بينما كانت كل الكاميرات والوسائل الاعلامية في مطار دمشق الدولي توجه انظارها واهتمامها لطائرة المساعدات الانسانية القادمة من التشيك الى منظمة الهلال الاحمر العربي السوري كان العشرات من النساء والرجال البؤساء يفترشون زوايا المطار بعضهم مع اطفال رضع.
مشهد بدا لوهلة امرا عاديا فغالبية السوريين باتوا اليوم بؤساء مرهقين الا ان نهوض هؤلاء وقدومهم باتجاهنا مستغيثين لمساعدتهم شرح عمق الالم والبؤس الذي يعيشون ابشع فصوله على بلاط قاعة المطار.
اكثر من عشرة نساء واطفال وشيوخ لايملكون المال ينتظرون الفرج، بعضهم منذ 10 ايام، للعودة الى مدينتهم القامشلي عبر طيران الشحن العسكري المجاني لعدم قدرتهم على تحمل سعر التذكرة النظامية التي وصل سعرها الى 100 الف ليرة في سوق سماسرة المطاروبسبب توقف المشغل الخاص الثاني للرحلات.

أم لشهيدين اعدمهما داعش قبل اشهر تفترش ارض المطار منذ ستة ايام قالت اني اريد فقط العودة الى القامشلي قبل حلول شهر رمضان بعد ان اجريت عملية جراحية صعبة في الصدر في احد مشافي الدولة ولازلت اعاني من الامها.
وتضيف : لم اتوقع ان اصل في يوم من الايام الى هذا الوضع الصعب ارجوكم ساعدونا .. هل ترضون لامهاتكم هذا الذل والتعب . يقاطعها رجل سبعيني وهو يبكي لقد جعنا لانستطيع شراء حتى الطعام ولانعرف الى متى سنبقى هنا كل من لديه واسطة دبر حاله وسافر  اما نحن فلا حول لنا ولا قوة..
ولدى سؤالنا عن مراجعتهم المطار قالوا بانهم راجعوه مرارا واخبرهوم بان هذا الامر ليس بيدأحد ولابد من الانتظار والانتظار والانتظار...
الغالبية التي كانت موجودة جاءت الى دمشق بقصد العلاج  وبعد انتهاء مراجعاتها وعلاجها في مشافي الدولة لم تستطع العودة حتى اليوم.
من المؤسف ان الكثيرين طلبوا والحوا على وسائل الاعلام الموجودة بان تنقل معاناتهم وتشرح ما يعيشونه او حتى تساعدهم الا ان الغالبية العظمى لم تكترث وحتى لم تكلمهم او تكلف نفسها عناء سماعهم..
في وقت سابق  صدر  قراراً ليعاقب شركة طيران خاصة فشملت العقوبة كل الجهات وأضرت بالمواطن ؟

ظهرت المعاناة القصوى للمواطنين من خلال الازدحام الشديد على مكاتب شركة السورية للطيران بسبب توقف بعض رحلاتها وتعليق رحلات المشغل الجوي الخاص .


فهذا الإزدحام كان خصباً لتكاثر السماسرة، الذين يستغلون الحاجات الإنسانية ، والمرضى المحتاجين لعلاج سريع ، أو الطلاب الذين يتقدمون إلى امتحاناتهم في هذه الأيام بعد جهد طوال سنة دراسية كاملة ، ناهيك عن أفراد الجيش العربي السوري الراغبين بقضاء إجازاتهم القصيرة  مع ذويهم . كل هؤلاء وغيرهم أصبحوا فريسة للسماسرة فمن يدفع أكثر يقترب موعد سفره أكثر ومن لا يملك المال فليبقى رهن الانتظار لمدة قد تتجاوز الأسبوع أو تزيد عنه
فمن كان لديه رحلة على متن إحدى الطائرات التابعة لهذه الشركة فعليه أن يتدبر أموره بنفسه ، ليس من المهم ما يحدث له إنما الأهمية الكبرى هي لتطبيق قرار العقوبة فوراً ، بغض النظر عن أي اعتبارات أوآثار سلبية قد تنجم عن العقوبة .

ألا يكفي المواطن السوري بكافة أطيافه العقوبات الجائرة المفروضة عليه من الجهات الخارجية، والحصار الخانق من المجموعات المسلحة لنزيد من هذه العقوبات وهذا الحصار .

أليس حرياً بالقرار أن يتم توجيهه بشكل يستهدف الشركة دون الاضرار بمصلحة المواطن ، بمعنى أنه كان من الممكن إصدار العقوبة بفرض غرامة مالية تُدفع لخزينة الدولة فتدعم هذه الخزينة وبالتالي تدعم الاقتصاد مع توجيه إنذار للشركة بالايقاف عن العمل في حال التكرار ، أو على الأقل التريث في إصدار قرار الايقاف لحين تنفيذ الشركة لالتزاماتها وتأمين المسافرين قبل أن تتقطع بهم السبل وتجنيب المواطنين الكثير من المتاعب والأعباء المادية !!.

سيريا ديلي نيوز - خاص


التعليقات