بكلمات بسيطة وشفافة قالت لي .. تفضلي شربك قهوة بخيمتي بشرط تصورني مع حفيدي .. هي أم خالد إمراءة غدر بها زمن الحرب مثل الكثير من النساء السوريات فقدت اسرتها ليبقى حفيدها مصدر أملها في المستقبل.

أم خالد ذو الستين من العمر لا تخاف من الموت أبداً كما قالت لمراسل "سيريا ديلي نيوز " بل خوفها الوحيد هو على ابن ابنها الوحيد من الحرب الظالمة،  فالوضع في الوقت الحالي مرعباً كما تقول.

تضيف أم خالد، إن مأساة أهالي مخيم اليرموك الواقع جنوبي العاصمة السورية دمشق نتيجة الحصار والتجويع وانتشار الأمراض، لاتكاد تذكر أمام ما يرتكبه مسلحو تنظيم (داعش) من جرائم، استطعت الهروب مع حفيدي بعدما قتل ولادي الوحيد وزوجته وابنته ذات الخمس عشر عام من قبل تنظيم " داعش" وذلك بعدما رفض التعامل معهم .

تتابع أم خالد، لايمكن وصف حال المخيم وبشاعة ما يجري، الموت في كل مكان. كنا نموت جوعاً خلال العامين الماضيين، والآن نموت ذبحاً أو حرقاً، كنا نسمع عن الرؤوس المقطوعة أو نقرأ عنها، واليوم بتنا نراها في شوارع المخيم المَشاهد مروِّعة، الشوارع تكتظ بمسلحي داعش، والكل يخشى على نفسه، ورؤية الرؤوس المقطوعة بثت الرعب في نفوس أهالي المخيم، وأفقدتهم الشعور بأي شيء فإذا رغب أحدهم في مغادرة منزله للحصول على بعض الماء فقد لا يعود.. قد يدفع المرء حياته ثمنا للحصول على كسرة خبز أو بعض الطعام.

تبين الخالة، الجرائم التي ترتكب في الداخل لا مثيل لها أبداً فزهق الروح لا يستغرق ثواني مقابل فتاوى مجهولة المصدر كما تم اعتقال العديد من الشباب والتي تراوحت أعمالهم ما بين 15 و30 عام من قبل داعش تم سوقهم إلى منطقة قريبة للغوطة الشرقية عن طريق يلدا.

وأشارت أم خالد إلى أن الوضع المعيشي سيء جداً فأن عدم توفر المياه الصالحة للشرب، ونفاد الغذاء والدواء، يهدد أرواح من تبقى داخل المخيم، ويجعل الوضع مزرياً ومرشحاً للتدهور الحاد، فالجميع يعتمد على المساعدات الإنسانية للاستمرار في العيش ولكن  الرحلة إلى نقطة الحصول على المساعدات، لا تتوفر للسكان في بعض المناطق أي حماية من رصاص القناصة إلا قطع قماش سميك تتدلى بين المباني، ولا يميز القناصة عادة بين المقاتلين وغيرهم.

وبعد أن يجتاز سكان المخيم هذا التحدي يتعين عليهم عبور نقطة تفتيش أقامتها “داعش”، تسيطر بها على الطريق الواصل إلى بلدة يلدا المجاورة، حيث تتولى وكالة “الأونروا” ومنظمات أخرى تسليم المساعدات حينما يتسنى لها ذلك.

وتضيف أم خالد،  عن هذه الرحلة التي تقوم بها ثلاث مرات أسبوعيا قائلة : “ كنت أخرج من منزلي وأجد نقطة تفتيش على بعد كيلومتر تقريبا، أغلب الشوارع في المخيم تقع في مرمى نيران القناصة من الجانبين، يكون علي أن أحذر منهم، يمكنني الركض في بعض الشوارع ولا يسعني في البعض الآخر سوى السير”.

وتوضح أم خالد، أن الأوضاع ساءت بشدة في الفترة الأخيرة، مبينة أن القتال لا يمتد لمنطقة أخرى بل يتركز داخل المخيم، وأن  المقاتلين في تنظيم داعش لا يترددون في حرق المنازل وإن كان سكانها بداخلها

وبين آلاف ممن نزحوا من مخيم اليرموك، بحث البعض عن ملجأ داخل سوريا بينما قصد آخرون دولا مجاورة أو أوروبية، هذا وقد هربت 500 عائلة (نحو 2500 شخص) من مخيم اليرموك وفق مصادر فلسطينية، وتوزع أفرادها في أحياء مجاورة للمخيم وخاضعة لسيطرة الجيش السوري.

ومن تبقى داخل المخيم، يقبع في ظل خوف شديد، داخل منزله منتظراً مصيره كما تؤكد أم خالد. ويقبع المحاصرون في بيوتهم، أو أماكن اللجوء داخل المخيم في ظل الخطر الدائم

.

سيريا ديلي نيوز - خاص


التعليقات