة التطرف والإرهاب، لذا تدفع برواسبها مما يسمى الائتلاف و(مجموعة أصدقاء سورية) للتسول مرة أخرى على أبواب أميركا، والعزف على الوتر النشاز المعروف حول الحكومة السورية المقبلة، وذلك من خلال التعويل على الإدارة القادمة فيها بهدف إفشال التفاهمات التي توصلت إليها الإدارةالحالية مع روسيا زاعمة أن أوباما وزمرته «تساهلوا» كثيراً مع الروس فيما يخص مستقبل سورية.‏

إذا ثمة خطط ونيات سيئة ترسم وتبيّت في الكواليس لإعادة الأزمة إلى أيامها وأسابيعها وسنواتها الأولى، في وقت يتناسى فيه أصحاب المشاريع الفاشلة أن رؤاهم ليست محل نقاش أساساً، ولا تعكس أي موازين عسكرية او سياسية أضحت في سورية، ولا يدرك أولئك أن هناك انتكاسات أخرى بانتظارهم في حال أصروا على تلك الطروحات، لأن ما لم يتحقق لهم وهم في ذروة قوتهم المالية والإرهابية، بالتأكيد لن يرى النور وهم يتوهمون ويهلوسون ويتقهقرون وينهارون معنوياً ومادياً ومرتزقياً وخاصة أن واشنطن نفسها تتهرب اليوم من مسؤولية كل ما يخص التنظيمات الإرهابية، سواء بشأن تمددها في مكان ما، أم انحسارها في الآخر.‏

مهما يكن من تعقيدات وتطورات وعراقيل في المشهد السياسي بالتأكيد سيقابلها تبدل في العلاقات والتحالفات والميول وحتى الرغبات، وسباق للحجز على مقاعد التسويات والحلول، لكن مع الأسف بعد أن دفع السوريون ثمن ذلك قهراً وظلماً وخسائر كبيرة في الأروح.‏