على بعد 85 كم من العاصمة عمان تقع مدينة المفرق الحدودية التي تضم اكبر مخيم للاجئيين السوريين في الاردن. “مخيم الزعتري” يحتضن اليوم اكثر من 70

الف لاجئ سوري يعيشون اجواء لا تعرف دفء الشتاء ولا برودة الصيف اجواء تعصف بقلوب انهكتها الحروب وافقدتها الاحساس بتغير الفصول وتقلب الايام، قلوب

لا تعرف الا الخوف و القلق.

“مخيم الزعتري” الذي اقيم على مساحة 7 كيلومتر مربع يضم  اكثر من 30 الف كرفان، كل كرفان في هذا المكان يحكي قصة سطورها مليئة بعبارات الحزن

والشقاء مرقمة بعبارات الخوف والتشرد، الموت و الدمار.

انقطاع الكهرباء لساعات طويلة بالاضافة الى شح المياه لاسيما في شهر رمضان المبارك زاد من معاناة وهموم اهالي المخيم.

اما طفل هذا المخيم فهو خليط النكهات قد يصعب للوهلة الاولى التعرف على خاصيه مذاقه ورائحته البريئة، لكنه في مضمونه ومكنونه عصفور جريح قطعت اجنحته

وقيدت ارجله وفرض عليه العيش في قفص متهالك القضبان، يفتقر لكوب الماء و لقمة العيش.

وها نحن ما زلنا في “مخيم الزعتري” نسمع الطريف والغريب في هذا المكان الحزين والمؤلم .. فالصورة تحمل الكثير من المشاهد التي تستوقفنا وتجبرنا على التامل

بها فعلى الرغم من قسوة العيش وشح الخدمات في هذا المكان الا ان الامل بالعيش الكريم لا يغيب عن البال او الخاطر ونحن نتجول واياكم باكبر شارع في المخيم انه

شارع “الشانزليزيه”. تسمية هذا الشارع بالشانزليزيه قد دفع الفضول لدينا الى معرفة السبب وراء هذه الاسم، هل يحمل بطياته التهكم والسخرية ام يحمل الامل و

التفاؤل بان الحياة مستمرة وبابسط مقوماتها يمكن للانسان بايمانه وارادته صنع مستقبل مشرق.

الدراجات الهوائية اصبحت وسيلة النقل المثلى في “مخيم الزعتري” .. فالمشهد في هذا المكان مختلف بكل معنى الكلمة. فالشاب والطفل وحتى العجوز لا يحلم

باختراع اسمه السيارة وانما يعمل ويكد ويتعب من اجل تحقيق حلم اصبح صعب المنال ان يكون لديه دراجة هوائية بحاله صحية جيدة اي قادره على نقله وامتعته من

مكان الى اخر.

اما الشاب السوري والفتاة السورية فالحديث عن هاتين الفئتين بهذا المخيم يثير الكثير من التساؤلات الممزوجة بالحزن والاسى عن امالهم واحلامهم ومستقبلهم

المجهول في مكان سلبهم حقهم في التعليم والابداع ومواكبة تطورات الحياة، كيف يقضون اوقاتهم واين يفرغون طاقاتهم، كيف ينظرون لغيرهم من ابناء جيليهم ممن

يعيشون حياة كريمة.

مع ان المنظمات الانسانية في جميع انحاء العالم حاولت ان تخفف من معاناة اللاجئيين السوريين في “مخيم الزعتري” الذي يفتقد للكثير من مقومات العيش البشري

الا ان حجم المساعدات المقدم ما زال متواضعا ولا يرقى لمستوى المعاناه التي يواجهها الكبير والصغير في هذا المكان .. فالمراكز الصحية ما زالت بحاجة لمزيد من

الامكانيات الطبية والعلاجية، فهناك نقص في الدواء والمعدات وغيرها من اللوازم الطبية الضرورية.

ويحتض الاردن العدد الاكبر من اللاجئيين السورين الذين يشكلون عبئا كبيرا على خزينة الدولة، حيث تقدر تكلفة الطالب السوري في قطاع التعليم الحكومي المدعوم

500 دولار سنويا اي نفس تكلفة الطالب الاردني. وكذلك الحال في القطاع الصحي حيث يقدر المبلغ بـ500 دولار سنويا ايضا.

متحدث: رئيس الهيئة الخيرية الهاشمية الاردنية – ايمن المفلح.

ومع ازدياد تدفق اعداد اللاجئيين السوريين الى الاردن تزداد الاعباء والمسؤوليات على الجانب الاردني ليس فقط من ناحية الخدمات الانسانية والاغاثية وانما من

الناحية الامنية.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات