م إرهابيون وليسوا حلفاء أو شركاء أو حتى أعداء.. أنهم وجه واحد لعملة ٍ واحدة و قطع ٌ نقدية في جيب الماسونية تصرفها بالشكل و الزمان و المكان .. أي أحلام ٍ تنتظر المنطقة.. هل هي أحلام الصهاينة ؟ أم أحلام الدواعش ؟ . و ماذا عنّا نحن دول و شعوب المنطقة .؟.
لايزال خطر الإرهاب يتصدر المشهد الدولي وكافة وسائل الإعلام , ولاتزال الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها و أدواتها يختبؤون وراء اكذوبة الحرب على تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" الإرهابيين وفروعهما..و يعتمدونها وسيلة ً و أداة ً لتحقيق أهدافهم , و يجدون المتعة في تعميم أضاليلهم عبر ترويج قصص نشوء تلك التنظيمات و مسببات وجودها , عبر تحميل بعض الحكومات والدول مسؤولية ظهورها.
اجتماعات و مبايعات و أسماء قادة تبدأ من أسامة بن لادن و الظواهري و الزرقاوي و أبو عمر البغدادي و أبو بكر البغدادي و الجولاني و الشيشاني ... أسماء تكاد لا تنتهي .. فيما تحاول الولايات المتحدة الأمريكية تقديم هذه التنظيمات ككيانات منفصلة و تروّج لإختلافات حقيقية وجوهرية بينها , في الوقت الذي تحاول فيه التعمية على أصولها الواحدة المنبثقة من رحم تنظيم القاعدة , فتقدم "داعش" تنظيما ً خُلق ليموت , في حين تُعطي الفرصة ل"جبهة النصرة" و لبعض فروعها ك"جيش الإسلام" و "أحرار الشام" لتستحلب منها منقوع المعارضة المعتدلة أو المسلحة , و تدفع بقياداتها إلى أروقة الحل السياسي في جنيف كقادة معارضة سياسيين ؟
*هل نحن أمام شخصيات قررت تغيير العالم و رسم خرائطه الجديدة في المنطقة الأشهر للصراعات و الحروب عبر التاريخ ..؟ وعلى مرأى و مسمع و بدعم بعض دول العالم .. وما يترتب عليه نظريا ً من تعطّل و إنهاء مصالح البعض , و القضاء على الأحلام التاريخية للبعض الاّخر .
هل يريد أحد ٌ في العالم أن يقنعنا أن تنظيم "داعش" هو كيان ٌ منفصل بحد ذاته .. و يحمل من الأفكار و الطموحات و الأحلام لتأسيس دولته الخاصة في هذه المنطقة الساخنة من العالم..بمعزل عن تنظيم "جبهة النصرة", و "ثوار" اّخر الزمان.
*لا بد لنا من مقاربة الموضوع من زوايا أكثر جدية و أهمية و نحاول البحث عن الحقيقة عبر التحليل الدقيق و ربط المعلومات و استنتاج الحلقات الخفية عن طريق العودة الى تاريخ المنطقة و صراعاتها التاريخية ..
ويكفي أن نطرح سؤالاً ليصبح دخولنا الى الموضوع مقنعا ً ..
هل تطابقت – كليا ً أو جزئيا ً – أحلام مئات و اّلاف السنين لمن أطلقوا على أنفسهم " شعب الله المختار " مع أحلام الإرهابيين خصوصا ً "داعش" ..!؟.
وهل تخلى اليهود عن أحلامهم في إقامة " اسرائيل الكبرى " لصالح الاّخرين و المفترض أنهم أشد المعادين .!؟.
أي أحلام ٍ تنتظر المنطقة.. هل هي أحلام الصهاينة ؟ أم أحلام الدواعش ؟ . و ماذا عنّا نحن دول و شعوب المنطقة .؟.
*لقد اجتهد الصهاينة على مر ّ العصور لإيجاد جذور ٍ دينية تسمح لهم بالسعي لتحقيق أحلامهم .. و خاضوا من أجلها الحروب " المقدسة " عبر تشويه العهد القديم و تاريخ البشرية و نبوءات الأنبياء و سيرهم..
فما هو الجذر الديني لدولة "داعش" ؟؟ ذاك الذي رفضه أيمن الظواهري وإعتبر على أساسه "دولة داعش" غير شرعية !؟.
فمن السذاجة بمكان اعتقاد أن القصة بدأت فصولها منذ أحداث أيلول 2001 عندما قام تنظيم القاعدة بتفجير برجي التجارة العالميين.. و الذي اتخذ من الدين عنوانا ً و التمس فيه عباءة ً و غطاءا ً.. و أطلق على مجرميه اسم "مجاهدين".
لقد أعطى هؤلاء الإرهابيون الرئيس الأمريكي جورج بوش الذريعة أو شرارة البدء لحروب ٍ تبدو في ظاهرها معاصرة الغايات والأهداف , فيما حقيقتها ترجع الى اّلاف السنين عبر مخطط ٍ كبير تم رسمه بدقة و احكام في صحراء سيناء .. حيث ضاع و تاه فيها ووراء كثبانها يهود ٌ عرفوا أن المال وحده لا يحمي الرؤوس و لا بد من الحصول على الأرض بأي وسيلة و أي ثمن مستفيدين من دروس ماض ٍ أكّد لهم أن جمع المال و شراء الأرض لصالح فرعون مصر غير مجد ٍ .. و أن الإقطاع و رأس المال قادر ٌ على شراء الجند والأسلحة.
لقد خططوا لسرقة الأرض بعد أن وقع اختيارهم على فلسطين, إذ استفادوا من الأساطير و الروايات و ما اختلقوه من أكاذيب و من تحريف ٍ للعهد القديم فأوجدوا تلمودا ً يبرر لهم سلب الأرض و امتلاكها, و تحقيق حلم إقامة دولتهم المنشودة كدولة يهودية ثنائية الأبعاد.. بعد ٌ ديني و اّخر عرقي .
إن تحقيق هكذا حلم هو المستحيل بعينه.. لذلك تطلب العمل لأجله الوقت الطويل و العمل الدؤوب على مدى أكثر من 3000 عام .
كان لابد من جمع المال و السلاح و التأييد .. فقد كانوا يعرفون أن المال بحوزة الإقطاع و الملوك هو الذي مكنهم من إقامة الإمبراطوريات , فكان لا بد من اسقاطهم عبر ثورات شعبية ينشد فيها الناس " حريتهم و كرامتهم " كعناوين مزيفة .. فكانت الثورات في أوروبا كخطوة أولى لإزاحة الإقطاع و بعثرة ماله .. و من ثم سرقتها عبر وسائلهم الخاصة .
لقد دعموا حركات التحرر في أوروبا, كما دعموا الأفكار العلمانية التي تبعد الناس عن الحاكم.. و تقضي على نصف قوته , أما نصفه الاّخر فمال ٌ ُيسرق و يجمع في خزائنهم .
إن قناعتهم بأهمية الحامل العمودي دفعهم الى تحريف الأديان و ضرب الفضيلة , و انشاء أجيال ٍ فاسدة مهترئة , فسعوا لإقامة دور القمار و استخدموا الدعارة و الجنس أبشع استخدام .
أرادوا أن يخوضوا حروبا ً دينية مدعومة ً من الله ( خاصتهم ) .. مع أعداء من غير دعم ٍ إلهي ( برأيهم ) .. ليحافظوا على تفوقهم .. أرادوها حربا ً " مقدسة " مع أعداء ملحدين أو كافرين أو علمانيين – سمهم ما شئت - .
لقد حركوا العالم كما يشاؤون و جرّوه الى حروب ٍ عديدة و حروب ٍ عالمية أولى و ثانية .. أفضت بالنتيجة الى اندحار الخصوم و اضعاف الجميع .
إن اتجاههم نحو القارة الجديدة بعد أن اكتشفها كريستوف كولومبس ليس إلاّ بدافع جمع المزيد من المال و ضمان القوة و امكانية دخول الحروب الطويلة .. فكان لهم ما أرادوا و غدت أمريكا القوية و الثرية خاتما ً في أيديهم و قاعدة ً ينطلقون منها للإنقضاض على العالم ....
لقد تمردوا على الله و حرّفوا كتبه و قتلوا أنبياؤه.. و حولوا الدين اليهودي الى حركة ٍ صهيونية .. و سرقوا الأنبياء و تكنّوا بأسمائهم ( النبي اسرائيل ) , و مزّقوا العالم بالحروب و رسموا الخرائط له فكانت سايكس- بيكو للعهد الجديد .. التي أضعفت المنطقة و شعوبها عبر الإستعمار الفرنسي و البريطاني ... و الإسرائيلي , مضافا ً اليها التاّمر العربي – العربي بفضل من وظفوه و جندوه عميلا ً و خائنا ً .
لقد قاموا خلال مئات السنين بتحريف و تشويه الأديان فحصلوا على نسختهم من المسيحيين المتصهينين .. اللذين لم يتوانوا في تبني مشاريعهم و أحلامهم , كذلك فعلوا للحصول على نسختهم من الإسلاميين المتصهينين .
و جاء عام 2000 و حمل معه عنوانا ً كبيرا ً رفعته الولايات المتحدة الأمريكية "الحروب الدينية و التغيير".
إذ كان لا بد من تحويل الأحداث الى العالم العربي أكثر فأكثر .. فسمحوا لنسخهم المنحولة أن تظهر الى العلن و تقود حربا ً أطلقها الرئيس جورج بوش الأب .. بعد أحداث 11\ 9 \ 2001.
لقد قالها صراحة ً " إنها حرب ٌ صليبية " , " هي حرب ٌ على الإسلام " .. و فتح الباب لإشاعة المناخ المذهبي و الطائفي .. و لم تستطع أمريكا كحامل ٍ للواء الصهيونية – الماسونية أن تنفذ مشروعها الجديد في الشرق الأوسط و العالم عبر حرب ٍ عالمية ثالثة , فهي أضعف من مجرد التفكير بالفوز و النصر بها .. فاستعاضت عنها بالربيع العربي المزور .. بالإعتماد على النسخ الإسلامية المنحولة , فكان الفكر الإخواني و الوهابي أدوات ٌ مميزة ٌ فيه .
أرادوه ربيعا ً داميا ً ناقما ً منتقما ً لأزمنة قديمة ُطردوا فيها الى بابل ( الملك نايوكو الثاني 585 ق . م ) .. وقصة السبي الشهيرة على يد الملك البابلي نبوخذ نصر .. لقد أرادوا الإنتقام والعراق أرضا ً وشعبا ً و تاريخا ً.
لقد حرّكوا الشارع العربي تحت ذريعة الدين و تطبيق شرع الله.. فكان التطرف سيد الموقف والإرهابيون جاهزون لملئ البيوت والشوارع والمدن بالدماء .. سبيلا ً لإكمال المخطط..
لقد سارت عجلات الربيع في عدة دول عربية, أما في سورية فتعطلت تماما ً.. لقد حصل ما لم يكن بحسبانهم .. أنها حرب ٌ مقدسة بإمتياز .. فقد أظهر السوريون إيمانا ً بأنفسهم ووطنهم و جيشهم..استلهموه و استمدوه من ايمانهم بالله تعالى إله الحق .
ايمان ٌ كان أقوى من تطرفهم و تحريفهم و فكرهم الإخواني والوهابي المظلم .. ايمان ٌ ارتكز على تنوعهم و نسيجهم الفسيفسائي الفريد .. فوقفوا مسلمين و مسيحيين وقفة رجل ٍ سوري يملك ثنائية فاجئتهم أي مفاجئة .
ايمان ٌ بالله و بالوطن وضع حدا ً لحروبهم القذرة و الممتدة نحو العالم .
لقد دفعوا باّلات بطشهم و بتنظيماتهم الإرهابية للمواجهة تحت مسميات مختلفة فتارة ً كانوا " جيشا ً حرا ً و تارة ً أخرى جبهة ً اسلامية و "جبهة نصرة" ما دعوه"داعش".. و أناطوا ببعض الدمى المحلية و العربية والإقليمية مهام لا أخلاقية شعروا معها و كأنهم Big Jack السوري و السعودي و الأردوغاني , و انتفخت عروقهم بالزعاف الصهيوني , و انطلقوا نحو إغراق سورية وكافة الدول المقاومة الصامدة بحروب ٍ داخلية وبهياكل وهمية دعوها بال "معارضة" , بهدف إضعافها و تقويض أدوارها الوطنية والقومية!.. وسط تناقل وسائل الإعلام خبر تعيين الوليد بن طلال سفيرا ً فخريا ً في "اسرائيل" , و لسنا نؤكد أو ننفي الخبر , فما تأكد من عمالة نظام اّل سعود للكيان الغاصب أعظم و أكبر من فتح سفارة ٍ هناك .
لا تصدق أخي القارىء أنهم حلفاء أو شركاء أو حتى أعداء .. أنهم وجه واحد لعملة ٍ واحدة و قطع ٌ نقدية في جيب الماسونية تصرفها بالشكل و الزمان و المكان الذي تريد .
نعم هي "حرب ٌ مقدسة" حتى بالنسبة لنا.. فعلم سورية و ترابها و حرية قرارها و سيادتها و أمن شعبها أمور ٌ لا تهاون ولا جدال فيها.. نعم نقدس سورية و نملك منظومتنا المقدسة " الشعب – الجيش – الرئيس " القادرة على حسم الحرب القذرة و تطهير أرضنا من رجس الإرهاب..النصر لسورية .. و الخزي و العار للخونة و الهلاك للأعداء.
المهندس : ميشيل كلاغاصي
المقالات الواردة في هذه الزاوية تعبر عن رائي كاتبها وليس بالضرورة أن تعبر عن رئي الموقع
سيريا ديلي نيوز
2016-04-25 06:36:36