شكّلت إجراءات تسويق المنتجات الزراعية السورية في الأسواق الروسية ومشروعات وآليات تطويرها وتسريع انسيابيتها، محور لقاء موسّع في مبنى محافظة اللاذقية لوفد من رجال الأعمال الروس والجورجيين التقى محافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم، حيث جرى بحث سبل تسويق المنتجات الزراعية السورية ولاسيما الحمضيات إلى الأسواق الروسية وغيرها من الأسواق الخارجية.

وعرض المحافظ لوفد رجال الأعمال المزايا والمقوّمات الزراعية والسياحية الكبيرة والمتنوعة لمحافظة اللاذقية التي تؤهّلها للعب دور كبير في مجال السياحة، وفي مجال الإنتاج الزراعي، فضلاً عن أن موقعها المتميز على شاطئ البحر المتوسط يسهم في تسهيل عملية التصدير إلى الأسواق العالمية، لافتاً إلى أن المحافظة قدّمت هذا العام جميع التسهيلات لإنجاح عملية التصدير إلى الأسواق ولاسيما الروسية والعراقية والإيرانية، وتمت إعادة هيكلة عملية التصدير توخياً للدقة ولعدم وقوع أخطاء خلالها حيث تم منع الوسطاء بين المزارع والسوق على أن يتم ذلك عبر الجهات العامة المعنية.

وبيّن المحافظ أن الحمضيات السورية تتمتع بمواصفات وجودة عالية وهي خالية من أي أثر متبقٍّ، وهو ما ينطبق على بقية المحاصيل الزراعية الأخرى التي يمكن تزويد الأسواق الخارجية بها، والمحافظة مستعدّة لتقديم جميع التسهيلات لوصول المنتج السوري إلى المستهلك بأقل كلفة وبالجودة المطلوبة، وجميع الضمانات متوفرة لوصول هذا المنتج إلى وجهته المقصودة، وستكون الأولوية للأصدقاء الذين وقفوا مع سورية في محاربة الإرهاب، مؤكداً أن الاقتصاد السوري سيزدهر كثيراً بعد القضاء على الإرهاب وسيتم افتتاح أسواق خارجية للمنتج السوري، وأن السفن السورية بدأت تمخر عباب البحر باتجاه تلك الأسواق.

بدوره اعتبر الوفد الروسي – الجورجي أن موقع اللاذقية المهم يساهم في تسهيل عمليات التصدير والشحن، مشيراً إلى أنه سيتم شحن الفواكه حالياً من مرفأ اللاذقية إلى مرفأ نوتردام، وسيتم افتتاح خطين آخرين واصفاً مذاق المنتجات السورية بأنه طبيعي ومختلف في طبيعته عن المنتجات الأخرى للدول المحيطة بسورية. وأضاف الوفد الروسي: إن هناك خطة لتصدير الفواكه من سورية (الحمضيات والتفاح والكرز) وسيتم تعميق العمل في سورية بدءاً من المزارع إلى المرفأ، ما سيوفر فرص عمل لليد العاملة بمعامل التوضيب والتغليف والبرادات، مشيراً إلى أن هناك اهتماماً باستيراد المواد التي تحتاج إليها سورية والتي سيتم استقدامها إلى اللاذقية بأسعار مخفضة وبمواصفات عالمية.

وكشف الوفد عن أن هناك مشاريع سياحية إضافة الى المشاريع الزراعية، وتم إجراء لقاء مع وزير السياحة لهذا الغرض لأن اللاذقية تتمتع بفرصة كبيرة لتكون من أفضل المدن السياحية في العالم، ولاسيما صناعة الرحلات السياحية ليس فقط للروس وإنما لجورجيا والصين وبيلاروسيا، مؤكداً أنها مدينة آمنة ليس كما يصوّرها الإعلام الخارجي، وأنه تم إبلاغ شركات سياحية كبرى حول ذلك، كاشفاً عن أن هناك مشروعاً مستقبلياً يوصل مرفأ اللاذقية بعبّارات شحن سريع مع مرافئ البحر الأسود، وبداية العام القادم ستكون هناك سفينة ترويجية بهذا الشأن تعمل مع المرافئ المستهدفة. وفي تصريحات للصحفيين عقب اللقاء أعرب رجل الأعمال جورج سولالتزا، عن اهتمام الوفد بسورية وأن الأولوية ستكون للمنتجات السورية، موضحاً أنه تم تأسيس شركة فيها حيث سيتم تصدير هذه المنتجات إلى الأسواق الروسية والجورجية نظراً لطبيعة المنتج السوري الخالي من الأثر الكيميائي، وستصل هذه المنتجات أيضاً إلى الأسواق البيلاروسية.