بالخروج من اللاذقية المدينة، وعلى المحاور كافة التي تأخذك الى الريف، يتكرر المشهد: اللون البرتقالي ليس على الأشجار فقط وإنما تحتها، وكذلك الأكوام على أطراف السواقي والتخوم وجنبات الطرق، تخبر القصص عن جهود كبيرة ضاعت، وتكاليف باهظة أهدرت، وأحلام دفنت!
هو موسم الحمضيات، والذي لم يبق منه إلا صنفين (اليافاوي والفالنسيا) باق على الأشجار، ينتظر القطاف منذ شهرين ولا من سوق أو تاجر يأخذه، ففضل العودة إلى الأرض، التي جهد بها المزارع ودفع عرقاً ودماً في سبيل إنتاجه.
لن نتحدث عن التكاليف المادية التي خسرها المزارع، والتي بحسبة بسيطة تبلغ أكثر من عشرين ليرة للكيلو الواحد، وإنما سنتحدث عن إجراءات المزارعين رداً على ما جرى لهم، ولا من معين!.
فالبعض قرر التخلص من هذه الزراعة، التي لا تغني ولا تسمن من جوع، والاتجاه إلى زراعات أخرى، كالمحاصيل والخضار، بعد أن جهد أكثر من عشرة سنوات لإيصال أشجاره الى مرحلة الإنتاج، أو ذهب الى تطعيمها بصنف آخر يرى طريقاً إلى السوق.
وبالتالي هي بداية لنهاية صنفين من أجود الأصناف على صعيد المائدة، (اليافاوي) أو عصيري (فالنسيا)، وهما صنفان مخصصان للتصدير بامتياز، وأساسيان في كل الدول المنتجة للحمضيات، والذي جهد مزارعنا والدولة (وزارة الزراعة) من أجل الوصول الى هذه الأصناف المتناسبة مع البيئة والتربة.
ومازالت الحكومة، والجهات العامة الأخرى المعنية، تطنب آذان المزارعين كلاماً معسولاً عن الإجراءات الكفيلة بحماية الإنتاج الزراعي ودعمه!.
إن هذا الوضع يقتضي، كخطوات أولية قابلة للاتخاذ، من الجهات صاحبة القرار أن تتحرك، ولكن ليس بالإكراه وإنما بالتدخل الإيجابي، لتحل المشاكل المرتبطة بالإنتاج، من خلال دعمه بمستلزمات الإنتاج والتسويق، وإقامة المنشآت الصناعية التي تعتمد الحمضيات كمادة أولية.
سيريا ديلي نيوز
2016-05-20 20:17:05