صرخة من سكان حي الصفا في سلحب: يكفي إهمالاً وتراخياً... أرواحنا وأبناؤنا ليسوا في أيد آمنة, ولسنا حقل تجارب, لا نعرف ماذا نشرب ومن أين نأكل؟ والموت مجاني....
مدير المياه ينفي وجود تلوث, والصحة تعترف بوجود إصابات, فأين المسؤول وهو يتغنى رافعا شعار: صحة المواطن خط أحمر!؟   
سجل المركز الصحي  في مدينة سلحب عشرات الإصابات بمرض التهاب الكبد الإنتاني نوع (أ), حيث انحصرت معظم الإصابات في حي الصفا وقرية عين الجرن ويعود السبب في انتشار المرض إلى تلوث مياه الشرب, كما أكد الأطباء, ممن عالجوا تلك الحالات الواردة إليهم سواء إلى المركز الصحي في المدينة أو في العيادات الخاصة.
الدكتور إياد زينة رئيس المركز الصحي في سلحب قال لـ «تشرين»:  منذ حوالي شهر ونصف الشهر ظهرت موجة من الإسهالات الحادة بين المواطنين في حي الصفا وتمت معالجتها خلال فترة قصيرة, ومن المرجح أن تكون مياه الشرب هي المسبب لهذه الإسهالات لكونها العنصر المشترك بين جميع سكان الحي, ومنذ حوالي عشرة أيام ظهرت إصابات بمرض التهاب الكبد الإنتاني من نوع (أ)والسليم  وهو مرض معد وتتراوح فترة حضانته بين 15- 50 يوما, انتشرت العدوى بين المواطنين وأصيب أكثر  من شخص في الأسرة وهذه الحالة تتماشى مع حالة الإسهالات المسجلة, ومن المؤكد أن مياه الشرب تعد السبب الأساس وبنسبة 99% كسبب بظهور التهاب الكبد بين المواطنين.
عدد الحالات التي تم تسجيلها في المركز وعيادات  الأطباء الخاصة  تجاوزت الـ 100 إصابة تراوحت بين المتوسطة والشديدة, وأشار الدكتور زينة إلى أن الوضع حتى الآن في طور الحضانة المسموح به, لكن إذا استمر المرض وزادت الإصابات بعد تجاوز فترة الحضانة التي تبلغ أقصاها 50 يوما عندئذ يصبح الأمر خطراً جداً ليتحول إلى وباء. وأكد رئيس المركز أنه تم إبلاغ الجهات المختصة من مديرية الصحة ومدير المنطقة ومدير مؤسسة المياه وتم إرسال فريق طبي للإشراف ومعالجة الحالات المرضية وفريق لتحليل المياه والتأكد من سلامتها  وصلاحيتها للشرب, وأضاف: تم تحويل الموضوع بالكامل إلى مديرية الرقابة والتفتيش في حماة لإجراء التحقيقات والكشف عما إذا كان هناك من يقف خلف هذه المشكلة المسببة للتلوث في مياه الشرب لينال عقابه.
الدكتور منير شاهين مختص في طب الأطفال قال: نستقبل يومياً عشرات الأطفال المصابين بالتهاب الكبد الإنتاني نوع( أ) وخلال الأسبوع الماضي وصل العدد إلى 100 طفل ومعظم الحالات تستجيب للعلاج والدواء بعد اتباع الحمية والنصائح الطبية, وهناك بعض الحالات كانت شديدة تم نقلها إلى المشفى بينما توفيت شابة مصابة بالتهاب كبد صاعق نتيجة اختلاطات خطيرة أدت إلى وفاتها.
وقال: أثناء إصابة عدد من المواطنين نهاية العام الماضي بحالات تسمم  بسبب تلوث مياه الشرب في حي الصفا وعين الجرن تم التنبيه إلى أن هؤلاء أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الكبد ومن المتوقع أنها كانت ستظهر بعد شهر أو شهرين إلا أنها ظهرت في الأيام القليلة الماضية, ولكن الذي  حصل  في نهاية أيار الماضي حيث  تم ضخ مياه نبع أبو قبيس المتوقف عن العمل بسبب تلوثه واختلاطه بمياه الصرف الصحي إلى مياه بئر الصفا وهذا يؤكد أن تلوث المياه سبب رئيس في ظهور مرض التهاب الكبد  لكون الإصابات تركزت في حي الصفا وعين الجرن.
وأضاف الدكتور شاهين: مازالت جميع الحالات تحت السيطرة  بفضل وجود المركز الصحي والأطباء المختصين ذوي الخبرة في المدينة, ولفت إلى أن هناك الكثير من المواطنين ليست لديهم القدرة على شراء الأدوية وإجراء التحاليل المخبرية التي يحتاجها المصاب وأقل تحليل يكلف 2000 ل.س والتكلفة العالية لأجور النقل إلى المشفى, وأشار إلى أهمية  دور القائمين والمسؤولين عن سلامة المياه وأن يكونوا على قدر المهمة الموكلة إليهم لأن أرواح الموطنين أمانة في أيديهم.
مدير صحة حماة الدكتور عامر سلطان  أكد في تصريح له وجود حالات التهاب كبد في حي الصفا وعين الجرن حيث تم إرسال فريق صحي للوقوف على هذه الحالات وأخذ عينات من شبكة المياه الرئيسة وقال: إن نتائج تحليل العينات أظهرت خلو مياه الشرب من أي تلوث مرجحاً أن تكون المياه المستجرة للحي من مصادر خاصة مثل (آبار – صهاريج ملوثة) أو أن تكون المحاصيل الزراعية التي تم إرواؤها بمياه ملوثة قد سببت ظهور إصابات التهاب الكبد.
المهندس مطيع العبشي- مدير مؤسسة المياه في حماة أكد لـ «تشرين» أن مياه بئر الصفا (حرف الأرز)صالحة للشرب 100% بعد التعقيم وقال: أخذت عينات من مياه البئر وأجريت عليها التحاليل المخبرية حيث تبين أن المياه شروبة بعد التعقيم و يتم تخزين مياه البئر في الخزان لضخها على الأحياء  حسب نظام التقنين المعتمد وتبلغ غزارة البئر 70م3 / في الساعة, ولفت العبشي إلى أنه سيتم تعويض النقص الحاصل في مياه الشرب من خط مياه المشفى الذي يتم تنفيذه حاليا في حي الصفا.  الجدير ذكره أنه في نهاية العام الماضي تم تسجيل عشرات حالات تسمم في  الحي والقرية نفسيهما بسبب تسرب مياه الصرف الصحي واختلاطها مع مياه نبع أبو قبيس حيث تم توقيف ضخ مياه النبع  وفتح بئر جديدة ريثما يتم إصلاح خط المياه في «أبو قبيس».
 سؤال يخطر لكل مواطن في المدينة: إذا كانت مياه البئر في حي الصفا صالحة للشرب حسب التحاليل ولا يوجد أي تلوث فيها.. فلماذا تظهر أمراض مختلفة بين فترة وأخرى مثل تسمم – إسهالات – التهاب كبد إنتاني وربما القادم أعظم؟

سيريا ديلي نيوز


التعليقات