استطاعت «وكالة الفضاء الأمريكية» (ناسا) أن ترسل «ألان شيبرد»، أول رائد فضاء أمريكي خارج حدود الكرة الأرضية يوم 5 مايو (أيار) عام 1961 أي بعد 4

سنوات فقط، من تأسيس الوكالة, ومنذ ذلك الوقت، وعلى مدار عقود، ظلت «ناسا» تعمل على الكثير من الأبحاث والمشاريع؛ لتجيب على كثير من الأمور الغامضة

في الفضاء الخارجي، وفي الوقت الحالي تعمل ناسا على مايقرب من 15 مشروع، في هذا التقرير عرضٌ لأكثر هذه المشاريع تشويقًا وتأثيرًا في المستقبل, وهي :
1-الرحلة إلى المريخ 2030

يعتبر هذا المشروع من أضخم المشاريع التي تعمل عليها ناسا على مر التاريخ؛ إذ بدأ المشروع عمليًا عام 1996؛ عندما نجح أول «روبوت آلي»، المعروف بمساح

المريخ العالمي، والذي استطاع خلال مهمته تقديم دراسة شاملة لسطح الكوكب، والغلاف الجوي. ومن ضمن الأشياء المثيرة، التي قدمها هذا الروبوت في دراسته

هو تكرار نمط الطقس في كوكب المريخ: أي أنه كان يستطيع تسجيل تكرار نفس الطقس خلال أسبوع، أو أسبوعين من نفس وقت حدوثه في العام السابق، وعلى

مدار ما يقرب من 20 عامًا أرسلت وكالة ناسا ما يقرب من 9 روبوتات أخرى، كل منها كان له مهمة مختلفة؛ لاستكشاف عنصر جديد من عناصر الحياة على كوكب

المريخ.

ويسند الباحثون في وكالة ناسا احتمالية الحياة على كوكب المريخ إلى أن كوكب المريخ يشبه كوكب الأرض؛ إذ إنه يحتوى على قمم جليدية، مثل التي في الأقطاب

الشمالية والجنوبية، والغلاف الجوي يدور به مجموع من السحاب، مثل الأرض تمامًا, مما يشير إلى احتمالية وجود مياه على كوكب المريخ، وفي حال اكتشاف المياه

سيكون هذا أكبر دليل على احتمالية وجود الحياة على الكوكب, وفي عام 2010 بالتحديد في «مركز كندي لعلوم الفضاء»، أعلن الرئيس الأمريكي الحالي، «باراك

أوباما»، أن مشروع وكالة ناسا للمريخ سيضع أول رائد فضاء أمريكي في منتصف عام 2030.
2-صاروخ الإقلاع إلى الفضاء (SLS)
2

الرحلة إلى المريخ هي ـ بالطبع ـ رحلة غير عادية تحتاج لمتطلبات أكثر قوة، وكفاءة عن الرحلات الأخرى، ولذلك لأبعاد كثيرة من ضمنها المسافة الشاسعة التي

ستقطعها مركبة الفضاء للمريخ، وعوامل الضغط والجاذبية، وغيرها من العوامل، التي ستصعب من المهمة, ومن ضمن العوامل المساعدة لهذه الرحلة التي تعمل

عليها ناسا حاليًا هو نظام الإطلاق إلى الفضاء أو كما يطلق عليه، الـ (SLS) والذي يعتبر صاروخ الإطلاق الأقوى الذي عملت وكالة ناسا على تجهيزه على مر

تاريخها، وستعتمد عليه الرحلات في إرسال رواد الفضاء إلى مسافات أبعد بكثير من التي ذهبت إلى الصواريخ السابقة من قبل؛ إذ يستطيع هذا الصاروخ أن يقطع

مسافة قدرها 2.64 كيلو متر في الثانية الواحدة.

ومن ضمن الأمور التي يجب ذكرها عن هذا المشروع العملاق أن تكلفته ستصل إلى 7 مليار دولار أمريكي, وتستعد وكالة ناسا لإطلاق هذا الصاروخ لأول مرة في

نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2018.
3-قاعدة سطح القمر
12

في الذكرى السادسة والأربعين للهبوط الأول لطاقم «أبولو» على سطح القمر أعلنت وكالة ناسا عن أنها تعتزم عودة الإنسان إلى القمر، وذلك من خلال قاعدة فضاء

سيتم إنشاؤها فوق سطح القمر، وذلك بحلول عام 2030, وفي حال نجاح هذا المشروع ستضمن هذه القاعدة الكثير من الفوائد, على سبيل المثال، وليس الحصر:

    سهولة كبيرة في إطلاق الصواريخ من القاعدة؛ وذلك لأن جاذبية القمر أقل بكثير من جاذبية الأرض.
    ستكون مخزن تسطيع المركبات الفضائية التزويد منها بالوقود والمؤن.
    ستساعد علماء النبات على تحسين الكثير من المحاصيل الزراعية التي تحتاج إلى الشمس؛ إذ قوة الأشعة الشمسية الساطعة على سطح القمر لمدة 8 ساعات في

موسم الصيف ستوفر الحرارة والضوء الكافي الذي سيساعد في تحسين كفاءة النبات.

4-تيلسكوب جيمس ويب
733539main_8542011795_0c7461a8be_o-full_full

على مساحة كبيرة كمساحة ملعب التنس، وفي طول مبنى يتكون من أربعة طوابق، وضع هذا النموذج لـ«تليسكوب جميس ويب» للعرض في مدينة أوستن، بولاية

تكساس الأمريكية، من 8- 10مارس (أذار) الماضي, الذي يعتبر هو الأضخم والأقوى منذ إنشائه؛ إذ إنه سيعمل من خلال الأشعة تحت الحمراء، ويتكون من مرآه

أولية قطرها يتراوح ما بين 5- 6 أمتار.

وستعتمد الوكالة عليه في الكثير من الدراسات خلال العقود القادمة؛ إذ إنها أعلنت أن التليسكوب سيكون قيد الإستخدام في دراسة كل حالة في تاريخ الكون الذي

نعيش فيه، من وقت الانفجار العظيم، حتى نهاية تكوين النظام الشمسي؛ ولذلك لقدرة التليسكوب القوية على الوصول إلى أبعد الأماكن إلى مسافات بعيدة جدًا حتى

إنها لا يتخيلها صانعو التليسكوب, ومن المنتظر أن يتم إطلاق التليسكوب في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2018.
5-مهمة قمر المشترى «أوروبا»
3

تعتبر وكالة ناسا قمر أوروبا الذي يدور حول كوكب المشترى المكان الأكثر الاحتمالا لوجود حياة ملائمة للإنسان في النظام الشمسي بخلاف الأرض؛ وذلك لإعتقاد

العلماء لوجود محيطات سائلة تحت الألواح الثلجية التي تغطي هذا القمر، وكما نعرف على الأرض أنه أينما وجدت المياه وجدت الحياة.

وعلى الرغم من الآمال التي يضعها العلماء في إيجاد موطن آخر للإنسان غير الأرض, فهناك الكثير من التحديات تقلل من فرصة الإنسان في الحياة على هذا القمر

أهمها على الإطلاق هو الطاقة الإشعاعية الضخمة المتراكمة على سطح القمر، والناتجة عن المجال المغناطيسي لكوكب المشترى, وقد يسبب الإشعاع أمراضًا حادة،

وخطيرة، للإنسان؛ قد تؤدي إلى الوفاة في خلال يوم واحد من تعرض الإنسان لها, ولذلك تعمل وكالة ناسا على الكثير من الأبحاث لبحث دراسة المخاطر، والفوائد

على هذا القمر، ومن المنتظر أن تنطلق أول مهمة لمركبة فضائية تتجه إلى قمر أوروبا في مطلع عام 2020.

يوجد الكثير من الانتقادات التي توجهها النخبة المحافظة في الولايات المتحدة لوكالة الأبحاث ناسا؛ على أساس أنها تستهلك الكثير من المال، وأنه لابد أن تكون

الأولوية للمليارات الضخمة، التي تستنفدها الوكالة، أن تستخدم في الصحة والتعليم، ومعالجة الكثير من المشاكل على الأرض، دون النظر إلى الفضاء ,ومع كل ذلك

وكالة ناسا مستمرة في الأبحاث والاستكشافات، والتطلع إلى كسر حواجز العالم الذي نعيش فيه؛ وذلك لنجد إجابات لكثير من الأسئلة الأساسية التي تتعلق بالوجودية،

وموقع الإنسان في الأرض، والكون، بشكل مجمل, باختصار: تجد وكالة ناسا أن اكتشاف الفضاء ما هو إلا وسيلة؛ حتى نحيا حياة متجددة غير عادية.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات