صدرت راهناً عن مركز دمشق للأبحاث والدراسات – "مداد" دراسة جديدة للكاتب الدكتور عقيل محفوض يتناول فيها الحدث السوري من خلال ما يسميه "مدارك وسياسات الأزمة السورية" بالاستناد إلى مفهوم "خط الصدع" كمدخل لإعادة قراءة وتفكيك الحدث السوري.
تحيل هذه الدراسة موضوعها إلى مفهوم "خط الصدع"، عبر نقل دلالاته من الحقل الجيولوجي وعلوم الزلازل إلى حقل السياسات، ومقاربتها للحدث السوري بوصفه حدثًا صادماً، غير مسبوق، وفاصلاً، ولا متوقعاً، وارتيابياً وما بعد حداثي.
يشير الباحث إلى أنه منذ بدء الأزمة السورية، وفي الوقت الذي كانت المعارضة وحلفاؤها يتحدثون فيه عن أيام معدودة للسيطرة على دمشق، كان الرئيس بشار الأسد يتحدث في مرحلة مبكرة عن أزمة مديدة و"معركة غير مسبوقة في تاريخ سورية الحديث".
بناء على الإشارة السابقة، تتناول الدراسة "الصدوع" في مدارك وسياسات الأزمة السورية، من خلال مقاربة مفاهيمية ذات اتجاهين، الأول يتركز حول تفكيك الحدث ذاته، والثاني يعيد عمارة أو تركيب مفهوم "الصدع" – أو "خط الصدع".
وتتمحور فرضية الدراسة حول النظر إلى الحدث السوري من خلال علاقته بالصدوع، فهو من جهة نتيجة صدوع في المدارك النمطية حول سورية؛ ومن جهة أخرى سبب في صدوع لاحقة ترتبط بالمدارك ذاتها.
استغرق تناول الفرضية السابقة ثمانية محاور رئيسة تألف منها البحث، شملت أولا: سلطة المفاهيم والرموز؛ وثانيا: بناء/ عمارة المفاهيم؛ وثالثاً: ما هو خط الصدع؛ ورابعاً: مفهوم خط الصدع؛ وخامساً: الصدوع الدولية؛ وسادساً: الصدوع الإقليمية؛ وسابعاً: صدوع المعنى؛ ثم أخيراً الاستخلاصات – أو الإشارات والتنبيهات.
تخلص الدراسة إلى أن مفهوم "خط الصدع" عبر في الحدث السوري عن "مبادرة لغوية" و"إدراكية"، وقراءة تفاعلية ودينامية نشطة في المجال السياسي، وأنها لا تقف عند حدود المخيال السياسي أو اللغوي، بل تتضمن تخليقاً لمعان وتعابير جديدة. كما أن تعبير "خط الصدع" يكشف عن طاقة تنبؤية استشرافية، وربما يكون صادراً عن مدارك عميقة تخص سياسات إدارة الأزمة السورية.
في الجانب الآخر تتناول الدراسة أنماط الصدوع اللاحقة للحدث، مثل صدوع "تمركز السياسات العالمية حول واشنطن، والصدوع في مدارك وتفاعلات القوى والفواعل الإقليمية والدولية، والصدوع بين التحالفات، وداخل هذه التحالفات، وبين مكوناتها أيضا. ناهيك عن الصدع الأساس في سردية "الربيع العربي والثورات الملونة".
توضح الدراسة كيف أن الحدث السوري أنتج واقعا مختلفا عن ما قبله، ليس سوريا فحسب، بل إقليميا ودوليا أيضا، فقد كانت التقديرات العالمية تتحدث عن مسارات رئيسية لتطور السياسة في العالم، ولم يكن بينها أي تقديرات يعتد بها حول تطورات الأمور في الشرق الأوسط، ذلك بسبب وقوع المنطقة سابقا تحت صدوع من نوع مختلف، وانقسامات وتحالفات شديدة التباين، ولم يكن متوقعا انفجار الأوضاع على النحو الذي حدثت فيه.
للاطلاع على الدراسة كاملة، تجدونها على الرابط الآتي:
2016-08-09 12:44:18