يكفي المرء أن يقوم بزيارة لسجل العاملين في الدولة ليرى أعداداً كبيرة من المراجعين المتعبين، وليسمع عشرات القصص التي تختلف بشخصياتها وتتشابه بالمعاناة والشنططة، والقاسم المشترك بينها "المفتاح " وهو عبارة عن رجل يرتدي زي عسكري يجلس وراء الكولبة الموجودة في مدخل المبنى، مهمته تنظيم الدور، إجراء الاتصالات وترديد كلمة " حاضر معلم"، لقب المفتاح اطلقه عليه المراجعين فهو الذي يسمح والذي يمنع المعاملات بالمرور .
تقول علا وهي أحدى المراجعين لسجل العاملين بالدولة لموقع سيرياديلي نيوز: انتظر منذ الصباح الباكر هنا، ودون جدوى لأن الاستاذ الذي يدعي انه ينظم الدور رفض استلام أوراقي بعدما رفضت الاستجابة لطلبه وهو شرب فنجان قهوة معي.
وتتابع علا نظراته إلى الفتيات تدل على وساخته فهو إنسان غير طبيعي وغير مهذب.
من جهة أخرى يقول العم أبو خالد لموقع سيريا ديلي نيوز: خدمة في الدولة 35 عاماً كنت ملتزما وصاحب أمنة، مر على رأسي الكثير ومنهم هذا الرجل الذي لا يعرف معنى الأخلاق المهنية، من حيث طريقة التعامل مع المراجعين فهو يظن نفسه صاحب العمل الخاص .
ويشير أبو خالد من يدفع له يمشي قبل وبحسب المبلغ المدفوع، وأنا أتسأل، أين المسؤول عن الموضوع، فالمدير يخلق بابه بوجهنا فإلى أين نتجه ولمن نشكي أمرنا .
مواطن أخر يقول لسيرياديلي نيوز : هذا الموظف يهين البدلة التي يرتديها ونحن كمواطنين مدنين من حقنا أن نتكلم .. ننتظر وننتظر .. وهو ينظر هنا وهناك ويلعب بهاتفه الجوال رغم وجود عبارة كتب عليها ممنوع استعمال الجولات .
ويكمل أحمد أتيت مع والدتي الكبيرة في السن من أجل معاملة أختي المتوفاة، وعندما كنت أقف بجانبها قام بالصراخ علي و التلفظ بالكلمات المهينة رغم قولي له يا استاذ والدتي أمراءه كبيرة من العمر ولا تسطيع الوقوف لوحدها ولكن رفض وقفي جنبها لإسنادها، لا استطيع إلا أن أقول "الله يصطفل فيك" .
ولتكتمل الصورة كان لزاماً علينا ان نحاور المدير العام الاستاذ محمد سعيد، اتجه موقع سيرياد يلي نيوز إلى المدير العام لسجل العاملين بالدولة، محاولة منا إيصال رسائل هؤلاء المرتجعين ولمعرفة سبب التأخر بتصديق الوثائق التي تبقى في الدروج وعلى الرفوف أكثر من يومين دون سبب مقنع .
في اليوم الأول تم الاعتذار بحجة أن السيد محمد في اجتماع ضروري ولا يستطيع استقبال أحد وطلب منا العودة صباح اليوم الثاني .
وعند معاودة المحاولة في اليوم الثاني كان الجواب أنا باجتماع ولا أريد أن أقابل الصحافة، في أي معاملة تركوها على الباب وبشوفها .
والمضحك بالموضوع أنه عند طلب الرقم الخاص بالمكتب المدير العام تم إعطاء رقم المقسم بحجة عدم وجود رقم مباشر له.
وهنا السؤال الذي يطرح نفسه .. عندما يتصل بك أحد المسؤولين يطلب المقسم، ولماذا هذا التخوف من استقبال الصحافة .. أو أنكم تجيدون فن الكلام، وقلب الحقائق، وتحويل الحق الى لباطل والباطل الى حق، هل هناك عاقل يصدق هذا التسويف، أم ان ما يجري هو هروب الى الامام او الى الخلف، ويكفي “نأكل بعقل المواطنين حلاوة” كما يقول المثل!؟.. وفي مقالنا هذا نأمل من الجهات المسؤولة من رئاسة مجلس الوزراء الممثلة بالدكتور وائل الحلقي ووزير العمل الدكتور خلف سليمان العبد لله للنظر بهذا الوضع، نحن اليوم نمرّ بأكثر من حرب عالمية، والمواطن السوري وحده يعيش الحالة أكثر من سواه، وهو الأقدر على تلمّس العذر للجهات الوصائية، فلماذا الاستخفاف بعقلة وقناعاته، ولماذا لا نخاطبه بوضوح وشفافية، فهو جدير بتحمل المسؤولية؟.. فهل نتّعظ ونلملم ونستكمل ما بقي من وثائقنا، حتى وإن بدأنا اليوم متأخرين خير من ألا نصل أبداً؟.. ويكفينا التشدّق ورمي الذرائع وإلقاء اللوم على الآخرين أو على مشجب الأزمة..
سيريا ديلي نيوز - خاص
2016-04-21 10:10:53