وفاء نزار سلطان.سيريا ديلي نيوز .

قال الشاعر الهندي العظيم طاغور\"كنت نائما فحلمت أن الحياة فرح واستيقظت فوجدت أن الحياة خدمة وخدمت ففهمت أن الخدمة فرح\". فهل هذا حال المرشحين الحاليين لمجلس الشعب القادم أن يكون شعارهم \"كم يكون الفرح عظيماً إذا خدمنا الشعب والوطن\".  دائماً في كل زمان ومكان عندما نريد والوطن\".  دائماً في كل زمان ومكان عندما نريد الأساسات التي نضعها في حال رغبتنا بناء حائط أو منزل عادي؛ ونحن اليوم في سورية نتهيأ من أجل بناء أبراج الحضارة الديمقراطية والحرية على أسس إصلاحية واسعة لم تشهدها الحياة السياسية السورية من قبل. وبالتالي نحتاج فعلاً إلى أساسات متينة وإلى مجلس شعب قوي وقادر على صياغة الحياة السياسية السورية وفق هذه المفاهيم الجديدة وقادر على الدفاع عن الخيارات السورية القومية والوطنية في الداخل والخارج والوقوف في وجه كافة المخططات الغربية والعربية التي تحاك من أجل إضعاف الدور السوري وبنية مجتمعه ولحمته الوطنية القوية.   الناخب السوري على موعد مع استحقاق دستوري كبير في السابع من أيار لازالت بعض حيثياته غامضة بالنسبة للناخب أو للمرشحين أو حتى للنتائج التي ستتمخض عنه ومرد ذلك يعود إلى دستور جديد وآليات ديمقراطية جديدة حرة انبثقت عن مراسيم وتشريعات وقوانين إصلاحية سياسية حقيقية - إقرار قانون الأحزاب وإطلاق الحريات وتغيير الدستور- لم يختبرها الشارع السوري منذ الاستقلال، وهي تجربة فريدة من نوعها على مستوى المنطقة بالرغم من أن هنالك بعض التجارب التي سبقتها في عدد من الدول العربية (مصر، تونس، العراق..) كان نصيبها الفشل الذريع ولم تحقق النتائج المرجوة منها في انتقال سياسي هادئ نحو التعددية السياسية  وممارسة الديمقراطية في إطارها العام. لذلك يبقى الناخب السوري حذر بالرغم من تأكده من هذه الانتخابات ستكون مميزة وخطوة جدية نحو التعددية والحرية السياسية ولكنه يبقى

متوجساً وخائفاً مما عانه  في الماضي من عدم مصداقية في اختيار مرشحيه لمجلس الشعب.  ونظرا\" للوضع الدقيق الذي تمر فيه سورية والذي يفرض علينا احتمالات عديدة وتحمل مسؤوليات جبارة كي لا تتحول سورية إلى منطقة تجاذب بين الأقطاب الدولية الكبرى ونضيع في  للعالم الأمريكي - الأوروبي من جهة والقطب الروسي - الصيني من جهة أخرى بعد أن أثبتت أن وجودها محرك أساسي لميزان القوى في العالم.  فالأزمة التي ألقت بظلالها على كل الحياة الاجتماعية والسياسية والأمنية ستلقي الآن بحملها على المواطن السوري الذي سيصبح المسؤول الأول عن اختيار النخبة التي ستقوم بتمثيله خلال السنوات  الأربع المقبلة والتي تحمل عدة تحديات ستواجهها سورية فلا نريد عودة وجوه سابقة كانت في خلال هذه  الأزمة هي عبارة عن كومبارس لم تستطع أن تمسك بزمام الأمور، ولم يكن لها أي دور سياسي واضح في المشاركة في حل للأزمة والهيجان الشعبي الذي نتج عن أعمال العنف التي قامت بها العصابات والمجموعات الإرهابية المسلحة.  زاد عدد المرشحون عن السبعة آلاف بينهم حوالي سبعمائة مرشحة معظمهم غير معروف للناس لا اجتماعياً ولا سياسياً، وما يزيد عن الأربعة عشر مليون مواطن يحق لهم الاقتراع  سيسهمون بتغيير جذري  ورسم ملامح مرحلة مقبلة هي الأهم في تاريخ التغيير السياسي خصوصاً إذا تمكنت المعارضة من الحصول على بعض المقاعد بعد أن أعلنت بعض أطرافها عن عدم مقاطعتها للانتخابات ومع دخول أحزاب جديدة إلى الساحة النيابية، والتي من المفترض أنة تكون أعدت كوادرها وأنصارها في الجولة الأولى لدخول المعترك السياسي السوري وفق الآليات الدستورية الجديدة.   دستور جديد يعني طريق جديد واسع ونظيف ورحب تنطلق عليه جحافل السوريين من أجل الوصول إلى ساحات الإصلاح المطروحة. ولكن للأسف في كل مرحلة من مراحل التاريخ نجد أن هناك من لا يريد لهذا الطريق الجديد إلا أن يمتلئ بالمطبات والحفر بهدف تعطيل مسيرة الشعب السوري الذي دعم نظامه وحكومته بقوة واسهم في إسقاط المؤامرة بكل أبعادها، وذلك عبر طرح بعض القوى لمرشحين أكل الدهر على بعضهم وشرب وتقيا الزمان على بعضهم الآخر وكأن البلد ليس في أزمة وتحولات سياسية سترسم ملامح الحياة السياسية السورية لعقود لاحقة.   ورب سائل يقول لك من أين نأتي بالمرشحين؛ حتى البعثيين هل هم راضون تماماً عن القوائم التي صدرت باسمهم والبعض يقول أن الانتخابات الاستثنائية لم تكن بالمستوى المطلوب وحملت معها كل أمراض المجتمع ولم تأتي بالنخب المميزة وطرح وفرز الأسماء واختيار المرشحين لخوض الانتخابات على النحو الذي خرجت عليه يدل على أن هناك من لا يعيش على سطح هذه الكرة الأرضية وكأنه لم يحدث شيء في البلد ولا يوجد أي تغيير في اصطفاف الشارع السوري ونظرته في أداء عمل المؤسسات التشريعية والسياسية والقانونية.  وفي غياب شبه حقيقي لوجوه معارضة وطنية من أصحاب ماضي سياسي ظن البعض أن الساحة قد أصبحت خالية وبالتالي النجاح مضمون بمجرد إعلان الترشيح لأن عدد المرشحين سيكون قليل والنخبة غير موجودة وبالتالي فالناخب ليس لديه مرشح محدد لذا سيعمد إلى انتخاب أياً كان والحظ قد يضرب ضربته فينجحون بالصدفة وخاصة أن من شروط الترشيح أن يكون ملماً بالقراءة والكتابة – ويا ليتهم بدل هذا الشرط طلبوا ورقة حسن سيرة وسلوك. حتى نرى كيف نصفهم على الأقل يتساقطون من دون أن يزعجونا بشعاراتهم: انتخبوا الصادق، الأمين، الشريف، صوتكم الحر... الخ- وخاصة أن بعض المرشحين لم يكن يحلم في يوم أن

يكون أمين سر أو مكتبة في مدرسة ابتدائية وليس لها أي موقف أو تاريخ سياسي فضرب الطموح في رأسها دفعة واحدة ليكون ممثلاً للشعب في أهم مؤسسة قيادية في البلد فقط لأن جاره البقال أو الخضرجي قال له ترشح فكل الحارة تحبك وستنتخبك؟. والسؤال الأكثر أهمية واستغراباً والمطروح هنا هل هؤلاء المرشحين الحزبيين أو المعارضين أو المستقلين قرأ الدستور الجديد بتمعن ويعلم ما معنى الحياة التشريعية وما هو دوره في مجلس الشعب؟   ولكي لا تعود الأزمة بنفس الوجوه كان من واجب وسائل الإعلام المرئية والمسموعة أن تقوم بحملة واضحة ومعروفة للحث على المشاركة بالانتخابات والتشديد على اختيار الأكفاء والأفضل من المرشحين  ليكون صندوق الاقتراع هو الحكم والفاصل بحق وليصبح لصوت المواطن قيمة وأهمية بالغة التأثير خصوصا  بعد حملات التحريض التي تسابقت وسائل الأعلام بالتشكيك بمصداقيتها والتحريض على عدم المشاركة فيها فكثيرون يعولون على الوضع الأمني المتأزم بفشل الانتخابات.  أما السؤال المطروح فهو ؟  لماذا لم يقم المرشحون بطرح برامج واضحة المعالم وحملات انتخابية بارزة ومحاولة اقتراح بعض الحلول لوضع الأزمة تحت المجهر ومعاينة كافة الطرق للسيطرة على الشارع الذي توجد فيه بعض التوترات والأزمات التي يعيش فيها المواطن فاكتفى معظم المرشحون بشعارات رنانة وفاتنة وشوهوا الساحات والأشجار وأعمدة الإنارة بصورهم الباسمة وبدل أن نتعرف أكثر على برامجهم السياسية الانتخابية وخلفياتهم الثقافية والاجتماعية (ولو بقيت حبراً على ورق) اكتفوا بالتموضع للكاميرا والتفنن بوضع الخلفيات لصورهم وكأن على الناخب اختيار أجمل ابتسامة وأغرب نظرة بعد أن قصرت الوسائل الإعلامية المسموعة والمرئية والمكتوبة بالتعريف عنهم.   فالساحة الانتخابية التي  تبدو مزدحمة بالوجوه المجهولة إلا من بعض المرشحين البارزين والذين ظهروا في الأزمة

كقادة فعليين ومؤثرين ومحركين للمجتمع وبعض الوجوه السابقة من المستحثات التي  لا نريد أن يعاد انتخابها في هذه الفترة لثبوت عدم فاعليتهم وعدم جاهزيتها لتحمل أي نوع من المهام مهما صغرت أهميتها وقد لوحظ ترشح العديد من الفئات الشابة  في خطوة ايجابية تعمق الإيمان بضرورة التغيير والتطوير.   والمطلوب في هذه الفترة  أن يصبح مجلس الشعب هو السيف الذي سيقطع يد كل فاسد و مُفسد والعين التي ترعى وتراقب القائمين على خدمة الوطن.   نتمنى أن تفرز الانتخابات سلطة تشريعية تستحق أن يقال عنها حقا أنها تمثل الشعب السوري الذي هو بحق وبعد المعاناة الطويلة في ظل هذه الأزمة وكل الأزمات التي مرت فيها سورية خلال العقود السابقة اثبت أنه شعب عظيم وجبار وأكد قدرته على تحمل الأزمات الوعي والمشاكل والنظر للأمور بعين والإدراك لواقع ما يحاك ضد بلده ويريد أن يخرج من مستنقع الأزمة بأقل الخسائر الممكنة بعد أن قدم العديد من التضحيات فهل يستطيع هذا المواطن اختيار ممثلين كفؤ يحققون فيه مقولة الشعب يحكم نفسه بنفسه بعد فشل الحكومة الحالية بتحقيق الآمال التي كانت معلقة عليها. أم أن علينا الانتظار للانتخابات لتغيير مفهوم المواطن عن الانتخابات والانتظار لتستطيع القوى السياسية إعادة تحريك الشارع والعودة إلى اللعبة السياسية لاختيار نخبة متميزة تقود الشعب من خلال المؤسسات والنقابات.  نأمل أن تعود علينا الانتخابات بفوز أفضل المرشحين الذين يستحقون الوصول إلى هذا الكرسي التشريعي، وأن تنبذ الفاسدين وأن يكونوا ممثلين حقيقيين للشعب حتى لا ينطبق علينا المثل الشعبي القائل في وصول مرشحين ليسوا بالمستوى المأمول للنهوض بسورية على كافة الصعد (كأنك يا أبو زيد ما غزيت)

syriadailynews

التعليقات