العوز والحاجة وارتفاع تكاليف الحياة المعيشية كانت العنوان الأبرز لأول أيام الشهر المبارك في السويداء بعد أن شهدت المحافظة القليل من المبادرات الطوعية من المجتمع الأهلي والذين اعتادوا تقديم وجبات الإفطار للصائمين وتوزيع الأطعمة والفواكه والحلويات لكثير من العائلات حيث بقيت هذه المبادرات باهتة تحت مبرر غلاء المعيشة وانخفاض السيولة المالية بأيدي جميع المواطنين على حد سواء وطبعاً يستثنى منها مغتربو المحافظة أو من لديه أحد أفراد الأسرة في الاغتراب كما تزامن غلاء الأسعار مع عجز مؤسسات التدخل الايجابي من تخفيض الأسعار المواد الغذائية بما يتناسب مع دخل المواطن المحدود رغم التهليل والترويج لخطوة التخفيض تلك تزامنا مع حلول الشهر الكريم.
ويبقى العنوان الأبرز هو الغلاء وعدم القدرة على تأمين ابسط احتياجات موائد الإفطار التي خلت معظمها من اللحوم البيضاء والحمراء إن لم يكن جميعها حيث أشارت أم عبدو وهي ربة منزل لإحدى العائلات الحمصية أن إفطار اليوم يقتصر على التمر والبطاطا المقلية وصحن الفتوش إضافة إلى صحن شوربة عدس مع الافتقاد إلى أي صنف من الحلويات بعد أن شهدت الأخيرة ارتفاعاً مخيفاً بسبب ارتفاع أسعار مادة السكر مؤكدة أن زوجها يعمل في ورشات الدهان وعمله غير متواصل، الأمر الذي أدى إلى عدم استقرار المدخول الشهري للأسرة.
في حين تشير أم حسين من إحدى عائلات حماة إلى أن الأسرة إذا أرادت تجهيز مائدة إفطار متوسطة تحتاج إلى ما يزيد على 6 آلاف كحد وسطي فضلا عن مائدة السحور التي افتقدت هي الأخرى إلى البيض والجبن كحد أدنى تحتاج وسطياً إلى 2000 ل.س أي حاجة الأسرة يوميا في شهر رمضان يتجاوز 8 آلاف ل.س أي أن الأسرة تحتاج شهرياً إلى ما يزيد على مبلغ 240 ألفاً في حين لا يتعدى دخل الزوج 30 ألفاً كما يتم اقتطاع مبلغ يزيد على 20 ألفاً ل.س كبدل إيجار فكيف ستستطيع الأسرة من تأمين احتياجاتها تلك ضمن الدخل الشحيح الذي تعيش ضمن نطاقة.
مدير فرع الهلال ربيع الملحم في السويداء أكد قيامه بخطوات إغاثية استباقية للشهر الكريم حيث قام بتوزيع سلل رمضانية للعائلات الوافدة حيث بلغ عدد السلل الموزعة حالياً بحدود 3500 سلة مع وجود ما يزيد على 2000 سلة قيد التوزيع لمساعدة العائلات الوافدة خلال الشهر الكريم وتأمين جزء من احتياجاتها.
سيريا ديلي نيوز
2016-06-06 21:20:38